+ نداء أب:- ولكني أقول لكم أيها السامعون أحبوا أعداءكم أحسنوا إلي مبغضيكم لو6:27. إنه نداء أبوي لكل الإنسانية التي لها آذان تسمع فالآب السماوي يريد أن نحيا كبشر إخوة متسامحين محبين فهو ينادي علي كل من أخذهم تيار الشر وغرقوا في حمأة الموت ينادي علي كل مريض بالذات والأنانية ينادي علي كل أعمي ضل الطريق ينادي علي كل البشر معلنا أنه يستطيع أن يغير ويحول القلوب الحجرية إلي قلوب لحمية تنغرس فيها بذار الحب لتثمر ثمار السلام بين الجميع فالأب لا يريد من السامعين ذهبا ولا فضة إنما يريد أن الجميع يسمعون له ولوصاياه ويعملون بها هكذا يقول الكتاب طوبي للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم علي شجرة الحياة ويدخلون من الأبواب إلي المدينة لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبا… والروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليأت ومن يرد فيأخذ ماء حياة مجانا رؤ22:14-17 فشكرا لمن افتقدنا في زمن غربتنا لينادي علينا ويجمع شملنا لنرتوي بماء الحياة المجاني من خلال كلمته الصادقة والمستحقة كل قبول وأسراره المحيية والتي أعطاها لنا عن طريق الكنيسة لنرث الحياة الأبدية مجانا.
+ ودستور حب:- وضع لنا السيد له المجد دستور حب تعتمد عليه البشرية في إقامة علاقات طيبة مع الله بناء علي ممارسة ما جاء به مع بعضها البعض فبعد أن نزل المخلص من علي الجبل مصليا نادي علي الجميع بصوت الحب وأعطاهم كيف تكون الحياة النموذجية ووضع دستورا يحتوي علي مواد أساسها الحب في أجمل صورة والإحسان في أجل مواضعه والبركة والصلاة من أجل المسيئين والعطاء بكرم لكل إخوتنا في الإنسانية ثم وضع القانون الذهبي للمعاملات فقال وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضا بهم هكذا… بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئا فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي لو6:31-35 فهذه هي المبادئ المسيحية التي تدعو إلي الإيمان بالله الواحد والعمل الصالح المبني علي الحب بين البشر والحكمة في التعامل والسلوك كما يقول الرسول اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد كو4:5-6 ما أعظمه دستور حب جعل القديس أغسطينوس يقول اللهم ألهمني المحبة فأعلم الوداعة وأعطني الصبر فأعلم النظام وأنر عقلي فأعلم المعرفة… رب أن توانيت عن محبتك فلا تدعني أتأخر عن أن أبادلك حبا بحب فالمحبة هي أصل الخيرات كلها.
+ ورجاء رب:- فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم ولا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا علي أحد فلا يقضي عليكم أغفروا يغفر لكم أعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في أحضانكم لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم لو6:36-38 شكرا للرب الذي يترجي فينا أن نكون بني العلي رحماء كما هو رحيم متسامحين كما هو متسامح وغفور ونحب العطاء كما هو يعطي وبلا حدود… إنه رجاء رب أحب وأعطي ويريد أن نسير علي منواله في مشوار غربتنا التي تحتاج إلي خريطة حياتية بعيدة عن دساتير العالم وقوانينه فنحن بالرجاء الإلهي نحيا ونخلص كما يقول الرسول بولس لأننا بالرجاء خلصنا ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضا وكذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا رو8:24-25 ويقول أيضا فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين علي الصلاة مشتركين في احتياجات القديسين عاكفين علي إضافة الغرباء باركوا علي الذين يضطهدونكم باركوا ولا تلعنوا رو12:12-21 ثم قال مؤكدا وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس رو15:13 فإن كان رجاء الرب هو أن نعيش في حب ليكون لنا نصيب في الملكوت الأبدي فنقول مع الكتاب لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لأن الذي وعد هو أمين ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض علي المحبة والأعمال الحسنة عب10:23-24 وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع المملكة السماوية… والتعاليم الروحية… والسلطة الربانية.
[email protected]
طامية-فيوم