+ كاهن اسمه زكريا: كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة إبيا وامرأته من بنات هارون واسمها اليصابات. وكانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم (لو1:5-6). الكهنوت أبوة وشفاعة وعطاء وكرامة وذبيحة وطاعة أنه شمعة تحترق من أجل الآخرين واسم زكريا عبري أطلق علي 32 شخصا في الكتاب المقدس ومعناه يذكر أو الرب يذكر مما يفيد أن أبونا زكريا الكاهن كان اسما وخدمة يذكر شعبه أمام الله ويقدم ذبيحة بخور عنهم ومع أنه كان في تجربة شديدة وهي عدم الإنجاب التي كان يعتبرها اليهود عار ولكن كان بصبر يقدم خدمة غير ناقصة أمام الله وكأنه يقول مع الرسول يعقوب: أحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة. عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا. وأما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شئ (يع1:2-4). حقا كان كهنوت أبونا زكريا مباركا ونموذجا حيا لهذا شهد له الكتاب أنه كان بار عاملا بكلام الكتاب أن البار بالإيمان يحيا (رو1:17). نعم إنه بالحقيقة كان بارا وخادما أمينا.
+ وأحداث روحية: فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله. حسب عادة الكهنوت أصابته القرعة أن يدخل إلي هيكل الرب ويبخر. وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور. فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور. فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف. فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك أبنا وتسميه يوحنا. ويكون لك فرح وابتهاج.. لأنه يكون عظيما أمام الرب (لو1:8-15). إنها أحداث روحية عجيبة جعلت من مذبح البخور سماء فيها تجلي الملاك ومن علي المذبح قبل الله صلوات أبونا زكريا الكاهن الشيخ ومن خلالها سمع أبونا زكريا نبوات عن مستقبل المولود وخدمته وكأن الله يقول له كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران (يع1:17). إنها أحداث روحية مفرحة تحمل بشائر المصالحة بين السماء والأرض وطوبي للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكي ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يع1:12).
+ وعلامات سماوية: لأن الرسالة من السماء فلابد أن تترك علامات سماوية نادرة يتعجب لها البشر وهذا ما أشار به الملاك لأبونا زكريا الكاهن في رسالته فقال عن المولود من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلي الرب إلههم (لو1:16). وعن خدمة المولود قال: ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلي الأبناء والعصاة إلي فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا (لو1:17). أما عن العلامة الخاصة بزكريا فقال له: وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلي اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته (لو1:20). نعم لقد تحقق ما قاله ابن سيراخ علم الرب كل علم واطلع علي علامة الدهر مخبرا بالماضي والمستقبل وكاشفا عن آثار الخفايا. لا يفوته فكر ولا يخفي عليه كلام (سيراخ 42:19-20). أكيد إنها علامات سماوية أعلنت علي طريق الفداء خادمة لقضية الخلاص والتجسد الإلهي قلبها خادم مذبح الرب زكريا قائلا مع رسول العهد الجديد الذي به لأجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم (رو1:5). وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع بداية سماوية وكرازة ملائكية وطاعة مريمية.
Elkomos_ [email protected]
للقمص روفائيل سامي
طامية – فيوم