+ توصيات: وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخواته وأخواته حتي نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو14:25-26). السيد له المجد يعطي الجموع الذين التفوا حوله توصيات بها يستطيعوا أن يكملوا الطريق إلي الحياة الأبدية وهي محبة الله أولا تكون فوق كل محبة ومن خلالها نستطيع أن نحب الاخرين حتي أقرب الناس إلينا, وثانيا حياة الترك أي نترك كل شئ من أجله حتي لا يسيطر علينا شئ في العالم, وثالثا التخلي عن الذات والأنانية لكيما تقودنا النعمة الإلهية والمحبة الروحية إلي موكب نصرته, وهذا ما وصي به الرسول صراحة قائلا: ولكن قبل كل شئ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة. ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين علي نعمة الله المتنوعة. إن كان أحد يتكلم أحد فكأقوال الله, وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شئ بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلي أبد الآبدين (1بط4:8-11).
+ وتحديات: ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.. فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو14:27-33). إنها التحديات التي تقف أمام كل إنسان يريد حياة الغلبة والانتصار علي الأمور العالمية فيقف أمامه عدو الخير بالآلام والهموم والمشاكل الصعبة التي تصل إلي حد الاضطهاد بل أحيانا يكون المال منها كما هو الحال بالنسبة لذلك الشاب الغني الذي مضي حزينا لأنه كان يملك المال الكثير وكل هذه التحديات وإن كانت صعبة وكلها تعب إنما نثق في الله أنه يساعدنا فيحول الصعب سهلا والترك في العالم أمامه ميراث أبدي والتعب في العالم أمامه راحة أبدية كما يقول الكتاب: حتي أننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من أجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها بينة علي قضاء الله العادل أنكم تؤهلون لملكوت الله الذي لإجله تتألمون أيضا. إذ هو عادل عند الله إن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا. وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته (2تس1:4-7). فمرحبا بالتحديات التي نري فيها الله.
+ ونتيجة: الملح جيد ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح. لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجا من له أذنان للسمع فليسمع (لو14:34-35). عزيزي أنت ملح جيد في إيمانك وبأعمالك الحسنة فيجب الحفاظ علي خواصك الروحية التي أنعم الله عليك بها وألا تطرح خارجا في يوم النتيجة الكبري لنتعلم من الآباء الذين تركوا كل شئ واحتملوا الآلام والاضطهاد وتحدوا كل العالم فرحين كما جاء بالكتاب وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستاهلين أن يهانوا من أجل اسمه. وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح (أع5:41-42). فياليت لسان حالنا يهتف مع المزمور قائلا: وأنت أيها الرب الإله أنت رحوم ورءوف. أنت طويل الروح وكثير الرحمة وصادق, أنظر إلي وأرحمني, إعط عزة لعبدك وخلص ابن أمتك (مز86:15-16). وهنا تكون النتيجة هي نعمة تقودنا إلي موكب السيد له المجد وهذا ما ينتظره الله من كل منا أن نتحمل الآلام لكي نتمجد معه وأن نترك كل شئ لنملك معه ميراث أبدي وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع صلاح وإصلاح ونجاح.
طامية – فيوم
[email protected]