+مصر الأمان:-
وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلي مصر وكن هناك حتي أقول لكمت13:13 لقد أصبحت مصر آمنة بمباركة الرب لها وبتلك النبوات التي سطرها الكتاب المقدس عنها أكد لنا الوحي أنها حصن أمان علي مر العصور ففتحت أحضانها لأبينا إبراهيم ويوسف الصديق ويعقوب وكما ذكرت التفاسير أن مصر بزيارة الأنبياء ورجال الله لها أصبحت مركزا للإيمان وكما استغلها الصديق يوسف في تخزين القمح أثناء السبع سنوات التي كان الجوع فيها يعم البلاد هكذا جاء إليها السيد المسيح لتكن مركز البركة لكل العالم فهي كانت بالفعل لما رأيناه في الحركات الرهبانية التي تأسست عليها رهبنيات العالم ومدرسة الإسكندرية التي نشرت نور المعرفة للعالم كله كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم:تعالوا إلي برية مصر لتروا مجدها أفضل من أي فردوس فيها ربوات من الملائكة في شكل بشري وجموع من الشهداء وجماعات من البتوليين فيها تهدم طغيان الشيطان وأشرق ملكوت المسيح ببهائه!مصر هذه أم الشعراء والحكماء..حصنت نفسها بالصليبنعم الآب في سماه عرف أين الأمان فارسل ابنه إليه ولكيما يجمع بين مصر وبابل ويصلح ما بهما.أرسل إلي واحدة المجوس وهو بنفسه جاء إلي مصر الأمان.
+والملك العطشان:-
حينئذ لما رأي هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان في بيت لحم وفي كل تخومها…مت2:16-18لم يكتف هيرودس بسني ملكه بل كان يأمل أن يدوم فكان عطشانا إلي داء العظمة مع أنها كانت تغمره ولكنه كان يشتاق أن تدوم سنين أكثر فهو يحفر لنفسه بئر العطش العالمي الذي قال عنه إرمياء النبيابهتي أيتها السموات من هذا واقشعري وتحيري جدا يقول الرب لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارا مشققة لاتضبط ماءإر2:12-13لم يقتنع هيرودس بما فيه ولكنه عطش إلي مملكة أبدية وهو لا يملك مقوماتها فشرب دم الأطفال الأبرار وأحزن قلب راحيل التي تبكي علي أولادها ولا تريد أن تتعزي لأنهم ليسوا بمجودين ما أصعبه عطش يجعل الإنسان وحشا مفترسا لا يبالي بصراخ الأطفال أو بعويل الأمهات وإنما يهمه أن يشرب من الغرور والعظمة الزائلة فهو تابع لمملكة إبليس كما يقول الكتابمن يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس1يو3:8.
+وانتصار للديان:-
فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا قم خذ الصبي وأمه واذهب إلي أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبيمت2:19-20تظاهر هيرودس بالقوة وهو لا يملكها وبالمعرفة وهو لا يدركها وأراد أن يقضي علي الملك الآتي باسم الرب ولكنه فشل فشلا زريعا وكأنه وقف أمام قرص الشمس ليطفئه ولكن بقي شمس البر وانطفأت حياة القسوة والجبروت فهو مثل النملة التي تبغي أن تهز الجبل ولكن هيهات أيها الهيرودس القزم تري من أنت حتي تقف أمام الديان الذي جاء متواضعا ليخلصك ويخلص كل ما قد هلك إنه الملك السماوي الذي أراد أن يؤسس مملكة روحية في قلوبنا فياليتك أيها الهيرودس كنت تعي ما تفعل ولكن عطشك إلي العظمة والملك جعلك أعمي العينين وأصم الأذنين ومتحجر القلب ولكن شكرا للديان الذي لم يأبه بك وبعملتك السوداء ومضي في طريق خلاصنا منتصرا عليك وعلي من هو أشد منك كاسرا شوكته رافعا راية النصرة الذي أوحي إلي القديس بولس ليعلمنا قائلايعظم انتصارنا بالذي أحبناوكما قال النبي في القديمأعلن الرب خلاصه قدام الوثنيين,وكشف عدله لهم,ذكر رحمته ليعقوب,وحقه لبيت إسرائيلمز98:2-3فنعم الانتصار الذي حققه الديان العادل وإلي اللقاء في عظة الأحد القادم مع أب فرحان…وخادم شبعان…وشهادة وإعلان.
[email protected]