+ قواعد روحية:-الصدقة والصلاة والصوم بممارستهم ينمو الإنسان في الفضيلة والمعرفة, فيرتفع فوق مستوي الأرضيات سابحا بفكره واشتياقه نحو حياة أفضل كما يقول الرسول:##إن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة.اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة.وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوي,وفي التقوي مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة##(1 بط 1:3-7). فهكذا عاش الآباء وعاشت الكنيسة ملتزمة بالحق الكتابي الذي قاد الجميع إلي حياة أفضل, فخرج لنا الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا في نسك وزهد, وخرج لنا القديس أسانيوس الذي كانت حياته كلها صلاة, وها نحن تحت أجنحة كنيسة المسيح نستعد اليوم للصوم الأربعيني متذكرين فيه من صام عنا, ملتزمين بقواعد وقوانين الكنيسة التي أنارت العالم بتعاليمها المستقيمة المبنية علي القواعد الروحية الكتابية.
+ وتحذيرات أبوية:-لقد وجه السيد سفينة الحياة الروحية بقواعد وثوابت تنمو وتسمو بالروح, ولكن تحت ظل محبتة الروحية أراد في تحذيرات أبوية أن يقول ويخبرنا بكيفية ممارسة الفضيلة والعبادة وأركانها, وجعل مركزية الاهتمام في أن تقدم العبادة لله وحده, لذلك قال لنا: ##احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات….ومتي صليت فلا تكن كالمرائين فأنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق. أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم….ومتي صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فأنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم.##(مت 6:1-16). هكذا في حب أبوي يحذرنا ويعرفنا أن الفضيلة أجرها سماوي, وأما إن فعلناها تحت سلوكيات أرضية عالمية بعيدة عن الله فليس لنا أجر سماوي عنها فياليتنا نعمل بالوصية لنبدأ صوما مقبولا أمام الله.عاملين بقول المزمور: ##اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة## (مز 2:11).
+ وأجورسماوية:-##وأما أنت فمتي صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية….لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء, فأبيك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية##(مت 6:4و6و18) ما أعظمها اجور سماوية ومجازاة ربانية أوضحها الرسول قائلا: ##لإنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلي ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي##(2 بط 1:11) ووصفها القديس بولس قائلا: ##ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر علي بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه##(1 كو 2:9) إنها أجور لها فاعليتها هنا وفي السماء ولكن يجب أن نلاحظ أنها ليست أجور مادية من أجل إشباع الجسد ولاهواء وإنما أجور روحية تبقي معنا علي الدوام, لذلك نستطيع أن نقول بالحقيقة هي وعود بأجور صادقة لا تزول بعد انقضاء غربتنا وإنما تبقي رصيد لنا في الأبدية.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع كنوز محظورة وكنوز منظورة وكنوز مذكورة.
للقمص روفائيل سامي
طامية-فيوم
[email protected]