مرور.. وغرور.. وسرور
+ مرور: وفيما هو مجتاز رأي إنسان أعمي منذ ولادته فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتي ولد أعمي, أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه (يو 9: 1-3). إنه مرور الحب الإلهي وسط كراهية العالم ومرور الرحمة في وسط القسوة والظلم والطغيان. إنه مرور النور وسط ظلام العالم هذا الذي ترنم له المزمور قائلا: لإن ينبوع الحياة عندك, بنورك يارب نعاين النور, فأبسط رحمتك علي الذين يعرفونك, وعدلك علي المستقيمين في قلوبهم (مز 36: 9-10) لقد كانت محبة مخلصنا تجعله يجتاز ويمر بين الجبال والأودية والقري والمدن ليجول ويصنع خيرا بين الناس كما قال عنه الكتاب: يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه (أع 10: 38) حقا عجيب أنت يا مخلصي وعجيبة هي طرقك كما قال الكتاب: يا لعمق غني الله وحكمته وعلمه ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء (رو 11: 33) لقد مر يسوع في هذا المكان ليتقابل مع هذا المولود الأعمي ليعلن له زمان الحب والخلاص الذي قال عنه حزقيال: فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب (حز 16: 8).
+ وغرور: إنه غرور الشيطان الذي يجاهد من أجل تعطيل عمل الله فسبق وحارب السيد علي جبل التجربة ثم نراه في الإصحاح السابق هيج اليهود علي المخلص وفكروا ليرجموه والمخلص اجتاز في وسطهم, والآن الحرب عن طريق عمل الخير الذي صنعه المخلص مع المولود أعمي فقالوا له أيضا ماذا صنع بك كيف فتح عينيك, أجابهم قد قلت لكم ولم تسمعوا لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ. فشتموه وقالوا أنت تلميذ ذاك وأما نحن فإننا تلاميذ موسي نحن نعلم أن موسي كلمه الله وأما هذا فما نعلم من أين هو, أجاب الرجل وقال لهم إن في هذا عجبا إنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عيني. ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمي. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا. أجابوا وقالوا له في الخطايا ولدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا فأخرجوه خارجا (يو 9: 26-34). إنه غرور الكبرياء والتسلط الذي يريد أن يحطم الخير ولكن هيهات أيها المغرور بغرورك يجب أن تتذكر أنك مثل من ينفخ في قرص الشمس ليطفئه, فقد غرس السيد نور النعمة الإلهية في ذاك الرجل وصنع له عينان فماذا تفعل أنت أمام الخالق والمخلص من عبودية الظلام. نعم لقد حطم المولود أعمي غرورهم بردوده القوية لذلك طردوه.
+ وسرور: فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده وقال له أتؤمن بابن الله. أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به. فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو. قال أؤمن يا سيد وسجد له (يو 9: 35-38) هذا هو السرور الحقيقي والدائم حينما يطردنا العالم من دائرة ضلاله. فالكتاب قال: طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين (مت 5: 11) ومن دواعي الفرح والسعادة أيضا أن الرب بنفسه يتقابل معنا في وقت الشدة فهذه هي المسرة التي يتمناها المؤمن في أثناء القداس عندما يصلي الأب الكاهن قائلا: بمسرتك يا الله املأ قلوبنا من سلامك ومن علامات السرور أيضا أن الإنسان المؤمن يعلن إيمانه العملي بالسجود والشكر أمام الله الذي يعوض نقائصنا ويسندنا وقت الشدة ويقبلنا عندما العالم يطردنا نعم فقال الكتاب: إن عيرتم باسم المسيح فطوبي لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم, أما من جهتهم عليه وأما من جهتكم فيمجد (1بط 4: 14) أكيد إنه السرور النابع من البصيرة الروحية التي نحصل عليها بعد أن ندفن مع المسيح في المعمودية ونحيا فيه ونثبت كما يقول الكتاب: ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح, هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية (1يو 5: 20) وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع ناس ومشاوير وإله ومعايير ونعمة وتقدير.
[email protected]