لقاء العظماء..وفكر الغرباء..وعطاء السماء
* لقاء العظماء:-##وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلي أرض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد وكان يوحنا أيضا يعمد في عين نون بقرب ساليم,لأنه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون##(يو 3:22-23)دائما يلتقي العظماء في الهدف الأسمي فالعظيم بين مواليد النساء يتقابل مع الأعظم من في ملكوت السماوات,ونقطة الالتقاء هي الخدمة فيوحنا صرح قائلا:##أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار##(لو 3:16)ما أجمله لقاء روحي ترنمت فيه المشاعر وغنت أمامه أغنية المجد ورفرفت فوقه روح الاتضاع فيوحنا يقول:##أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتي إلي##(مت 3:14)والسيد المسيح يقول له:##اسمح الأن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر##(مت 3:15)لقد صدق ابن سيراخ عندما قال:##فإنك منهم تتعلم التأديب والخدمة للعظماء##(سيراخ 8:10)لقد كان يوحنا عظيما في شهادته للسيد وهو في بطن أمه وأمام الجموع وأمام المخلص نفسه وكان سيدنا أعظم في محبته واتضاعه وقبوله معمودية يوحنا أنها الخدمة الناجحة التي تنسكب أمامها نغمات الحب والاتضاع.فحقا كان لقاء العظماء.
* وفكر الغرباء:-##وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير فجاءوا إلي يوحنا وقالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه##(يو 3:25-26)إنه الفكر الغريب البعيد عن معرفة الحقائق الإلهية التي شهد لها يوحنا في أكثر من موضوع,ولا سيما التي وردت في الإصحاح الأول من بشارة القديس يوحنا عندما قال:##هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم هذا الذي قالت عنه يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي##(يو 1:29)فهو الفكر البعيد عن الحب الإلهي والخطة الإلهية,فينزعج عندما يري النجاح فيبث الفتن في الآذان ويختلق المشاكل ويجعل من العمل الروحي ساحة للقتال وبث السموم.أكيد أولئك الذين ذهبوا ليخبروا المعمدان بنجاح خدمة السيد المسيح هم نموذج للمغتربين عن المسيح.لذلك يقول الكتاب:##لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا,لأن الذي وعد هو أمين,ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض علي المحبة والأعمال الحسنة,غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عاد,بل واعظين بعضنا بعضا وبالأكثر علي قدر ما ترون اليوم يقرب,فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعدم أخذنا معرفة الحق لا تبقي بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين##(عب 10:22-27)ما أقبحه فكر يسبح في أنانية الذات.
* وعطاء السماء:-##الآب يحب الابن وقد دفع كل شئ في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية,والذي لا يؤمن بالابن لن يري الحياة الأبدية.بل يمكث عليه غضب الله##(يو 2:35-36)ياتري ما هي عطية السماء لمن يؤمن بالمسيح المخلص؟أكيد السماء غنية في العطاء والذي يملك السماء والأرض وكل مافيها يستطيع أن يعطي عطية دائمة صادقة فهو كما يقول الكتاب يعطي بسخاء ولا يعيير,والعطية هنا مشروطة وواضحة.مشروطة بالإيمان والعمل الصالح كما يقول الرسول:##بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا أنه قد أعطانا من روحه ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم…##(1يو 4:13-14)ثم لابد أن نعرف أن نوع العطية نابع من الذي يملك أن يعطيها وحددها أنها الحياة الأبدية أي بعيدة عن العالم المادي الزائل بما فيه.إنها عطية الحب الذي قال عنه الرسول:##لإنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية##(يو 3:6)وهي أيضا عطية الأمان والروح تعويضا عن السلام المفقود في العالم فيقول عنها الكتاب:##هوذا مسكن الله مع الناس,وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا,والله نفسه يكون معهم إلها لهم وسيمسح كل دمعة من عيونهم والموت لايكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد,لأن الأمور الأولي قد مضت##(رؤ 21:3-4)إنه العطاء السماوي الذي يشتهيه كل مؤمن بالمخلص.فنعم العطاء وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع مرور وغرور وسرور
[email protected]