دعوة وثروة وتعليم
+ دعوة :- و بعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له أتبعني.فترك كل شيء و قام و تبعه لو5: 27-28 إنها دعوة من الآب السماوي لعشار كان في نظر المجتمع اليهودي أنه هالك ولكن أبانا السماوي الذي جاء من أجل المرضي والهالكين وجه له الدعوة ليأتي إليه ويتبعه ويتخلص من عتيقه لينعم بطاعة الآب كما أوصي الرسول قائلا أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق.أكرم أباك و أمك التي هي أول وصية بوعد.لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار علي الأرض. وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره.أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف و رعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح.لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب.خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس.عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أم حرا اف6: 1-8 ولم تكن الدعوة قاصرة علي الطاعة وحسب إنما كانت تحتاج إلي أن يخلع الإنسان العتيق ليلبس الجديد ويبدأ مشوار الترك والعطاء كما يعلمنا الكتاب قائلا فأقول هذا و أشهد في الرب أن لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضا ببطل ذهنهم.اذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم.الذين إذ هم قد فقدوا الحس أسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة في الطمع.و أما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا.إن كنتم قد سمعتموه وعلمتم فيه كما هو حق في يسوع.أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجددوا بروح ذهنكم. اف 4: 17-23 أنها دعوة إلي النور والطريق والحق والحياة أكيد من يلبيها كسبان.
+ وثروة :- و صنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته والذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين و آخرين. فتذمر كتبتهم والفريسيون …فأجاب يسوع و قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي.لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة لو5: 29-32 يظن البعض أن الثروة هي ثروة المال التي يحذرنا منها الكتاب لا تحبوا العالم و لا الأشياء التي في العالم إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب.لأن كل ما في العالم شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. و العالم يمضي و شهوته و أما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلي الأبد 1يو2: 15-17 لذلك ترك لاوي مكان جبايته ليقتني ثروة أعظم وهي ضيافة المخلص في بيته ليغتنم الفرصة ويربح المسيح والأبدية لقد كان مريضا بحب المال ولكنه وضع نفسه بطاعته وتركه لمكان الجباية في عالم الأبرار والأثرياء بالمسيح الذي أحبه بولس فقال بل أني أحسب كل شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح في 3: 8 فهذا هو المكسب الحقيقي أن يتجدد الإنسان بفكره لينغرس في حياة البر والقداسة كما يقول الكتاب و تلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق. اف4: 24 نعم فكم من أناس كنزوا كنوز العالم وتركوها وكم من أناس كنزوا ثروة البر وقداسة الحق ووصلوا بها إلي الأمجاد فنعم الثروة التي تصل بنا إلي حياة أفضل.
+ وتعليم :- ونحن في صدد هذه الأيام المقدسة التي نحتفل فيها بالصوم وشفاعة أمنا العذراء يعلمنا الكتاب متي يكون الصوم وكيف يقبل الإنسان التعليم الصحيح فسطر لنا القديس متي قائلا و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا و يقدمون طلبات و كذلك تلاميذ الفريسيين أيضا وأما تلاميذك فيأكلون و يشربون. فقال لهم أتقدرون أن تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم , ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام. وقال لهم أيضا مثلا ليس أحد يضع رقعة من ثوب جديد علي ثوب عتيق وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد. وليس أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تهرق والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا. وليس أحد إذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد لأنه يقول العتيق أطيب لو5: 33-39 باتت تعاليم الرب عن الصوم والصلاة جديدة لذا فهي تحتاج إلي إنسان جديد فيه نور المسيح كما يقول الرسول يوحنا وصية جديدة أكتب إليكم ما هو حق فيه و فيكم أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء.من قال إنه في النور و هو يبغض أخاه فهو إلي الآن في الظلمة.من يحب أخاه يثبت في النور و ليس فيه عثرة. و أما من يبغض أخاه فهو في الظلمة و في الظلمة يسلك و لا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه1يو2: 8-11 ووضح لنا الرسول بولس كيف نواجه أبليس بهذا التعليم الجديد فقال حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. و خذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله.مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة و طلبة لأجل جميع القديسين اف6: 15-18 فشكرا علي الدعوة القائمة والثروة الدائمة والتعاليم التي تصل بنا إلي الملكوت وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع معارضة شيطانية.. وتعاليم أبوية.. وقرابة روحية.
[email protected]