موت لعازر…وقبر لعازر…وقيامة لعازر
+ موت لعازر:-
كانت معجزة إقامة لعازر من المعجزات التي انفرد بها القديس يوحنا الحبيب في إنجيله لنعرف قوة وسلطان المخلص علي الموت الذي تسلط علي بشريتنا.. ومن خلال سطورها أود أن أتأمل في الأسباب التي أدت إلي موت لعازر الذي يرمز إلي إنسانيتنا قبل قيامة المسيح. أولا لعازر كان مريضا ثم ثانيا أن المخلص كان بعيدا عن بيت لعازر أما ثالثا فموت لعازر كان لمجد اسم الله وهذا ما نراه واضحا في الآيات الآتية وكان إنسان مريضا وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها. وكانت مريم التي كان لعازر أخوها مريضا هي التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها. فأرسلت الأختان إليه قائلتين يا سيد هوذا الذي تحبه مريض. فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر. فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين ثم بعد ذلك قال لتلاميذه لنذهب إلي اليهودية أيضا. قال له التلاميذ يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضا إلي هناك. أجاب يسوع أليست ساعات النهار اثنتي عشرة إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم. ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر لأن النور ليس فيه. قال هذا وبعد ذلك قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكني أذهب لأوقظه. فقال تلاميذه يا سيد أن كان قد نام فهو يشفي. وكان يسوع يقول عن موته وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات(يو11:1-14) فكم من أحياء أموات بسبب مرض الخطية وبسبب خروج الرب من حياتهم جالسا بعيدا منتظر رجوعهم ولكن لنا أمل في من جاء ليخلص ما قد هلك وأن نرسل إليه شفاعات القديسين ليأتي ويوقظنا لنسمع قوله مرة أخري لأخت لعازرألم أقل لك أن آمنت ترين مجد الله فهيهات أيها الموت لن تنال منا مدام الرب موجودا.
+وقبر لعازر:-
فلما أتي يسوع وجد أنه صار له أربعة أيام في القبر…فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي. لكني الآن أيضا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعيطك الله إياه. قال لها يسوع سيقوم أخوك…قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كل حيا وآمن بي فلن يموت إلي الأبد أتؤمنين بهذا قالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلي العالم ولما قالت هذا مضت ودعت مريم أختها سرا قائلة المعلم قد حضر وهو يدعوك أما تلك فلما سمعت قامت سريعا وجاءت إليه….هناك فمريم لما أتت إلي حيث كان يسوع ورأته خرت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال أين وضعتموه قالوا له يا سيد تعال وانظر بكي يسوع فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه وقال بعض منهم ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمي أن يجعل هذا أيضا لا يموت فانزعج يسوع أيضا في نفسه وجاء إلي القبر وكان مغارة وقد وضع عليه حجر قال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام(يو11:17-39) أدخلنا موت الخطية إلي أحشاء قبر العالم المظلم والذي لايحوي إلا رائحة الخطية النتنة التي تجعلنا ونحن في عمق ظلمته ملفوفين بلفائف تعوق حركتنا نحو الخلاص والجهاد بل يعتقد إبليس أنه وضع علي حريتنا حجر عثرته الذي يحجب بيننا والله ولكن شكرا لمن جاء إلي القبر ليبكي علي زمان محبتنا وينادي علينا هلما خارجا حتي وإن كانت خطيئتنا رائحتها نتنة فهو وحده الذي يتحمل ليقيمنا من موت الخطية حتي وإن كنا من أبناء مدينة البؤس والعناء فالرب يستطيع أن يخرجنا.
+وقيامة لعازر:-
فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه إلي فوق وقال أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني. ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجا فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلي مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به(يو11:41-45) لقد كان البشر قبل قيامة المسيح له المجد في حاجة شديدة لمن يقيمهم من موت الخطية التي أفسدت طبيعتنا ويخرجهم من قبر العالم المظلم ليروا شمس البر الذي أضاء بنوره فبدد ظلمة القبر ونادي بصوته فهرب الموت وبكي بدموعه فغسلنا بالحب الإلهي وأصبحنا أعضاء في جسده الطاهر وهو الرأس للكنيسة كلها فبالإيمان نتحد بالمسيح ونري مجد الله وبالأسرار نرفع حجر العثرة والخطية لنتأهل لسماع صوته هلما خارجا وبعمل الكنيسة يرفع الحجر وتنحل الرباطات فهكذا كانت معجزة قيامة لعازر درسا عمليا حقيقيا عن ماهية طبيعتنا وحالتنا قبل الخلاص وبعده ولسان حالنا يرتل مع المزمور القائلوأنت أيها الرب إلهي جعلت عجائبك كثيرة, وفي أفكارك ليس من يشبهك, وليقل في كل حين الذين يحبون خلاصك فليعظم الرب(مز40:5-16) ووداعا للموت وقبره وهنيئا لنا بالقيامة ومن كسر شوكة الموت والهاوية.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع أمانة…وإهانة…وتفسير.
[email protected]