+أعظم:-
في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلي يسوع قائلين فمن هو أعظم في ملكوت السماوات فدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم. وقال الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات(مت18:1-4) سأل جماعة التلاميذ المخلص عن من هو الأعظم في ملكوت السموات وكانت الإجابة في وضع نموذج عملي أمامهم وهو طفل فالأعظم لابد أن يكون بداخله قلب الطفل البرئ والمتسامح كما يقول الرسولأيها الإخوة لاتكونوا أولادا في أذهانكم بل كونوا أولادا في الشر وأما في الأذهان فكونوا كاملين(1كو14:20) فالأعظم هو صاحب قلب كله رحمة وتواضع وإنكار للذات قلب مملوء بالحب والتضحية وعامر بالإيمان والثقة بعيدا عن الخوف والخطية أكيد الأعظم هو من يتعلم من الملك والمخلص الذي قال عنه الرسول بولسصائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منه(عب1:4) وقال عن نفسهاحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم(مت11:29) فشكرا لمن يبحثون عن الأعظم في ملكوت السموات وليس الأعظم في العالم البائد الذي يقيس العظمة علي معطياته الزائلة فهكذا وضح لنا الكتاب قائلاالعظيم والقاضي والمقتدر يكرمون وليس أحد منهم أعظم ممن يتقي الرب(سيراخ10:27).
+وعظيم:-
ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحي ويغرق في لجة البحر(مت18:5-6) إن كان الأعظم هو من يحمل صفات الطفولة البريئة النقية والطاهرة ويصل بها إلي السماء فالعظيم هو من مازال يفعل ويجاهد من أجل ملكوت السموات فيقبل الصغار والأبرياء ولايزدري بهم ويعاقب نفسه إذا أعثرهم حتي ولو علي حساب نفسه مجاهدا من أجل الإيمان وتوصيله بالقدوة الحسنة مؤمنا أنه يحمل رسالة خلاصية من الرب المخلص لكل من يتقابل معه كما يقول الرسول عن نفسه ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما. كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا إن كان أحد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن أناثيما. افأستعطف الآن الناس أم الله أم أطلب أن أرضي الناس فلو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبدا للمسيح. وأعرفكم إيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان. لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته بل بإعلان يسوع المسيح فإنكم سمعتم بسيرتي قبلا في الديانة اليهودية أني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها. وكنت أتقدم في الديانة اليهودية علي كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي. ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلم ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحما ودما(غل1:9-16) فالعظيم هو من يجاهد ومن ينقل رسالة الله بأمانة ويحتمل من أجل أن يكون له نصيب في ملكوت السموات.
+وعظمة:-
ويل للعالم من العثرات فلابد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو اقطع من أن تلقي في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان. وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقي في جهنم النار ولك عينان(مت18:7-9) إن كان الأعظم هو من يفوز بملكوت السموات والعظيم هو من يجاهد ليصل إلي الملكوت فالعظمة هي اتخاذ القرار والبحث عن الفرار من نار الخطية والعثرات التي تعوقنا وتقف كالحائط والسد المنيع وتحول بيننا وبين الأبدية فنحن في عالم ملئ بالخطايا المتنوعة لذلك لم أجد أفضل من كلمات يهوذا الرسول في هذا الشأن والتي يعزينا بها قائلاهؤلاء هم مدمدمون متشكون سالكون بحسب شهواتهم وفمهم يتكلم بعظائم يحابون بالوجوه من أجل المنفعة. وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح فأنهم قالوا لكم إنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم نفسانيون لا روح لهم وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم علي إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس. واحفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية وارحموا البعض مميزين وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتي الثوب المدنس من الجسد, والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج. الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلي كل الدهور آمين(يه1:16-25) فنعم العظمة المستمدة من رب العظمة ومبنية علي حب الخير وقبول الآخر وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع الخلوة الروحية.. والعطايا الكنسية.. والبركة الإلهية.
[email protected]
طامية- فيوم