+ الروح العامل: ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي (يو 15: 26) عجبي علي هذا الروح في محبته وعطيته وعمله الواضح فكان يعمل في القديم بواسطة الأنبياء وفي العهد الجديد بدأ عمله مع يوحنا المعمدان وشهد علي لسانه أن المسيح له المجد حمل الله يرفع خطية العالم ثم أعلن بشهادة الروح علي فمه أن من له العروس فهو العريس وأنه صديق العريس (يو 3: 29) ثم نري عمل روح الرب واضحا في حياة الرسل وكرازتهم وشهادتهم نعم لأن الرب أعطاهم روحه القدوس وجعله يشهد فيهم وبهم لذا قال القديس بولس ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس (1كو 12: 3) واستمر يعمل في الكنيسة وأولادها من خلال أسرارها المقدسة يوحدهم في الجسد الواحد ويمنحهم الحرية كما يقول الكتاب حيث روح الرب هناك حرية (2كو 3: 17) فهو يعمل فينا بالتعزية ونحن وسط عالم مضطرب ويقوينا في وسط عالم ضعيف ويرشدنا ويذكرنا بكل كلام الرب في وسط عالم يتسلط عليه روح النسيان والإنكار كما أنه يطهرنا ونحن في بحر العالم الدنس حقا إنه روح عامل وحي لأنه روح قدس الرب الموجود روح الحق المعزي المرسل إلينا والحال فينا وفي الكنيسة.
+ والاضطهاد الشامل:قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني (يو 16: 1-3) عدو الخير لا يهدأ له بال عندما يري الكنيسة فرحانة بنصرتها علي الباطل بل يجاهد لكي يفسد فرحتها ويغتنم الفرصة وهو رئيس هذا العالم ليقود اضطهاد بجيش مشكل من كتائب شيطانية لها فكره الهدام فيقتل اسطفانوس الشهيد ويسجن بطرس ويثير اضطهاد علي بولس كما يقول الكتاب ولكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات ووجوه المدينة وأثاروا اضطهادا علي بولس وبرنابا وأخرجوهما من تخومهم (أع 13: 50).
ويحارب أثناسيوس ويطارد الكنيسة علي مدي عصور طويلة تارة في شكل دقلديانوس وتارة أخري بغيره ولكن مع كل هذا الاضطهاد الشامل يقف الرب مع أولاده والمؤمنين به وينصرهم فتتحول كل هذه الاضطهادات إلي ملحمة حب وقوة إيمان تجعلنا نتمسك بالله الذي ينقذنا ويسندنا كما يقول الكتاب لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي (2كو 12: 10) ويقول الرسول لأهل تسالونيكي حتي إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من أجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها (2تس 1: 4) نعم لقد مر علي المسيحية إبليس مضطهدا في كل مناحي الحياة ولكن لنا ثقة في الله الذي أحبنا وفي المسيح الغالب والروح المعزي أن يحفظ الكنيسة كوعده الصادق.
+ والحب الكامل: إنه نابع من الكامل ذي الكمال المطلق الذي أحب البشرية حتي المنتهي ولذا لم يترك إنسانيتنا بلا ملازم ومرشد ومذكر للأمر بل يقول لنا إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية… كل ما للآب لي لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم (يو 16: 12-15) حقا إنه الحب الكامل الذي منحنا إياه وهو أن نعرفه معرفة حقيقية ونأخذ منه ونعطي الآخرين ليتمجد فينا وحبه واضحا في كلامه لنا فهو يعرف ما نستطيع أن نتحمله لذلك أرسل لنا ما يعضدنا في هذه الحياة ويذكرنا بوعده لنا ويرشدنا إلي الطريق والحق والحياة ومن حبه أيضا لم يتركنا يتامي في هذا العالم ولا حزاني إنما يرسل لنا ما يعول ويعزي ويعمل في وسطنا حقا إنها محبة أبوية ربانية ليس لها مصلحة إلا خلاص نفوسنا والاستعداد لاستقبال مجيئه الثاني الذي فيه مجده ويعطي كل واحد علي حسب عمله منفذا لوعده مع كل من يحفظ وصاياه ويعمل بها كما يقول الكتاب وهذا هو الوعد الذي وعدنا به الحياة الأبدية (1يو 2: 25) فالحب الكامل يا عزيزي هو عطاء وليس أخذ هو حماية وليس نهب هو رعاية وليست إهمال هو الصدق وليس الكذب هو القداسة وليست التدنيس والنجاسة الحب الكامل هو الله الذي قيل عنه الله محبة وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع قيادة روحية.. وحرب شيطانية.. ونصرة قوية.
[email protected]
طامية – الفيوم