+ الطريق المفروش:- فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع وأتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما والجمع الأكثر فرشوا ثيابهم في الطريق وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق مت21:6-8. لعل ما قام به كل من التلميذين من وضع ثيابهما علي الأتان والجحش والجموع التي فرشت الطريق بالثياب إن دل علي شئ يدل علي الإيمان بالمخلص والملك الآتي ويدل علي الحب الذي ملك قلوبهم ففرشوا الثياب وكأنهم يقولون: تعرينا من ثوب العالم لنقبل ثوب خلاصك ومجدك وتنازلنا عن كل ما نملك في العالم لتملك أنت أيها السيد علي قلوبنا لقد نجح الذين استقبلوا السيد أن يعلنوا رغبتهم ومشاعرهم نحو الملك الآتي الذي جاء ليخلص الهالكين ويعطي المحتاجين ويفرح الحزاني ويعطي أملا ورجاء لكل من فقد الأمل والرجاء فإن كان الجمع فرش الطريق بالثياب فالابن الوحيد فتح لهم طريق الحياة كما قال عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة يو14:6 ومن أجل هذه النعمة رنم المزمور رنموا لله قوتنا اهتفوا لإله يعقوب ارفعوا نغمة وهاتوا عودا حلوا مع رباب انفخوا في رأس الشهر بالبوق عند الهلال ليوم عيدنا مز81:1-3 فياليتنا نفرش قلوبنا بالنقاء والصفاء الروحي ونجعلها تستحق لدخول ملك السلام وهذا ما تعلمناه من خلال التقليد الذي يجعلنا نحمل أغصان الزيتون وسعف النخيل الأبيض علامة النقاء والسلام في يوم أحد الشعانين (أحد السعف وهو دخول السيد أورشليم).
+ والفكر المغشوش:- ودخل يسوع إلي هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام وقال لهم: مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص… فلما رأي رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون أوصنا لابن داود غضبوا وقالوا أتسمع ما يقول هؤلاء مت 21:12-16 بسبب الأفكار المغشوشة والمفاهيم الخاطئة للعبادة حول رؤساء الكهنة وغيرهم من الطوائف اليهودية المتمسكة بالحرف وتاركة الجوهر هيكل الله إلي مغارة لصوص وملك إبليس وجنوده علي فكرهم فجعل منهم آلة تبث كل فكر مغشوش يريد عرقلة طريق الحياة أمام الشعب فهذا هو فكر كل مضل وكاذب أن يطعن في النجاح الكرازي ويطفئ نور معرفة الحقيقة الإلهية التي تريد الخلاص لكل من ربطه الشيطان والشفاء لكل من أصابه مرض الخطية ومن هذا المنطق يقول لنا الكتاب زمان الحياة الذي مضي يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلي فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين 1بط4:3-4 نعم إنه الفكر الذي يطفئ الفرحة البريئة ويغرس جذور القهر والانحراف والبعد عن الله إنه فكر التعصب الأعمي والحرفية القاتلة.
+ وملك العروش:- فقال لهم يسوع نعم أما قرأتم من أفواه الأطفال والرضعان هيأت تسبيحا ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلي بيت عنيا وبات هناك مت21:16-17 لقد حطم المخلص عرش الشيطان فوق جبل التجربة بعد أن كشف كل خططه التي أعدها أمام الإنسانية وانتهره قائلا اذهب يا شيطان مت4:10 وبعد ذلك نزل المخلص ليعلن للبشر ملكوته الأبدي وأنه جاء ليخدم ويخلص ويعطي سلام وأسس عرش مملكته السماوية علي خدمة المحتاجين وغفران الخطايا وشفاء الأمراض المستعصية والعطاء والحب حتي إنه وصل إلي عروش وقلوب من أحبوه وأعطوه كل ما يملكون وصاروا يهتفون بمملكته الدائمة التي عرفتهم طعم الحرية والتعبير وصرخوا قائلين أوصنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي مت21:9 وأمام عرش مملكة إبليس الزائلة الذي تجسد في أولئك رؤساء الكهنة اليهود والكتبة انتصر عرش السلام وأعلن علي أفواه البسطاء ليتحقق ما جاء به المزمور قديما أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض حيث جعلت جلالك فوق السموات من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدا بسبب أضدادك لتسكيت عدو ومنتقم… أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض مز8:1-9 فنعم الطريق المفروش بالإيمان والآمال وبئس الفكر المغشوش بالمظاهر الخداعة والشكليات السلبية ومرحبا بمن يملك علي قلوبنا ليمنحها السلام والحب الدائمين ليخلصها من مجد العالم الزائل. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع مسيح النبوات وقبر الإعلانات وقيامة الأموات.
[email protected]
طامية-فيوم