نظم مركز أولاد أم النور لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لكنيسة السيدة العذراء مريم بمسطرد الكرنفال الأول لذوي الاحتياجات الخاصة شاركت فيه عدة كنائس, بدأ الاحتفال بترانيم للأطفال مع بعض الحكايات بأسلوب شيق يحفز التفاعل مع المشاركين.
ارتسمت البهجة والفرحة علي وجوه الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ثم بدأت الألعاب المختلفة بمساعدة الخدام والمسئولين عن كل مجموعة منها الرسم والتلوين سواء علي الورق أو تلوين الوجوه, وأخذ الأطفال يلونون رسمة الحوت الذي ابتلع يونان النبي كذلك فقرات الساحر التي تفاعلوا معها كثيرا.
كما تضمنت هذه الفقرات توصيل معان روحية وتعليمية في أشكال مبسطة للغاية, كما تضمن الاحتفال مسابقات حركية باستخدام ألعاب الأطفال المراجيح بمساعدة الخدام. كما كانت الفرحة والسعادة ظاهرة بين الأهالي – واختفت أي مشاعر للخجل أو اليأس.
وطني كانت هناك لتنقل الأمل لكل أسرة رزقت مثل هؤلاء الأطفال.
في بداية الكرنفال كان لنا لقاء مع القس سرجيوس شحاتة راعي كنيسة مارجرجس والأنبا بيشوي حيث تكلم عن افتقاد هؤلاء الأطفال للحب لذلك يجب أن تكون لغة الحب هي العامل المشترك في التعامل بين الخدام والأطفال وبين الأسرة وهؤلاء الأطفال أيضا, وبذلك تكون الاستجابة منهم ممتازة. وبالنسبة للبرامج المستخدمة معهم فتكون حسب احتياج كل حالة, ويري أن العامل النفسي في غاية الأهمية بالنسبة لأولياء الأمور في مواجهة الإعاقة العقلية لدي أبنائهم وتعتبر نقطة خجل بالنسبة للكثير من الأهالي.. بما يؤثر سلبيا في نفسية الأطفال ويجعل الاستجابة ضعيفة للغاية.
ويذكر القس سرجيوس أن الكنيسة تقوم بالتوعية قدر المستطاع من خلال اللقاءات مع الأهالي ونتحدث معهم في أمور تنمية أبنائهم ويساعدنا في ذلك خدام متخصصون, كما يقومون بإعداد برامج ترفيهية وتعليمية وروحية فيكون لها أروع الأثر علي الأطفال.
ويقول: عندما فكرنا في هذا العمل كانت المشكلة في كيفية خروج هؤلاء الأطفال من البيت وعندما استطعنا ذلك فكرنا في كيفية تعليمهم شيء ما ينفعهم في الحياة بجانب اندماجهم في المجتمع.
وفي لقائنا مع القس شاروبيم راعي كنيسة العذراء مريم بمسطرد حدثنا عن أهمية التدريب بالنسبة لآباء ذوي الاحتياجات الخاصة منذ ولادة أطفالهم ويكون بث روح الخضوع لإرادة الله مهم جدا لهم فتبدأ عملية إعدادهم علي المستوي الإدراكي والسلوكي والحركي حتي نستطيع إدماجهم في المجتمع تدريجيا من خلال عدة خطوات عملية وضعها المختصون.
كما أشار إلي أهمية خدمة المعاقين ذهنيا من خلال التكامل مع كل المؤسسات المعنية المتواجدة بالمجتمع لخدمة هذه الفئة, وتدريب القائمين عليها.
قالت الأستاذة مريم حليم مديرة المركز عن أهمية إقناع الأهل بفائدة انضمام أطفالهم للمركز وبالتالي التواصل معهم والتعرف علي كل المشكلات التي تواجههم مما يسهل علينا تقديم المشورة المناسبة لاحتياجاتهم النفسية والعقلية والجسدية ومن خلال طبيبة المركز.
ويضع المركز لكل حالة خطة تعليمية وأخري تأهيلية وتتناسب الأولي مع الأطفال صغار السن للعمل علي تنمية قدراتهم الذهنية ومساعدتهم علي الرعاية الذاتية من تنظيف اليد بالصابون وتسريح الشعر وهندمة الملابس التي يرتدونها وكل ذلك من خلال الألعاب التي تعتبر وسيلة أساسية في تعليمهم. أما الجزء التأهيلي فيتم للأكبر سنا من خلال ورش للخياطة والنجارة والتريكو أو في أي صناعة معينة تناسبه وهناك نوعية من ذوي الاحتياجات الخاصة يكون لديها تأخر ذهني بسيط ينعكس فقط علي تأخرهم الدراسي وهؤلاء يكون من السهل التعامل معهم من خلال البرامج التأهيلية.
وتحكي مدام مارسيل حليم بالمركز أن البداية كانت بمجموعة قليلة جدا من الأطفال ثم بعد أن تحسنت الحالة المادية للمركز أصبح العدد أكبر وتوافرت أدوات ووسائل أفضل للعلاج الطبيعي مع مشاركة عدد أكبر من الإخصائيين ومساهمات شركات الأدوية.
كما وصفت النظام التأهيلي والتعليمي الذي يتبعه المركز بأنه يبدأ بتقييم الحالة ثم إعداد منهج يتضمن التأهيل الحركي واللغوي بالإضافة للمخالطة الاجتماعية والرعاية الذاتية من خلال قائمة نمو منهج سنوي مع وضع أهداف شهرية نقوم بتقييمها.
وفي لقاء مع بعض أولياء الأموروصفت هناء توفيق تجربتها مع أطفالها ذوي الاحتياجات إذ تقول إن التعامل معهم يصبح سهلا مع التعود واتباع الأسلوب المناسب لكل منهم وتظهر ثمار التحسن مع الصبر وبمساعدة المركز, كما تقوم هي بالمشاركة في خدمة الأطفال المعاقين الآخرين بالمركز كإحساس بنفس المشكلة.
وتكلمت مدام سماح أم إبراهيم عن تجربتها أيضا إذ تذكر استعانتها بالأطباء منذ اكتشاف حالة ابنها لكنها ذهبت به للمركز بعد مرور 6 سنوات وتؤكد أن حالة ابنها في تحسن وتنصح كل أم لذوي احتياج خاص أن تستشير الطبيب مبكرا.
كما تحكي أمل عبدالملاك أن أول بنت لها ولدت مصابة ببعض التشنجات وعندما كشفت عليها مخ وأعصاب تبين أن نسبة الكهرباء لديها عالية, وتتحسن من وقت لآخر لكنها رزقت ببنت أخري مصابة بنفس المرض ولكنه أقل كثيرا وهي بالفعل بدأت تندمج في الحياة وهي الآن في الصف الثاني الإعدادي, أما البنت الأولي فتقوم الأسرة والمركز باحتياجاتها.
ومن هؤلاء الشباب أبناء المركز التقينا مع مينا إبراهيم ملاك 18 سنة فقال: تعلمت النجارة والتريكو والآن أحصل علي مرتب جيد 250 جنيها, وأستطيع القراءة والكتابة بعد أن اشتركت في مدرسة التربية الفكرية, عبر عن مدي حبه لخدامه بأسلوبه الجميل. واستطاع مينا أن يتولي إعالة أسرته لأن والده توفي.
وقال لنا عماد عادل أيضا من أبناء المركز إنه يتحمل ركوب المواصلات وحده وأن المدربين بالمركز سوف يعلمونه العمل في الورش ومسألة البيع والشراء والاتجاهات الأربعة.