لم تتوقف كلمات الرثاء والنعي لكبير أقباط المهجر والملهم الروحي الذي حمل لواء الدفاع عن الأقباط والأقليات بالشرق الأوسط, فراحت الأقلام تكتب والقلوب تنعي والدموع تذرف نعيا لرحيله قالوا عنه: كان طفلا في قلبه ورجلا في مواقفه, إذا أو عد وفي, وإذا اتخذ قرارا نفذه, طيب القلب, حاد الذكاء, مرحا, لديه عزيمة صلبة لا تلين, لم يكن يخشي لومة لائم في الحق, مناضلا استطاع بحرفية الرائد الثوري المحنك تعريف العالم أجمع بالقضية القبطية, يشجع كل من له الاستعداد للعمل والبذل, دفع قضايا وحقوق الأقليات للأمام بتنظيمه المؤتمرات الخارجية, فقضيته كانت العدالة التي كرس لها حياته وأمواله ووقته إلي آخر لحظة من حياته المديدة العامرة بأعمال الخير, فالقبر الذي يضم جسدك لن يستطيع أن يستأثر بك لأن لك في قلوب الذين يحبونك ذكري لن تموت هذا ما عبر عنه مفكرون ومثقفون وقادة من دول العالم في هذه الكلمات…
بطلا.. بكل المقاييس
قال د. سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون والمقيم بقطر مشاطرا الأحزان: عدلي أبادير بطلا عصاميا بكل المقاييس كان مهندسا ناجحا ورجل أعمال من الطراز الأول وفوق كل ذلك مصريا فخورا بانتمائه ووطنيته, ورغم أنه أجبر علي الخروج من مصر بسبب دفاعه عن حريته وكرامته وهما المبدآن الأساسيان من حقوق الإنسان اللذين دافع عنهما في حقوق الأقليات, فهو عاش حياة مثمرة تحت لواء مصر الليبرالية وأيضا في ظل الاستبداد.
أضاف سعد الدين: أبادير شعر بمشاكل الأقباط باعتبارها جزءا من مشاكل إخوانه المصريين ومنذ عشر سنوات اكتشف أبادير أن الكرامة والحرية جزء من مشاكل المنطقة العربية بأسرها والشرق الأوسط وكرجل يتصف بالحركة والنشاط استطاع خلال فترة وجيزة التواصل مع نشطاء حقوق الإنسان بالمنطقة لرفع مستوي الوعي الحقوقي وتحريك قضية العدل بهدف حث الناس علي تحقيق المساواة كهدف منشود.
مول في الخفاء موسوعة الأقباط
عوض شفيق رئيس اتحاد المنظمات القبطية الأوربية قال في رثائه: عرفت م. أبادير منذ 23 سنة بمكالمة تليفونية كانت نتيجتها الاستمرار معه في العمل الاجتماعي وكلفني بعدة قضايا خاصة للمطالبة بحقوق الأقباط.. أبادير كان طفلا ورجلا – طفلا في قلبه ورجلا في مواقفه, إذا وعد وفي, وإذا أخذ قرارا نفذه, لا يعرف الفشل, إرادته قوية تتحدي الموت. فكنت أساعده أن يستمر في كفاحه طوال أربع سنوات عاني منها بمرضه, لا تستطيع أن تفصل بين حياة أبادير الخاصة وحياة أبادير في العمل كان يعشق العمل والقراءة, فقد شرفت بحضوري كل المؤتمرات التي كان يعقدها وفي وضع توصيات المؤتمرات رغم اختلافنا في المفاهيم كان يعشق المفاهيم العملية ويترك المفاهيم النظرية وأقصر الطرق عنده المستقيمات بصفته مهندسا لا يحب الطرق الملتوية للوصول إلي هدفه لأنه واضح مع نفسه.
أضاف شفيق: كان يعمل أعمالا خيرية كثيرة جدا, ويقول لي لا تذكر اسمي, ولكن حان الوقت لنذكر اسم هذا العظيم, فمثلا موسوعة ##الأقباط## التي كانت تصدر باللغة العربية والإنجليزية, هو الذي كان يمولها ويصرف عليها, فموسوعة ##الأقباط## بالإنجليزية تتكون من 12 جزءا, التي شارك فيها المفكر الكبير عزيز سوريال, ولكن المهندس عدلي أبادير كان من ضمن شروطه ألا يذكر اسمه في المقدمة, أو أي شيء, فكان يفعل الخير في خفاء, كما أعاد نشر كتب الأقباط من جديد دون ذكر اسمه.
لم يعرف إلا النجاح
حنا زكي المحامي الدولي بجنيف قال كلمات يعزفها الألم: ##رجل والرجال قليلون لم يعرف إلا النجاح. كان أنجح حارس في ما بعد حرب سنة 1956 فعرف ببراعة فائقة كيف يجتاز الركود الاقتصادي عقب العدوان الثلاثي فكان حارسا علي عمر أفندي واتفق مع الحكومة وشركات القطاع العام علي أن كل موظف يمكنه أن يشتري بما قيمته مرتب شهر ويستقطع من راتبه علي مدي عام كامل بالتقسيط.
ولكن كالمعتاد لاقت هذه العقلية الاقتصادية المتقدمة الاضطهاد وتعرض للسجن إلا أن محكمة النقض برأته. وهنا عقد العزم علي ألا يستمر في بلد تحارب الناجحين فهاجر إلي سويسرا فلحقه النجاح وعندما اشتدت وتيرة الاضطهاد المنظم ضد الأقباط بمصر لم يتردد في أن يبذل الجهد والمال ليحارب من أجل العدالة والمساواة.
هرما شامخا
المفكر المغربي عساسي عبد الحميد الذي ينتمي للأمازيغ نعي بحزن الفقيد قائلا ## فقدت الإنسانية مناضلا استطاع بحرفية الرائد الثوري المحنك تعريف العالم أجمع بالقضية القبطية ونقل هذه القضية العادلة للرأي العام الدولي لتوضيح مدي معاناة الأقباط ببلدهم الأصلي, والظلم المسلط عليهم, حتي استطاع أبادير بذكائه الفريد تحذير وإقناع الكثير من الفعاليات الثقافية والسياسية والحقوقية من مختلف المشارب والمذاهب من خطورة الفاشية الجديدة والمتمثلة في الوهابية العنصرية, لم يدع الرجل الريادة لنفسه بل مد يده بتواضع وبساطة الكبار لكل الفعاليات القبطية بالمهجر وأبدي تعاونه التام من دون قيد أو شرط مع الجميع من أجل القضية فالرجل كان يؤمن بأن ساحة النضال تسع الجميع لذا سيظل الرجل هرما شامخا ورمزا للنضال وسيحيا في قلوب مواطنيه وفي قلوب كل الشرفاء.
مكرم في القلوب
د. كمال عبدالنور رئيس منظمة اندماج وصداقة أقباط النمسا قال: ##تقابلت مع م. عدلي في زيورخ علي العشاء وكنت مندهشا بأن هذا العملاق رجل بسيط ومحب لدرجة لا يتخيلها أحد فقلبه كبير يسع العالم كله ينبوع محبة وجرئ, شجاع .وعندما تحدثنا في القضية القبطية معه كان يشجعني وقال لي جملة لا أنساها وهي##أنا شايف شبابي فيك## هذه الجمله منحتني شجاعة أن أبدأ في العمل القبطي والدفاع عن الانتهاكات ضد الأقباط وبعدها تكلمت مع الحكومة النمساوية عن نشاطه. ولذا فقد رتبت الحكومة النمساوية لمنح هذا الرجل وسام شرف من الدرجة الأولي لنشاطه في الدفاع عن الأقليات ولكن مرضه منعه من هذا التكريم أما هو فمكرم في قلوب الأقباط بصفه خاصة والأقليات بصفه عامة.
مستميت في الدفاع عن الحقوق
المفكر العراقي الشيعي د. عبدالخالق حسين المقيم بإنجلترا قال عنه: تعرفت علي الفقيد في مؤتمر واشنطن عام 2005 وزيورخ مارس 2007 وما أثار إعجابي هو غزارة معلوماته, وقدرته العجيبة في التعبير ارتجالا عن أفكاره بكل شجاعة وسلاسة وسهولة وانسيابية وتدفق, في دفاعه المستميت عن حقوق أبناء الشعب المصري عامة, وكل الأقليات المضطهدة في الأرض, وتواصله في التعليق علي مداخلات المشاركين وبمنتهي الدقة والإيجابية, متمتعا بحيوية فائقة وحماسة الشباب وبهذه الطاقة الغزيرة المتدفقة, رغم تقدم عمره, ولم يكن ذلك ممكنا لولا إيمانه المطلق بعدالة قضيته ورسالته الإنسانية وإخلاصه وتفانيه في سبيلها.
سنحتفل دوما بحياته
الكاتبة السورية وفاء سلطان أبدت حزنها الشديد لرحيل المناضل المصري عدلي أبادير قالت في رثائه: كان مثالا حيا للرجل المؤمن بقضيته والمدافع عن تلك القضية بكل ما أوتي من قوة وأنتهز تلك اللحظة المؤلمة لكي أجدد عهدي للسيد أبادير وللعاملين معه, بأنني سأظل مناصرة لقضية الإخوة الأقباط ضد ما يتعرضون له من اضطهاد وظلم في وطنهم الأم مصر, لقد كان السيد أبادير مدافعا عتيدا عن حق طائفته في العيش الكريم, وسيظل رمزا لكل مناضل مناوئ للظلم والاضطهاد وأقول ##عدلي أبادير لم يمت لأنه سيظل حيا في ضميري وفي وجدان كل من يعرفه, سنحتفل دوما بحياته إحياء لذكري رحيله.
أعطي الأمل
مجدي خليل رئيس منتدي الشرق الأوسط والمقيم بالولايات المتحدة قال: كان شخصية عظيمة وجادة ومحترمة شجاعا, كريما, طيب القلب, حاد الذكاء, مرحا, لديه عزيمة صلبة لا تلين, وأيضا كان متقلب المزاج ما بين المزاج الملائكي الطيب ومزاج رجل الأعمال الشرس وما حققه أبادير من عمله أعطي الأمل والدفعة لجيل من الشباب داخل مصر ليكافح ويناضل من أجل حقوقه بعدما شاهدوا مسنا تجاوز الثمانين وهو يصرخ من أجل حقوقهم المهضومة, وينفق من ماله ومن وقته ومن راحته ومن صحته من أجل راحتهم في مصر. وأيضا أعطي دفعة إعلامية للقضية القبطية وعمل علي زيادة الوعي بها عند الأقباط والمسلمين في مصر.
وأضاف خليل: ما قام به أبادير من نضال لم يكن تصفية حساب فهو قبطي يتميز بالشهامة ورجل شجاع لا يقبل الظلم علي شعبه ووطني مخلص لبلده مصر, فالمسألة اكبر من موضوع رد الفعل..لأن قبل الحادث الظالم الذي تعرض له كان قبطيا شهما يشارك في الأعمال القبطية الجادة لمساعدة شعبه, ومن ثم ما قام به من أعمال جليلة يتجاوز تماما فكرة رد الفعل عن ما حدث له في مصر بل ما حققه أبادير في وجوه متعددة للخير ربما أكثر مما حققه في العمل السياسي, فقد ساعد الكثير من الأسر المحتاجة, وساهم في مشروعات خيرية كثيرة, وكان له دور في العديد من المشروعات الثقافية القبطية مثل الموسوعة القبطية علي سبيل المثال.
شدد الركب المرتخية
د. إبراهيم حبيب رئيس منظمة أقباط متحدون بإنجلترا وصفه قائلا: الفقيد ##كبير أقباط المهجر## استطاع تحريك قضايا الأقليات ووضعها أمام أنظار العالم بكل ما أوتي من قوة ولم يبخل عليها بأي شيء حتي تحدث عنها الكونجرس الأمريكي والبرلمان الأوربي وبرلمانات الدول وهيئات حقوق الإنسان والكتاب إلخ. أصبحت ثقافة حقوق الإنسان غير غريبة علي أذن شعوب المنطقة بل باطراد جزءا من منظومة المجتمع.
وتزامنت مؤتمرات عدلي أبادير مع الحراك السياسي في مصر الذي بدأ بفتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية والتعديلات الدستورية إلخ, لذا فهو نجح في دعم قضية الأقباط والأقليات الدينية بالشرق الأوسط و##شدد الركب المرتخية والهمم الخائرة وأصبح كل من له حق لا يخشي أن يطالب بحقه.
أضاف حبيب: ما انتاب الفقيد من غضب في أيامه الأخيرة تجاه ما يحدث بمصر يعود إلي أنه عاصر مصر الليبرالية والدين لله والوطن للجميع. مصر أم الدنيا والحضارات هبت عليها رياح التعصب والكراهية.
صاحب موقف
قال القس رفعت فكري راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا: ذلك الرجل الذي كان لي شرف الالتقاء به أثناء انعقاد مؤتمر الأقليات في الشرق الأوسط 2007 بزيوريخ رجل له قضية وصاحب موقف فعند القضايا الساخنة والشائكة , هناك من يتحدثون كثيرا ولا يفعلون شيئا يذكر وهناك من يكون كلامهم أعلي بكثير من أفعالهم, ولكن أبادير ذلك الطراز الذي يتكلم ويفعل, لقد كان رجلا عمليا دافع بجد واجتهاد عن قضايا الأقليات والمهمشين في الشرق الأوسط, وأنفق من أجل هذه القضية التي آمن بها وكرس حياته كلها من أجلها, ما فعله عدلي أبادير في دفاعه عن حقوق الإنسان يذكرني بما قاله توفيق الحكيم (لا خير في فكرة لا يجعل منها الإنسان رداءه وكفنه, فيها يعيش, وفيها يدفن).
كان مزيجا من صفات عدة
المهندس مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة قال: حظيت بمعرفة الفقيد الذي طالما ناداني بلقب (ابني مايكل) لقرابة العشر سنوات تحدثنا معا خلال عدد كبير من هذه السنوات يوميا بالهاتف لساعات طولية وزرته في سويسرا وتعلمت منه الكثير في مختلف أوجه الحياة فكان المهندس عدلي مزيجا من الصعيدي وابن البلد, من الفلاح والمثقف الذي يحاورك بثلاث أو أربع لغات ويعلمك بأمثال من ثقافات وحضارات مختلفة.
أضاف منير: خصني الفقيد بشرف الاشتراك معه في تنظيم مؤتمرات زيورخ الأول والثاني ومؤتمر واشنطن والتي صرف عليها مبالغ طائلة ونقله القضية القبطية نقلة تاريخية وكان أول من دعا المسلمين للمشاركة في الدفاع عن ملف هموم الأقباط بهدف رفع الظلم عن المظلومين وتحقيق المواطنة والعدالة لكل المصريين.
كان يؤمن بلغة الحوار
ما حققه م. عدلي أبادير في دعم قضية الأقباط لم يحققه غيره من أقباط الخارج هذا ما أكده حسني بباوي رئيس منظمة أقباط النمسا قال: بعد وفاة العظيم شوقي كراس خلت الساحة القبطية من الرمز السياسي لأقباط المهجر وبعد ظهور والدنا المهندس عدلي أبادير أصبح هو الرمز وكبير أقباط المهجر حيث عقد عدة مؤتمرات وفي كل مؤتمر كان يتحمل التكلفة وحده ولم يكتف بمناقشة قضايا الأقباط فحسب بل دعا النوبيين والبهائيين والشيعة وبعض المسلمين العلمانيين بل دعا عضوا من الحزب الوطني فالرجل كان يؤمن بلغة الحوار مع الجميع لطرح حلول عملية لمشاكل الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة ناهيك عن مواقفه الإنسانية ومساعدته لآلاف الأسر من المحتاجين في مصر أؤكد أن كل ما فعله والدنا المهندس أبادير كان لمصلحة الوطن وتقدمه فكان صريحا لأقصي درجة لا يخشي في الحق إنسانا.
فكره لن يموت
عبر نيافة الأنبا دميان أسقف عام ألمانيا عن مشاعره قال: الكنيسة فقدت أحد أبنائها المخلصين في العطاء والحب وعمل الخير وكان أبادير من أقوي الذين تحدثوا عن مشاكل الأقباط وحقوقهم ووضعهم الاجتماعي والقانوني في مصر ضمن حقوق الإنسان ككل, وكلامه الواضح وأسلوبه القوي في تناول مشاكل الأقباط بأدلة قانونية كان بمثابة توثيق لحالات كثيرة, فالراحل كان أسلوبه متنوعا من صارم, إلي حاد مرح أحيانا وفكاهي أحيانا أخري, وكثيرا ما كان يستخدم أسلوب السخرية من الموقف.
وأشار نيافته: عدلي أبادير مصري أصيل عاشت مصر في قلبه, وعاش في غربته يخدمها, ويخدم كل المحتاجين, فكان عكازا للمرضي, وعينا للعميان, وأملا لمعدومي الأمل وبالرغم من معيشته في أرقي بلدان العالم, إلا أنه ظل الإنسان المصري البسيط, لذا فهذا الرصيد العملاق من عمل الخير يؤهله لأن يقابل الله بوجه غير مخز, وفكر عدلي أبادير لن يموت, فله تلاميذ في جميع أنحاء العالم, فهو مدرس كبير لأجيال كاملة, فكان فكرا قائما علي مباديء العدل الإنسانية.
نحتفل بحياته
قال المهندس كميل حليم رئيس التجمع القبطي الأمريكي: نحاول أن نكتب ونعرب عن حزننا العميق إزاء خسارتنا المفجعة في هذا الناشط الرائع وإذا جاءت كلماتنا مختلطة ومشوشة, فهذا لأن عظمة هذا الإنسان نادرا ما يمكن وصفها من خلال الكلمات المجردة. فقد كان رجلا بكثير من مجرد الإعجاب بحضوره أو الاحترام الذي يكنه له جميع الذين عرفوه أو حسه الساخر الساحر أو قدرته علي التواصل مع كل شيء, حتي مع أولئك الذين اختلفوا معه بقوة.
أضاف كميل: استطاع المهندس عدلي أبادير تقديم الحركة القبطية وتوسيع دائرة تأثيرها علي جميع الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط – وليس فقط علي المسيحيين الآخرين, وإنما أيضا نيابة عن المسلمين والبهائيين وغيرهم. كنتيجة مباشرة لعمله, بدأ العالم أخيرا يلتفت لمحنة الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط وما يدل عليه ذلك عشرات التقارير التي تكتب بالصحف والوكالات الأجنبية عن محنة الأقليات الدينية بالشرق الأوسط لذا ينبغي الاحتفال بحياة المهندس عدلي.
من باب الحقيقة
د. أحمد أبومطر الكاتب والأكاديمي الفلسطيني قال: ليس من باب اذكروا محاسن موتاكم ولكن من باب الحقيقة التي عشتها حيث عرفت هذا الرجل وجها لوجه لذا أؤكد حقيقتين: إنه قدم خدمات جليلة لدعم قضية الأقباط في مصر خاصة التي يقع فيها ظلم واضح حسب اعترافات مراكز حقوقية. أي أن هذا الشأن ليس من تلفيق جهات خارجية, بل تعترف به أجهزة رسمية مصرية, بدليل المشاكل والاشتباكات الدائمة بين مسلمين وأقباط نتيجة الجهل والتطرف الذي يتناقض مع حياة مصر التي عرفتها في الستينيات. لذا خدمات أبادير تمثلت في تلك المؤتمرات الدولية التي عقدها ونظمها فجعلت القضية القبطية محل اهتمام الجهات المصرية والدولية.
الثانية: هي أن الراحل كان ينفق علي تلك المؤتمرات وبسخاء من ماله الخاص, وكان بذلك مثلا ليت كل الأثرياء العرب يقتدون به, ليس في عقد مؤتمرات فقط ولكن في أمور أخري مثل دعم الطاقات والمواهب وعقد الندوات العلمية وتبني مشاريع الموهوبين وغيرها.
صقيع الشتاء
عبر الشاعر شفيق بطرس عن حزنه لرحيل الرائد عدلي أبادير منظما أبيات شعر بعنوان صقيع الشتاء قال:
كيف تسألنا يا تاريخ عن سر الحب له…. هل يسألون النهر من أفاض مجراه
بالجسد فارقنا عدلي لكننا… أبدا أبانا الروحي لم ولن ننساه