واشنطن – تضرر أكثر من ثلاثة ملايين شخص في هايتي من الزلزال الذي ضرب البلاد يوم 12 يناير. ويعتبر الزلزال الذي بلغت شدته سبع درجات علي مقياس ريختر أكثر الزلازل التي ضربت الجزيرة شدة علي مدي قرن. ولم يستكمل بعد حصر عدد الوفيات والإصابات والدمار الناجم عنه.
وطبقا لما يقوله الخبراء فإن عدد الزلازل التي تبلغ شدتها سبع درجات علي مقياس ريختر _ وهو ما يعتبره خبراء الزلازل زلزالا ##شديدا##- تحدث من 12 إلي 15 مرة سنويا في العالم كله. فما الذي جعل زلزال هايتي مدمرا بصفة خاصة؟
طبقا لما قاله مايكل بلانبيد, الزميل المشارك في عمليات التنسيق ببرنامج أخطار الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية, فإنه علاوة علي شدة الزلزال, يكون موقعه النسبي من مراكز تجمع السكان وعمقه تحت الأرض من العوامل المحددة لمدي ما ينتج عنه من دمار.
وفي مقابلة مسجلة للهيئة مع بلانبيد قال إن مركز زلزال هايتي كان علي بعد لا يتجاوز 15 كيلومترا من العاصمة بورت أو برنس, حيث يعيش ما يقرب من مليون شخص. وأشار إلي أن هايتي التي تعاني من انتشار الفقر علي نطاق واسع, لا يوجد فيها غير عدد محدود من المباني المقاومة للزلازل. ومما يفاقم المشكلة أن الزلزال تبعته ست هزات علي الأقل كانت متوسطة الشدة نجم عنها مزيد من التدمير للمباني التي كانت قد ضعفت بالفعل مما عوق جهود الإنقاذ.
وقد حدث الزلزال الرئيسي علي عمق يقدر بعشرة كيلومترات تحت سطح الأرض. والهزات الناجمة عن الزلازل غير العميقة نسبيا تكون أكثر حدة, حسبما قال بلانبيد. علاوة علي ذلك فإن الأرض اللينة تضاعف أثر الهزات, مما يزيد من خطر تدمير ما فوقها من مباني.
وأضاف بلانبيد أن الاحتمال يظل قائما في حدوث انجرافات أرضية وهو ما قد يؤدي إلي طمر المباني وحدوث مزيد من الخسائر في الأرواح. ثم لفت الأنظار إلي ##أن الشيء الإيجابي الوحيد في هذا الزلزال هو أنه حدث علي اليابسة, وأنه لم يؤد إلي حدوث التسونامي##, وهي موجات المد العاتية التي تحدث في المحيط القادرة علي قطع أميال علي الأرض فوق اليابسة. وكان التسونامي الذي حدث في المحيط الهندي في العام 2004 قد نجم عن زلزال تحت البحر, وأسفر عن مقتل حوالي 300 ألف شخص.
والزلازل ليست غريبة علي هايتي. فالجزيرة التي تشغل المنطقة الغربية من جزيرة هسبانيولا وتقع بين بورتوريكو وكوبا قد شهدت عددا لا يحصي من الزلازل المتباينة الشدة في ماضيها القريب.
وأوضح بلانبيد سبب تعرض هايتي للزلازل بقوله ##إن الجزيرة محصورة بين صفيحتين مما يعرف بالصفائح التكتونية في الطبقة الصخرية للأرض. فالصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وجزر الكاريبي تدفع الجزيرة نحو الانحراف وتسحقها وتطحنها. وفيما يحدث ذلك فإن الزلزل يبدأ في الحدوث. فهذه منطقة معرضة للزلازل.##
وطبقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فإن ما لا يقل عن 1783 شخصا قد لقوا حتفهم من جراء الزلازل في العالم في العام .2009 وكان أكثر الزلالزل تسببا في حدوث خسائر في الأرواح في ذلك العام هو الزلزال الذي بلغت شدته 7.5 درجة, وراح ضحيته 1117 شخصا في جنوب جزيرة سومطرة الإندونيسية يوم 30 سبتمبر. أما أكثر الزلازل شدة في العام المنصرم 2009 فقد كان الزلزال الذي بلغت شدته 8.1 درجة وحدث يوم 29 سبتمبر في منطقة جزر ساموا. وتسببت موجات التسونامي الناجمة عنه في مقتل 192 شخصا.
يو إس جورنال