إن قيامة السيد المسيح من الأموات الحقيقة والإيمان والعقيدة التي تبني عليها المسيحية وهي الصخرة التي قال عنها السيد المسيح لبطرس ابني عليها كنيستي فبدون الإيمان بقيامة السيد المسيح لا يكون مسيحية, وكما قال القديس بولس وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.. إن قيامة السيد المسيح هي فريدة لأن الذي قام هو أقام نفسه وقال عن نفسه أنا هو القيامة والحياة وإن كنا نؤمن بموت السيد المسيح وقيامته فنحن نؤمن بموت الناسوت وقيامته من الأموات فالله الكلمة لا يموت كما نصلي ونقول قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت الذي قام من الأموات ارحمنا.. وهنا لا يوجد تناقض بين الإيمان بموت السيد المسيح وقيامته والإيمان بأن السيد المسيح كلمة الله لا يموت لأن الذي مات هو الناسوت كما نصلي ونقول يا من ذاق الموت بالجسد. وترجع أهمية قيامة السيد المسيح لأن بسبب قيامته من الأموات غير مفاهيم ملكوت السموات علي الأرض فزرع مفهوم الفداء بالحب والبذل ممن أجل الآخرين كيف يبذل الإنسان نفسه عن الآخرين من أجل أن يعطيه حياة بلا خطية حياة جديدة وترجع أهمية القيامة أيضا لأن بقيامة السيد المسيح انهزم الموت وانتصر السيد المسيح وأعطانا الغلبة قائلين معه أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هوية فنحن سنقوم من الأموات ونحيا مع المسيح إلي الأبد والقيامة أعطت للتلاميذ سلطانا ظهر في عظاتهم التبشيرية في سفر أعمال الرسل نجد أهم رسالة هي إعلان قيامة السيد المسيح من الأموات والقيامة أعطتنا معني لاحتفال الكنيسة بسر الافخارستيا وكانوا يواظبون علي تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات.. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير.
وأعطتنا القيامة مفهوما جديدا عن قيامة الأجساد في اليوم الأخير وبأي جسد يقيمون ومفاهيم عن الأجساد السماوية والأجساد الأرضية مفهوم مجد السموات ومفهوم مجد الأرضيات كما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة السماوي.
والحقيقة المحورية الأساسية في قيامة السيد المسيح أنه هو الله الذي أقام ذاته وكل ما قاله هو حق ولأنه قام فهو حي ويشفع فينا فلو لم يكن المسيح قد قام من الأموات فنحن المسيحيين لن تغفر لنا خطايانا ولن يكون لنا رجاء في الحياة الأبدية كما قال بولس الرسول إن لم يكن المسيح قد قام أنتم بعد في خطاياكم.. قيامة السيد المسيح من الأموات جعلته يهزم الشر علي الأرض ويهزم الخطية ويهزم الموت وأخيرا يهزم الشيطان, فلو كان الموت هو ختام كل شيء لكان الاستمتاع باللحظة هو أهم شيء.
ولكن المسيحيين يعلمون أن هناك قيامة وحياة فيما وراء القبر وأن حياتنا علي الأرض ما هي إلا إعداد لتلك الحياة. وأن أجسادنا التي سوف نقوم بها بعد القيامة ستكون أفضل مما نستطيع أن نتصور لأنها ستمتلك القدرة علي الحياة إلي الأبد ستكون أجسادا كاملة بلا ضعف ولا مرض ستكون أجسادنا روحانية فوق قوانين الطبيعة وغير محدودة بها وستكون مختلفة وأكثر قدرة عن أجسادنا الأرضية ولأن القيامة حقيقة محورية لتاريخ المسيحية فالقبر الفارغ يشهد بذلك والأحداث العظيمة التي حدثت بأورشليم تشهد بذلك والتلاميذ يشهدون بذلك فيجب علينا ونحن نحتفل بقيامة السيد المسيح أن نعلن الإيمان بأن الرب يسوع قد قام من بين الأموات.
القس أنطونيوس عزوز
كنيسة الشهيد مارجرجس – قليوب البلد