تحية لثورة شعب مصر المجيدة… تحية لشهدائها الأبرار، وشبابها الأطهار… نعم لحرية التعبير عن الرأى وحق التظاهر السلمى المشروع ولا للمساس بالوحدة الوطنية ولتكريس الطائفية الجغرافية…
هذه بعض من الأفكار والمبادئ التى تضمنها بيان أدباء قنا الذى صدر عن نادى أدب قنا برئاسة الشاعر فتحى عبد السميع، وذلك بشأن الاحتجاج على تعيين اللواء عماد شحاته محافظاً لقنا.
وأضاف البيان الذى تلقت “وطنى” نسخة منه: أن شعب قنا يرفض المساس بالوحدة الوطنية، ومظاهر ذلك كثيرة أخرها: التفاف شباب قنا المسلم حول الكنيسة للتنديد بأى عدوان على مسيحى تحت أى مسمى، والتأكيد على أن احتجاجات قنا لم تكن تخص طائفة بعينها، فقد شارك فيها المسيحى والمسلم سواء كان منتياً لتيار دينى معين من عدمه، ورفض الأدباء وضع أحداث قنا فى اتجاه القبلية مع التأكيد على أن القبلية لا دخل لها بالأمر، فلا يوجد من يتحدث باسم قبيلة فى أحداث قنا، أيضاً هناك رفض لتكريس الطائفية الجغرافية.
ودعا الأدباء رئيس مجلس وزارة الثورة لمراجعة مخصصات المحافظات البعيدة جغرافيا، للتأكد من “مهزلة تهميشها” وعمق جذور الطائفية الجغرافية التى تشكل خطراً كبيراً على مصر وأن كان كافياً حتى الآن وإذا كان أدباء قنا يؤكدون على أن ما حدث فى قنا لا يشكل خطراً على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين،ـ لأن هذا المكان تحديداً يعد نموذجاً للعلاقات الطيبة بين العنصرين فأنتى كمواطنة وأديبة مصرية دعونى أعود بذاكرة التاريخ إلى بدايات القرن الماضى لنقرأ معاً هذه الصفحة الناصعة عن قنا… عن التلميذ والأستاذ أو عن وليم مكرم عبيد وسعد زغلول الذى رأى فيه شخصية متفردة أفرزت أثراً فى توحيد صفوف الأقباط والمسلمين فى ميدان العمل السياسى والنضال من أجل استقلال مصر ولرؤيته المبكرة لدور مصر فى المجال العربى… ومنذ انضمام وليم مكرم عبيد إلى هيئة الوفد أصبح زميلاً لسعد زغلول فى الجهاد والنفى والتشريد من أجل مصر، لقد أحبه سعد ووثق به وقربه إليه حتى جعل منه أبناً له فكان يقول: أن مكرم ابنه البكر، وبعد عودة مكرم مع سعد زغلول من المنفى فى سيشل عام 1923 جرت الانتخابات لأول مجلس نواب، فانتخب مكرم عبيد عن دائرة قنا (مسقط رأسه) بالتزكية ولم يستطع أى كبير فيها أن يفكر فى مناقشة أبن سعد. فكانت قنا بهذا المثال من أهم الأماكن التى قدمت المساندة الشعبية ودعمت وجود مكرم عبيد المسيحى فى السلطة ولم يكن هناك من يرشح نفسه أمام وليم مكرم عبيد أحتراماً ومحبة له وإيماناً بمبدأ الكفاءة بغض النظر عن الدين وعلى الرغم إن كان يقيم فى القاهرة.
هكذا كانت طبيعة الأمور… وهكذا كانت قنا فى أوائل القرن العشرين… فماذا عن قنا فى أوائل القرن الحادى والعشرين…؟ سؤال تحتاج الإجابة عليه إلى دراسة حالة لواقع المجتمع المصرى وما طرأ عليه من تغيرات جوهرية خلال عقد من الزمان.
—
س.س
٨ أغسطس ٢٠١١