شددت القمة الثلاثية التي عقدت بقصر بعبدا بالعاصمة اللبنانية بيروت -أول أمس الجمعة- علي دعم الاستقرار اللبناني وعلي أسس التوافق حسب اتفاقي الطائف والدوحة, والعمل علي التضامن العربي المشترك وعلي الحل العادل والشامل للسلام في الشرق الأوسط علي أسس مبادرة بيروت العربية, والتأكيد علي حرص سورية والسعودية علي استقرار لبنان وضرورة حمايته بتعزيز التوافق اللبناني الداخلي.
وكانت القمة الثلاثية التي ضمت الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد, والرئيس اللبناني ميشال سليمان اعتبرها المراقبون بأنها جاءت في توقيت مهم, ووصفوا زيارة الرئيس السوري والملك السعودي بأنها تاريخية, باعتبار أنها الزيارة الأولي للرئيس السوري إلي لبنان منذ اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق قبل خمس سنوات, كما أنها الزيارة الرسمية الأولي لملك سعودي الي لبنان منذ أكثر من ستين عاما, وذهب كل من الملك السعودي والرئيس السوري علي طائرة واحدة قادمين من دمشق بعد قمة ثنائية جمعتهما معا.
يأتي ذلك علي خلفية تسريب بعض المعلومات في وسائل إعلام مختلفة تفيد أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستتهم مصطفي بدر الدين القيادي في حزب الله بالمسئولية عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري, وأن سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية طلب من المحكمة الدولية عدم نشر اسم المتهم الرئيسي في قضية مقتل والده لتجنب التداعيات الداخلية المحتملة,خاصة وأن بدر الدين هو ابن عم وصهر عماد مغنية القيادي العسكري في حزب الله والذي اغتيل في دمشق أوائل عام .2008
وقال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن اتهام الحزب باغتيال الحريري مؤامرة إسرائيلية – أمريكية علي المقاومة, لأن الحزب بعيد عن هذا النمط وهذا العمل, وأن القرار الاتهامي يعد جزءا من الضغط علي حزب الله لإضعافه .
من جانبه قال إلياس المر نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني ووزير الدفاع الوطني إن الجيش اللبناني لن يسمح للفتنة أن تمر في لبنان أيا كانت أسبابها وذرائعها مبديا الاستعداد للتصدي لأي عدوان إسرائيلي علي لبنان, وشدد المر علي التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 مؤكدا ضمان حرية تحرك قوات الطواريء الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان ##يونيفيل##.
أشار المر إلي ضرورة تعزيز قدرات الجيش اللبناني في الجنوب لضمان التعاون الكامل مع اليونيفيل حفاظا علي أمن الجنوب, موضحا أن الأولوية يجب أن تبقي للاستعداد للتصدي لأي عدوان إسرائيلي ومواصلة التركيز علي كشف العملاء وضربهم وفك شبكاتهم وسوقهم إلي العدالة, واعتبر المر أن أي محاولة لإشعال أي فتنة داخلية تحت أي عنوان وذريعة تشكل إلهاء للجيش عن هذه الأولويات الوطنية الكبيرة وتعتبر جريمة في حق الوطن لأنها تصب حكما في خدمة الأهداف الإسرائيلية.
من ناحية أخري جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما العمل بقانون الطوارئ المتعلق بلبنان لعام آخر والمتضمن عقوبات علي شخصيات لبنانية بينها قيادات في المعارضة بينهم الوزيران السابقان وهاب وناصر قنديل, وأصدر البيت الأبيض بيانا رسميا موقعا من الرئيس أوباما يجدد فيه حالة الطوارئ بالنسبة للبنان والمعلن عنها في القرار التنفيذي رقم 13441, ويستهدف القرار شخصيات لبنانية تتهمها الولايات المتحدة باتخاذ خطوات تهدد السيادة اللبنانية والعملية الديموقراطية وعمل المؤسسات.
أكد البيان أن واشنطن تلحظ التطوارات الإيجابية في العلاقة بين سورية ولبنان ,إلا أنه حذر من استكمال تزويد حزب الله بأسلحة تشمل أنظمة متطورة لأنه يهدف لتحجيم سيادة لبنان ويساهم في زعزعة استقراره السياسي والاقتصادي ويشكل تهديدا نوعيا وغير عادي علي الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية.
واعتبر بعض المراقبين أن ما تسرب من معلومات بشأن اتهام حزب الله من قبل المحكمة الدولية باغتيال الحريدي جاء مخالفا عما تردد عقب الجريمة تورط سورية في عملية الاغتيال, ويساعد علي ذلك تحسن العلاقات اللبنانية السورية.