تتوسط هذه القلعة مدينة حلب وتشرف علي أرجاء المدينة كلها, وهي ذات أهمية معمارية كبيرة باعتبارها صرحا هندسيا إسلاميا رائعا من طراز فريد,فضلا عن قيمتها العسكرية البارزة.
تخطيط القلعة وبناؤها الحالي عربي إسلامي أصيل,لكن أظهرت الحفائر الأثرية التي جرت في قلعة حلب عن آثار تعود إلي القرن الثامن قبل الميلاد.فالقلعة قديمة جدا حيث إنها بنيت فوق تل طبيعي.
ويعود وجود قلعة حلب إلي العهود الإسلامية الأولي, وبالأخص عهد سيف الدولة الحمداني, حين كانت عبارة عن أسوار تحيط بالمدينة, ثم تم بناء سور آخر أقل ارتفاعا في عهد نور الدين زنكي, أما الملك الظاهر غازي فقد أعاد بناء السور,وبني أبراجا عديدة امتدت من باب الجنان حتي باب النصر وأكمل الناصر يوسف بناء الأبراج من باب الجنان حتي باب قنسرين وبلغ عددها مايقارب العشرين برجا, واستعادت القلعة حدودها بعدما أزال الأتابك زنكي خطر الصليبيين عن مدينة حلب عام 1128م,ثم بدأ نور الدين أعمال الترميم والتحصينات بعد زلزال 1157م.
وفي عهد السلطان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين اكتملت أعمال البناء عندما أقيمت البوابة الرئيسية عام 1213م,والتي كانت عبارة عن برجين ومدخل,وقاعة فسيحة تربط البرجين ,وقام قانصون الغوري عام 1504م ببناء الواجهة الخارجية.
وتحاط القلعة بخندق عرضه20*26 مترا, ويقوم البرج الدفاعي الأول عند مدخل القلعة ومسقطه علي شكل مستطيل بارتفاع 20 مترا, تعلوه مرامي, وأماكن الرصد, ويقطع الخندق درج عريض يصل المدخل واقع علي جسر مرفوع من خلال ثمانية أعمدة, تستند علي قاعدة الخندق.
تقع القلعة علي رابية مرتفعة من خلالها أسوار القلعة وتأخذ القلعة شكلا جميلا ومنيعا من خلال سفوح الرابية المكسوة بالحجارة المنحوتة بطريقة هندسية وهناك برجان ضخمان يقومان علي السفح تم بناؤهما في عهد قانصوه الغوري عام 1508م أحدهما يقع في الشمال والآخر جنوبي.
وأهم أقسام القلعة وأبرزها المدخل الضخم المتكون من عدة أبواب وقاعات, إضافة إلي ممرات مخصصة للدفاع, وكذلك لخزن الأسلحة والذخيرة, وفي أعلي المدخل تقع قاعة العرش وهي قاعة كبيرة مزينة بزخارف وكتابات حجرية, وللقاعة ست نوافذ تطل علي مدينة حلب القديمة,ويقدر ارتفاع القلعة بـ 13 مترا, ويوجد في القلعة مسجدان,الأول صغير أنشيء في عهد نور الدين,ويسميمقام إبراهيم الخليلتزين جدران حرمه كتابات جميلة, وبه محراب مصنوع من الخشب ويوجد في صحن هذا المسجد ثلاثة صهاريج لخزن الماء.
وهناك مسجد آخر كبير تم إنشاؤه في العهد الأيوبي يمتاز بمئذنته العالية التي تعتبر أعلي نقطة في حلب.ويوجد قصر الملك العزيز بن الملك الظاهر غازي1230مجنوب غرب القلعة,والذي يمتاز بواجهته وقبابه وحمامة وزخارفه الجميلة.
إن قلعة حلب كانت ولاتزال صرحا معماريا مهما,تعطي ملامح قوة البناء العسكري الإسلامي وقد وصفها كثير من المؤرخين والرحالة,فهي مفتاح مدينة حلب,ومن ملكها ملك حلب,ولايبقي بعد ذلك من بلاد الشام شيء.