أثيرت في السنوات الأخيرة ألف زوبعة وزوبعة احتجاجا علي نتائج المقابلة الشخصية أو كشف الهيئة للترشيح لوظائف النيابة العامة والنيابة الإدارية أو حتي القبول بالكليات العسكرية وبالذات كلية الشرطة.
الترشيح لهذه الوظائف أو القبول بهذه الكليات يقتضي باختصار شروطا واضحة ومحددة, ومن تنطبق عليه هذه الشروط يتقدم.. ثم تبدأ سلسلة من الاختبارات القاسية واضحة ومحددة.. تعقبها نتائج التحريات الأمنية التي تستبعد آلاف المتقدمين, رغم أننا لنا تحفظ علي اتساع دائرة هذه التحريات التي تشمل الأجداد وسيرتهم ونشاطهم رغم أنهم غالبا ما يكونون في ذمة الله.. ويفاجأ البعض باستبعادهم لا لذنب أدانهم أو أدان أحد أفراد أسرتهم.. وإنما لنشاط سياسي ارتكبه أحد أجدادهم منذ عقود طويلة.
ومع ذلك يفاجأ معظم من برأتهم التحريات الأمنية وبرأت شجرة عائلتهم التي تضم المئات من الأحياء والأموات برفض قبولهم, رغم أن معظمهم من المتميزين وأصحاب التقديرات العالية!
يتظلم الآلاف فيقال لهم إن السبب هو الرسوب في المقابلة الشخصية أو كشف الهيئة.. بعضهم رفع قضايا أمام المحاكم وكسبها, لأن ضوابط وشروط ومواصفات المقابلة الشخصية غامضة ومطاطة ومتروكة لأهواء وهوي أعضاء اللجنة التي تطيح بالآلاف إلي الهاوية!!
يفسر لك البعض أن عناصر المقابلة الشخصية تتضمن قوة الشخصية والثقافة واللباقة والقدرة علي النطق السليم والمظهر, وكلها عناصر تضمنتها الاختبارات السابقة للمقابلة التي قررها المتخصصون من خلال سلسلة اختبارات القدرات والمعلومات والذكاء و….. و…..!!
رغم ارتفاع الحد الأدني للقبول في جميع الكليات بالجامعات المختلفة خلال السنوت الأخيرة, إلا أنه مازال ملحوظا هبوط الحد الأدني للقبول بالكليات العسكرية الذي لا يتجاوز 65 في المائة في الثانوية العامة, رغم أنه يجب أن يكون مماثلا للحد الأدني للقبول بالكليات النظرية المماثلة للمستوي.. فمثلا يتوقف الحد الأدني للقبوب بكليات الحقوق بالقاهرة عند ثمانين في المائة بينما يتوقف في كلية الشرطة عند 65 في المائة بصورة ثابتة منذ سنوات طويلة!!.. رغم المساواة في دراسة المواد القانونية بالإضافة إلي العلوم الشرطية بكلية الشرطة التي تتطلب قدرات عقلية متميزة وتفوقا علميا يستلزم تجاوز الحد الأدني للقبول بالكليات النظرية المماثلة.. ولكنه الذكاء الخبيث الذي يسمح بتسلل أبناء الضباط ورجال القضاء للقبول بهذه الكليات بمجاميع متدنية.. والقصص والحكايات التي تدور حول الظلم الصارخ في نتائج القبول مبكية ومضحكة ومؤلمة.. وهذا ما يجلنا نستفسر عن عدد المسيحيين وعدد أبناء الضباط ورجال القضاء المقبولين في أية دفعة عشوائية بكلية الشرطة أو النيابة العامة أو النيابة الإدارية وبعدها نفك لكم الألغاز!!