اللواء محمد نجيب ظل رئيسا لمصر منذ 23 يوليو 1952 إلي 14 نوفمبر 1954 ثم تعرض من زملائه الضباط الأحرار إلي العزل عن السلطة والاعتقال الجبري علي امتداد 29عاما من 14 نوفمبر 1954 حتي أكتوبر 1983. قال محمد نجيب في مذكراته:كنت رئيسا لمصر….ماذا فعلت ليفعلوا بي كل هذا؟: إنني يوم ودعت الملك فاروق لدي مغادرته مصر كنت حريصا علي أن يكون وداعه رسميا مشمولا بكل مظاهر التكريم والرعاية والاحترام, وأمرت أن تطق المدفعية 21 طلقة وأن تعزف الموسيقي أثناء إنزال العلم من علي الصاري ليحتفظ به الملك الذي غادر مصر في غاية الوقار إلي اليخت المحروسة!
علي العكس تماما تعامل معي زملائي في الثورة كأنني لص أو مجرم…ثم يقول سألني ابني هل صحيح أنك كنت رئيسا للجمهورية؟…ابتسمت وداعبته وقلت له:نعم يا بني…لكن ما الذي جعلك تسأل هذا السؤال؟…هذا تاريخ مضي وانقضي…ولمحت دموعا حائرة في عيني الصبي وهو يقدم لي كتابا في المطالعة جاءت فيه هذه العبارة:جمال عبد الناصر أول رئيس لجمهورية مصر…ويستطرد قائلا:رفعت المطابع اسمي من كافة الكتب…شطبوا اسمي من التاريخ…وزوروا التاريخ!
عندما كبر فاروق ابن اللواء محمد نجيب شرب من نفس الكأس ففي عام1969 قبض عليه واتهم بالاعتداء علي النظام وسبه ودخل ليمان طره مع المعتقلين السياسيين وبقي هناك خمسة شهور ونصف خرج بعدها محطما ومنهارا ومريضا بالقلب, وللأسف الشديد أنه بعد فترة قليلة مات…وقبل ذلك بعام واحد قتل ابن محمد نجيب الثاني علي في ألمانيا الغربية, حيث كان يدرس هناك وكان زعيما طلابيا له نشاط سياسي واسع, أقام المهرجانات التي دافع فيها عن مصر وعن الثورة وعن حق الفلسطينيين ولم يعجب هذا بالطبع الحكومة المصرية التي رأت في نشاطه تذكرة للكلام عن أبيه.
في إحدي الليالي كان يوصل زميلا له بعد أن انتهيا من استذكار دروسهما فإذا بعربة جيب تهجم عليه وتحاول قتله, وعندما هرب جرت وراءه السيارة وحشرته بينها وبين الحائط, ونزل منها ثلاثة رجال واعتدوا عليه بالضرب حتي الموت, ونقل جثمانه من ألمانيا إلي مصر ودفن دون أن يسمح للواء محمد نجيب باستقبال نعشه أو حتي قراءة الفاتحة علي قبره!
أما ابن محمد نجيب الثالثيوسف فبعد أن تخرج في معهد العلوم اللاسلكية التحق بإحدي شركات الدولة, ولكن أحد أقارب شمس بدران افتعل معه مشاجرة انتهت بإصدار قرار جمهوري بفصله, ولم يجد يوسف ما يفعله سوء أن يعمل سائقا علي سيارة تاكسي حتي اليوم!!
وللموضوع بقية