نتطلع إلي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وانتخابات نزيهة هادئة لمجلسي الشعب والشوري والرئاسة, والتشريعات التي تواكب التحول الديموقراطي لبناء مصر الجديدة.
لن يتحقق ذلك إلا بسد منافذ الفوضي والانفلات الأمني والغوغائية التي تهدد الوطن واستقراره واتخاذ إجراءات احترازية صارمة لوقف حمامات الدم التي تهدد أمن مصر.
حدة الاحتقان تزداد يوميا مع اشتعال المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات والاعتصامات التي يندس فيها الخارجون علي القانون, هذا المناخ المسموم فجر الصدامات المسلحة والفتن الطائفية وسقوط الضحايا في ظل سلبية الدولة التي تعلن دوما بعد كل كارثة أن هناك أيد خفية تنقل الأزمات وتضرب الوطن في مقتل, ثم نواجه طريقا مسدودا.
آخر هذه الكوارث ما حدث يوم السبت الماضي حيثما خرج سبعون ألف من السلفيين في مظاهرة في شوارع مدينة كفر الشيخ خاصة المحيطة بمحكمة كفر الشيخ الابتدائية لتأييد ومؤازرة الشيخ أبو إسحاق الحويني والوقوف إلي جواره في الدعوي القضائية التي أقماها ضده د. علي جمعة مفتي الجمهورية متهما إياه بسبه وقذفه في أحد البرامج التليفزيونية الفضائية.
قامت الحشود الكبيرة من السلفيين بنصب المنصات أمام مجمع المحاكم ومبني أمن الدولة السابق بمدينة كفر الشيخ يحملون اللافتات المؤيدة للشيخ الحويني والمطالبة بإقالة ورحيل د. علي جمعة.
أعلن اللواء مروان مصطفي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أن الوزارة أصدرت مدونة للسلوك الأخلاقي, وهو ميثاق شرف مهني وأخلاقي لرجل الشرطة, صيغة عقد اجتماعي جديد بين جهاز الشرطة والمواطن المصري.. هذه خطوة نتوقع أن تعقبها خطوات إصلاحية صارمة وواسعة, وفي مقدمتها قرار حازم بوقف فوضي المظاهرات والمطالبات الفئوية لتدارك الشلل التام الذي أصاب أجهزة الدولة.. وإعطاء المجلس العسكري والحكومة فرصة لالتقاط الأنفاس والتفرغ لتحقيق المطالب عبر القنوات الشرعية.