رغم مرور تسعة شهور علي اندلاع ثورة 25 يناير وإجراء محاكمات لرؤوس النظام البائد الذين تسببوا في الفساد الذي عصف بمصر علي امتداد ثلاثين عاما.. لم تحصد مصر ثمار ثورتها بعد. القضاء يحاكم رموز الفساد عن تهم محددة وليس عن جرائم ارتكبت خلال ثلاثين عاما.. بل إن فلول الفساد وبعض رموزه مازالت تحكم مصر في أخطر المواقع دون أن يقترب منها سيف القانون.. قطعان العهد البائد تحارب الثورة بضراوة وشراسة وترتكب أبشع الجرائم بتمويل مجنون لضرب الاستقرار الأمني.. ولذلك فإن مصر علي مشارف حمامات دم خلال الشهور القادمة وبالذات أثناء الانتخابات في ظل السلبية الغريبة والمريبة للحكومة الحالية.. وهذا ما يدفعنا إلي تسجيل عدة ملاحظات مهمة أبرزها:
* لماذا لم يتم تطهير المواقع السيادية والتنفيذية والسياسية من فلول النظام البائد حتي هذه اللحظة؟
* تسابقت الأبواق في الحديث عن الفساد الذي ضرب مصر علي امتداد ثلاثين عاما.. وحتي هذه اللحظة لم تحصر هذه الجرائم التي ضربت البلاد.. بل إن بعض مجرمي هذه الحقبة يقودون البلاد إلي الهلاك المدمر!
* لماذا لم تشكل لجنة لتقصي الحقائق حول الفساد والخراب والجرائم التي ارتكبت في حق هذا البلد علي امتداد ستة عقود منذ ثورة يوليو 1952 ليفهم الرأي العام حقيقة ما جري في أخطر حقبة في تاريخ مصر بدءا من الإطاحة بالرئيس محمد نجيب, وما جري من تخريب للصناعة والزراعة وفرض الحراسات وفضائح لجان تصفية الإقطاع والتأميم وسياسة التجويع والعشوائيات وتجريف الشخصية المصرية وانهيار التعليم والصحة وفضائح هيئة التحرير والاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني وتزوير الانتخابات وتزييف إرادة الأمة.. وكيف تراكمت الديون الداخلية والخارجية حتي وصلت إلي أرقام مفزعة وأين ذهبت إيرادات البترول وقناة السويس عبر ستة عقود؟..
* شهادة التاريخ يرويها أبطال الحروب الأحياء المنسيين وحكماء ومؤرخو العصر وصفوة المتخصصين.. ولذلك نحن في حاجة إلي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بدقة عما حدث في مصر عبر ستين عاما, قد تستغرق أعمالها عدة سنوات.. ولكنها ستنتهي بمحاكمات صارمة وأحكام رادعة لتطهير مصر من جيوش الفساد الكامنة في جسد هذا البلد.. حتي يمكن إعادة صياغة التاريخ بأمانة.
* منحت لجنة نوبل للسلام الناشطة اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل بالاشتراك مع رئيسة ليبيريا الحالية جونسون سيرليف والناشطة الليبيرالية ليما جبوي.. بينما شباب ثورة 25 يناير الأبطال يتعرضون للضياع في غمرة صراعات الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات المتطرفة والإرهابيين والمتسلقين والفلول للانقضاض علي تورتة مصر.