لا ننكر أن للمعلمين مطالب مشروعة ومهمة ولكن لا يمكن أن تتحقق بالإضرابات أو العصيان أو التخريب.
أخطر مطالب المعلمين في المدارس الخاصة, وهي تعتبر مشاكل مزمنة تجاهلتها وزارة التربية والتعليم سنوات طويلة لمصالح متشابكة مع بعض أصحاب المدارس الخاصة.
الجميع يعلم جيدا وفي مقدمتهم وزارة التربية والتعليم أن أجور المعلمين متدنية جدا في معظم المدارس الخاصة, والأرقام المسجلة في عقود المدرسين تختلف تماما عن الواقع, الأخطر من ذلك أن كثيرا من المدارس الخاصة تحرر عقد العمل ومعه استقالة المعلم تلزمه بالتوقيع عليها يوم التعاقد, حتي تستخدم كسلاح إذا فكر في التلويح بحقوقه المهضومة فيصبح مستقبله علي كف الرحمن!.. بالإضافة لحرمان كثير من المعلمين بهذه المدارس من التأمين الصحي, كما أن العلاوات المالية في بعضها وهمية, ومكافآت الامتحانات لا تصرف في مواعيدها المقررة, بل إن بعضهم يصرفها منقوصة بلا مبرر!.. الأكثر من ذلك أن معظمهم لا يصرفون مرتباتهم في الإجازة الصيفية رغم التوقيع عليها بالاستلام! كما أنهم يلزمون بالعمل في مجموعات التقوية أو الدروس الخصوصية التي تنظمها المدارس الخاصة في غير مواعيد العمل الرسمية ولا يحصلون منها إلا علي الفتات!!
يجب تفعيل دور الجهازين المركزي للمحاسبات والتنظيم والإدارة ومصلحة الضرائب والأجهزة الرقابية والتفتيشية بوزارة التربية والتعليم لتطهير المدارس الخاصة من الفساد.
إجراء اختبارات الترشيح للعمل بالمدارس الخاصة يجب أن يشترك فيها التوجيه الفني والتعليم الخاص وشئون العاملين بالإدارة التعليمية لضمان النزاهة والطهارة والالتزام بشروط الوظيفة, وأن تحرر عقود المعلمين بهذه المدارس بمعرفة هذه الأجهزة, وتستخرج المدرسة شيكا شهريا بإجمالي مرتبات العاملين بها باسم الإدارة التعليمية مرفقا به كشف بأسمائهم لتتولي الإدارة صرف مرتباتهم بمعرفتها, مع اتباع نفس الإجراء عند صرف مكافأة الامتحانات السنوية, منعا للتلاعب والتزوير.. علي أن تتولي أجهزة الإدارة والمديرية مراجعة مرتبات العاملين بالمدارس الخاصة دوريا, وكذلك مصروفات وإيرادات المدارس الخاصة.
فشلت كل محاولات ضرب جشع وابتزاز بعض المدارس الخاصة التي تقوم بتحصيل مصروفات فلكية بالمخالفة للوائح الرسمية.. فإذا كانت الإدارة التعليمية هي التي تعلن نتائج القبول بالمدارس الخاصة لأنها تتولي عملية تنسيق قبول التلاميذ, فمن الأحري أن يورد أولياء الأمور لخزينتها المصروفات المدرسية بإيصالات رسمية, ثم تقوم الإدارة التعليمية باستخراج شيك بإجمالي المصروفات لحساب المدرسة الخاصة منعا للتلاعب!
نتطلع إلي صحوة صارمة لنقابة المعلمين في المرحلة القادمة بعد أن ظلت عقودا طويلة مغيبة عن هموم ومشاكل المعلمين وطغيان المدارس الخاصة.. فهي الملاذ والحصن الحامي لقضايا المعلمين.
أعرف أن تلك الإجراءات بمثابة وضع المدارس الخاصة تحت الإشراف المالي والإداري, لكن للضرورة أحكام.