انتهت جمعة تصحيح المسار يوم الجمعة الأسبق بصورة دامية, أسفرت عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 1049 (توفي أحدهم لاحقا لتصل حصيلة الوفيات إلي أربعة), وذلك خلال أحداث واشتباكات أثناء محاولات متظاهرين اقتحام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة, وتم إشعال النيران في جزء منها, وتم إحراق أربع ناقلات جنود تابعة للأمن المركزي, وقام متظاهرون بهدم الجدار الفاصل الذي تم إنشاؤه في مواجهة مدخل العمارة التي تقع فيها السفارة الإسرائيلية, ثم قام خمسة أشخاص بتسلق مبني السفارة نجح أحدهم ويدعي عمرو عطية في إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري بدلا منه, وقام عدد من الشباب بدخول شقة كانت تستخدمها السفارة كمخزن لأرشيفها وألقوا ببعض الوثائق والمستندات في الشارع!!
الدولة لم تتخذ إجراء رادعا وحازما وصارما إزاء تسلق السفارة وإنزال علم إسرائيل من قبل, ولذلك فإن ما حدث كان متوقعا ونتيجة طبيعية في ظل سلبية جميع أجهزة الدولة بلا استثناء, بل وفي ظل مواقف غريبة ومريبة ابتداء من رئيس مجلس الوزراء الذي استقبل البلطجي أحمد الشحات باعتباره بطلا لعملية البلطجة في المرة الأولي التي تسلق فيها العمارة التي تقع فيها السفارة الإسرائيلية وأنزل العلم الإسرائيلي وحرقه ورفع العلم المصري بدلا منه.. وانتهاء بالمحافظ الذي منح أحمد الشحات شقة تقديرا لإجرامه!!
كنا نتوقع إحالته إلي محاكمة عاجلة لأنه ارتكب جريمة في حق سفارة دولة أجنبية بمصر, فما حدث انتهاك لاتفاقية فيينيا عام 1960 التي وقعت عليها مصر والتي تنص علي أن الدولة ملزمة بحماية مقار البعثات الدبلوماسية والسفارات ووثائقها ومستنداتها.. ونتيجة لهذه الجرائم تم تشويه سمعة مصر دوليا, والإضرار بالمصلحة العليا لها أمام الرأي العام العالمي.
لماذا لم يتم فرض طوق أمني من الجيش والأمن المركزي حول السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة؟.. لماذا انسحب الجيش والشرطة منتصف ليل الخميس وحتي انفجار العنف مساء الجمعة؟.. ألم يتوقع أحد هذا السيناريو المعروف؟..
منذ 25يناير يتكرر باستمرار التجاوز للطابع السلمي للمظاهرات والانحراف الخطير عن مسار الثورة.. ولم يتحرك أحد!
القوي السياسية التي دعت لحركة الجمعة الدامية ادعت أنها سلمية, ثم تبين أنها مشروع كبير للفوضي في مصر, لماذا لم تتحرك السلطات المعنية لتحتوي هذه الحوادث التخريبية أمام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة؟
استخدام وتفعيل قانون الطوارئ بهدف إعادة الانضباط للشارع المصري جاء بعد خراب مالطة.. أين كنتم منذ شهور طويلة والبلطجية والهاربون من السجون والمسجلون خطر يروعون الشارع المصري ليلا ونهارا؟
كنا في حاجة لتفعيل قانون الطوارئ والقبضة الفولاذية لحماية الثورة من اليوم الأول لاندلاعها.