ثلاثة شهور مضت علي قيام ثورة 25 يناير, ومازالت تجري المحاكمات لرموز ورؤوس الفساد في مصر, لم يصدر حكم واحد حتي هذه اللحظة, وهذا ما يؤكد بطء إجراءات المحاكمات التي كان يجب أن يكلف لها معظم أعضاء النيابة والهيئات القضائية علي مستوي الجمهورية لسرعة الإنجاز والقصاص, وخاصة أننا ننتظر في المرحلة القادمة توسيع دائرة الاتهام والمحاكمات لكتائب الفساد علي كل المستويات بدءا من القاعدة إلي القيادات الوسطي والعليا في جميع الأجهزة التنفيذية والسياسية والشعبية, جيوش من العناصر التي شاركت وأسهمت وتسببت وساندت في جرائم التعذيب والإرهاب والتخريب ونهب ثروات الوطن وتدمير صحة الأبرياء وانهيار مستقبل مصر.
محاكمات العهد البائد يجب أن تبدأ من الخمسينيات منذ عهد الحراسات وتصفية الإقطاع والتأميم واعتقال اللواء محمد نجيب علي امتداد ربع قرن وتصفية الشرفاء ونهب ثروات الأبرياء والتعذيب بالسجن الحربي ومعتقلات وسجون أمن الدولة مرورا بلصوص هيئة التحرير والاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني وأعضاء مجالس الأمة والشعب والشوري والمحافظون والقيادات التنفيذية والشعبية والتنظيمات السياسية والسرية والذين ماتت ضمائرهم ودمروا الاقتصاد القومي يجب أن تطولهم مساءلة الأجهزة الرقابية ومباحث الأموال العامة وأجهزة الكسب غير المشروع مع تشكيل لجنة عليا ولجان في المحافظات لتقصي الحقائق, عمليات الحصر والرصد قد تتطلب شهورا طويلة ولكن لا مفر من القصاص, معظم هذه الرموز طواها النسيان أو تاهت أو ضاعت من ذاكرة الشعب, تضخمت ثرواتهم الحرام يمتلكون وأبناؤهم شركات ومصانع عملاقة في الداخل والخارج وتلعب بالمليارات!
قيل لنا إن أحد رجال ثورة 52 ترك بعد رحيله دفتر توفير برصيد 136 جنيها, والمدهش أن أبناءه وأحفاده وأصهاره يلعبون بالمليارات في مصر وخارجها, ولم تقترب منهم الأجهزة الرقابية والمالية والقضائية حتي هذه اللحظة!
أحد مليارديرات الإسكندرية بدأ حياته شيالا في ميناء الإسكندرية بعد تزوجه من الصعيد وحقق الملايين الحرام, ولمع في عهد السادات عضو بارز في مجلس الشعب والحزب الحاكم ومسئول عن الإسكندرية قبل محافظها, ويمتلك الآن أسطولا من الشركات في الإسكندرية ولم تقترب منه أجهزة الكسب غير المشروع!
عامل بإحدي شركات المياه الغازية تسلق شجرة اتحاد العمال والحزب الحاكم حتي وصل إلي منصب وزير القوي العاملة ويمتلك الآن وابنه مئات الملايين الحرام ولم تقترب منه يد العدالة!.. وغيرهم وغيرهم من آلاف المنحرفين.
الهعد البائد بدأ من ستين عاما.. ومهمة العدالة شاقة من أجل التطهير وإعادة الثروات المنهوبة وكرامة الشعب والوطن.