أرسل الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار مذكرة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف يطالبه فيها بضم قصر العروبة وغيره من القصور التابعة للرئاسة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية التابع للوزارة.
وكلف دكتور حواس لجنة من الآثار بفحص مقتنيات قصر العروبة وغيره من القصور التابعة للرئاسة, وكذلك قصور واستراحات كبار المسئولين في النظام السابق,لمعرفة ما إذا كانت هذه القصور تضم مقتنيات أثرية أم لا؟
وأشار إلي أن تسجيل القصور الرئاسية هو تمهيد لضمها إلي الوزارة خلال شهرين أو ثلاثة علي الأكثر وبدأ مسئولون أثريون في مصر دخول قصور واستراحات الرئاسة لأول مرة لجرد ما فيها من مقتنيات قد تكون أثرية علي نحو ما تردد أخيرا,وانتهت من فحص نحو 60% من الآثار الموجودة بقصور القاهرة,ونحو 40% من قصور الإسكندرية.
أشهر قصور الرئاسة:
ويعد قصر عابدين أشهر قصور الرئاسة المصرية وشهد الكثير من الأحداث منذ العهد الملكي وحتي نشأة القاهرة الحديثة وهو تحفة تاريخية نادرة بالقدر الذي حوله إلي متحف يعكس الفخامة التي شيد بها القصر .
ويرجع اسم القصر إلي عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي وكان يمتلك قصرا صغيرا في مكان القصر الحالي فاشتراه الخديوي إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضي واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر… وانتقل الخديوي إسماعيل من القلعة إلي قصر عابدين عام 1872 مع أسرته وحاشيته تاركا القلعة ليعد بذلك من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي لمصر حيث كان مقرا للحكم من عام 1872 حتي قيام الثورة عام .1952
شهد قصر عابدين أحداثا لها دور كبير في تاريخ مصر الحديث والمعاصر كما أنه يعد البداية الأولي لظهور القاهرة الحديثة,ففي نفس الوقت الذي كان يجري فيه بناء القصر أمر الخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة علي النمط الأوربي من ميادين فسيحة وشوارع واسعة وقصور ومبان وجسور علي النيل وحدائق غنية بالأشجار وأنواع النخيل والنباتات النادرة.
مقتنيات قصر عابدين
يوجد بداخل القصر العديد من الأجنحة مثل الجناح البلجيكي الذي صمم لإقامة ضيوف مصر المهمين, وسمي كذلك لأن ملك بلجيكا هو أول من أقام فيه… ويضم هذا الجناح سريرا يعتبر من التحف النادرة نظرا لما يحتويه من الزخارف والرسومات اليدوية كما يحتوي القصر علي قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها, فالصالونات الأبيض والأحمر والأخضر تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها لمصر,إضافة إلي مكتبة القصر التي تحوي نحو ما يقرب من55 ألف كتاب.كما يحتوي القصر علي مسرح يضم مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن معزولة بالستائر وهي خاصة بالسيدات وتستخدم الآن في تقديم العروض المسرحية الخاصة للزوار والضيوف.
الثراء الفاحش
يضم القصر متحفا في غاية الثراء الفاحش, حيث كان أبناء وأحفاد الخديوي إسماعيل الذين حكموا مصر من بعده مولعين بوضع لمساتهم علي القصر وعمل الإضافات التي تناسب ميول كل منهم… وفي عهد الرئيس السابقمباركتم ترميمه ترميما معماريا وفنيا شاملا… وقد شملت هذه الأعمال تطوير وتحديث متحف الأسلحة بإعادة تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعة إلي المتحف خصصت لعرض الأسلحة المختلفة التي تلقاها رؤساء مصر من الجهات المختلفة… أما المتحف الثاني فخصص لمقتنيات أسرة محمد علي من أدوات وأوان من الفضة والكريستال والبلور الملون وغيرها من التحف النادرة.
قصر القبة أكبر القصور
ويعد قصر القبة أكبر القصور في مصر,وهو يستخدم حاليا كمقر لنزول الضيوف الأجانب من الرؤساء وغيرهم,وقد بناه الخديوي إسماعيل عام 1800 في منطقة كوبري القبة وكانت تحيط به الحقول والقري الريفية, وعندما اعتلي الملك فؤاد الأول عرش مصر عام1917 أصبح هذا القصر مقر الإقامة الملكية الرسمية… وفي فترة إقامته أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقصر الملكي فكان الزوار يأتون مباشرة إليه من محطة مصر المركزية للقطارات.
كما أن الملك فاروق احتفظ بمجموعاته الخاصة في هذا القصر, فضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات منها بيضة فيبرجيه والتي كانت خاصة بآخر قياصرة روسيا مع تحف أخري, ومعظم هذه المجموعات تم بيعها في مزاد علني في سنة .1954
وقد تحول هذا القصر إلي أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952 حيث كان الرئيس جمال عبد الناصر يستقبل الزوار الرسميين في هذا القصر,كما رقد جثمانه هناك انتظارا لجنازته في أول أكتوبر عام 1970 ومازال القصر مقرا رسميا لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
أهم دور الضيافة
أما قصر الطاهرة فيعد أحد أهم دور الضيافة الرئاسية بمصر في القرن العشرين, وبني هذا القصر علي طراز القصور الأوربية مع تطعيمه بزخارف تنتمي لحضارات مختلفة علي عكس القصور التي بنيت في عهد محمد علي والتي كانت تخضع للطراز العثماني.
ويرجع إنشاء القصر إلي أحد أصدقاء الملك فاروق وهو محمد طاهر باشا,عام 1939 لاستخدامه كمقر خاص غير رسمي وعندما جاء محمد رضا بهلوي ولي عهد إيران في زيارة لمصر كي يطلب يد الأميرة فوزية أخت الملك احتار فاروق في مكان استضافته فاقترح عليه صديقه أن ينزل ولي عهد إيران بقصره,وبعد مغادرة الضيف طمع فاروق في القصر واشتراه من محمد طاهر باشا باسم الملكة فريدة وضمه لأملاكه الخاصة ونقل إليه مجموعة كبيرة من أثاث القصور الأخري, من أشهرها طاولة البلياردو المصنوعة من الأبانوس المطعم بالذهب والتي كانت موجودة في قصر محمد علي بشبرا الخيمة,وبعد قيام ثورة يوليو1952,أممت كل القصور الملكية… ورغم أن هذا القصر كان ملكية خاصة لفاروق,رفض مجلس قيادة الثورة إعادته للعائلة المالكة عندما طالب به أبناء الملك فاروق.