تبني مجلس الأمن الدولي قرارا برقم1860 بأغلبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.يدعو القرار إلي وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة,يليه انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية,حيث مهد مجلس الأمن لقراره بالإشارة إلي القرارات السابقة الصادرة عنه ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي,ومن بينها القرارات 242 لعام 1967 و338 لعام 1973 وغيرهما من القرارات. وينص القرار علي أهمية أمن وصالح المدنيين, وعلي حق كل الدول في المنطقة في العيش في سلام وداخل حدود دولية آمنة معترف بها,ويدعو إلي توزيع وتوفير المساعدات الإنسانية في كل أرجاء غزة,بما فيها الغذاء والوقود والعلاج الطبي,ويرحب بالمباردات التي تهدف إلي إنشاء وفتح ممرات آمنة والآليات الأخري لتوفير المساعدة الإنسانية بشكل متواصل ,ويدعو الدول الأعضاء لدعم الجهود الدولية للتخفيف من الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة ,ويدين كل أعمال العنف والأعمال العدائية الموجهة ضد المدنيين وكل أعمال الإرهاب,ويدعو كل الدول الأعضاء لتكثيف الجهود لتوفير الترتيبات والضمانات في غزة من أجل التوصل إلي هدوء ووقف لإطلاق النار, بما يشمل منع تهريب الأسلحة والذخائر ولضمان إعادة فتح المعابر بشكل دائم علي أساس اتفاق عام 2005,وتشجيع القيام بخطوات ملموسة تجاه المصالحة الداخلية الفلسطينية,دعما لجهود الوساطة المصرية والجامعة العربية, كما يدعو لتجدد الجهود التي تقوم بها الأطراف والمجتمع الدولي للتوصل إلي سلام شامل علي أساس دولتين ديموقراطيتين:إسرائيلية وفلسطينية.
وعقب صدور القرار قالت وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني,إن إسرائيل عملت وتعمل وستعمل طبقا لمصلحة أمنها وأمن مواطنيها فقط,وحقها في الدفاع عن النفس.
ولم يتأخر رد حماس,حيث صرح ممثل حركة حماس في بيروت أسامة حمدان لمحطة بي بي سي,أن الحركة غير معنية بالقرار,وأضاف حمدان:لم نستشر في هذا القرار ولم يؤخذ في الاعتبار لا مصالح شعبنا ولا رؤيتنا,ولذلك نعتبر أنفسنا غير معنيين بالقرار في الظرف الراهن.
وجدد حمدان رفض حماس نشر قوات دولية في قطاع غزة .واعتبر أيضا أن القرار يشير إلي فشل إسرائيل في تحقيق الهدف الأساسي لحملتها وهو كسر المقاومة .
وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير,أنه سيتوجه فورا إلي الشرق الأوسط لدعم قرار مجلس الأمن.وأضاف انه سيبدأ جولته بزيارة مصر للقاء الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ,وبعدها سيتوجه إلي إسرائيل.وأوضح أن ألمانيا تجري اتصالات مكثفة بالطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حول الأزمة.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في كلمة أمام المجلس عقب تمرير القرار,إنه رغم امتناعها عن التصويت فإن واشنطن تؤيد محتوي القرار,وبررت رايس الامتناع عن التصويت بأن هناك عملا مهما يقوم به الرئيس المصري حسني مبارك يجب دعمه,وقالت نأمل إن تؤدي هذه الجهود إلي وقف دائم لإطلاق النار وسلام دائم في غزة.
ومن جهته رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلي وقف إطلاق النار في قطاع غزة,قائلا إنه يمكن أن يطبق,وأشار إلي إطلاق الفلسطينيين صواريخ علي إسرائيل يوم الجمعة الماضي.وأضاف أن الجيش سيواصل الدفاع عن الإسرائيليين ,وتابع في تصريحاته أن إطلاق صواريخ يوضح أن قرار الأمم المتحدة لن تلتزم به المنظمات الفلسطينية .
وعلي الرغم من صدورالقرار تواصلت أعمال القتال بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في أعقاب صدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلي الوقف الفوري لإطلاق النار ,فقد واصلت إسرائيل هجماتها علي القطاع فيما واصل المقاتلون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ علي جنوبي إسرائيل .وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس وحلفاءها أطلقوا 15 صاروخا علي جنوبي إسرائيلي,مما أسفر عن إصابة شخص واحد.
وأضاف الجيش أن أربعة صواريخ من نوع جراد أصابت مدينة بئر سبع الواقعة علي بعد 40 كيلو مترا من غزة. كما أصابت الصواريخ مدينة أشدود,في غضون ذلك تواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي علي غزة في الساعات الأولي من صباح الجمعة, وتكرر توغل الدبابات الإسرائيلية باتجاه مدينة خان يونس جنوبي القطاع.