قصة اهتمام الساسة وأصحاب السلطة بضريح سيدي عبدالرحيم القناوي الذي توفي سنة 592 هجرية لها ارتباط وثيق بمكانة ذلك القطب في قلوب أهل قنا وربما لخلق نوع من الشعبية لهم داخل المحافظة التي تأتي شهرتها من خلال ضريح سيدي عبدالرحيم القناوي.
فكان الأمير علي بن سليمان أول المهتمين بالضريح وصاحبه, حيث أوقف عليه 385 فدانا من أجود الأراضي الزراعية بمناطق متفرقة بقنا, وكان الأمير همام الهواري صاحب مشروع استقلال الصعيد أثناء حكم العثمانيبن, وهو من قام بتجديد المسجد وفرشه وتجهيزه, ثم أمر الملك فاروق أثناء زيارته لقنا سنة 1948 بهدم مبني المسجد وبناءه من جديد علي الطراز الأندلسي, وقام فاروق بنفسه بوضع حجر الأساس. كما أهدي الرئيس جمال عبدالناصر قطيفة من الذهب للمقام بعد أن أغرقته السيول في خمسينيات القرن الماضي, وزار المسجد الرئيس أنور السادات. وشملت الطفرة الحضارية التي شهدتها في عهد اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق توسعة ساحة المسجد وتطوير المنطقة المحيطة به حضاريا, وإزالة العشوائيات, واستكمل اللواء مجدي أيوب محافظ قنا تطوير وتوسعة المسجد مؤخرا, حيث أضيفت 800 م2 للمساحة الرئيسية للمسجد بتكلفة مليون و250 ألف جنيه, بالإضافة إلي تطوير وتحديث الواجهة الأمامية وزخرفة أعمدة المسجد طبقا للطراز المعماري الخاص به وفرشه بالكامل بتكلفة 70ألف جنيه, كما تم تزويد المزار بعدد من الكراسي المتحركة لخدمة كبار السن, وذوي الاحتياجات الخاصة وإنشاء مصلي للنساء.
ويبدو أن إنفلونزا الخنازير سوف تفوت الفرصة هذا العام علي الكثير من مولد القناوي بعدما جاء قرار إلغاء المولد والذي أصدره اللواء مجدي أيوب كإجراء احترازي علي خلفية المخاوف من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير بفعل الزحام الشديد الذي يشهده المولد الذي يتعدي زواره سنويا المليون زائر, مع رد الرسوم التي سددها الباعة وأصحاب الأنشطة المختلفة, وتقدر بنحو 180ألف جنيه كقيمة إيجارية لإقامتهم داخل الاستاد خلال فترة الاحتفال بالمولد, في الوقت ذاته أعلن محافظ قنا عن قصر الاحتفالات بمولد قطب قنا علي الليلة الختامية التي تقام في منتصف شهر شعبان داخل المسجد وبالساحة الخارجية المكشوفة, واستمرار الدروس الدينية وزيارة الضريح خلال الفترة من أول شعبان حتي منتصفه, مع توفير وسائل التهوية كإجراء وقائي.