الدكتورة ميرا ماهر رؤوف حاصلة علي بكالوريوس الطب والجراحة بكلية الطب,جامعة المنيا-دفعة2000-بتقديرجيد جدا مع مرتبة الشرفوتربيبها الرابعة علي دفعتها.تم قبولها في وظيفة طبيبة مقيمةنائبةفي قسم طب الأطفال بالكلية واستطاعت أثناء عملها الحصول علي ماجستير طب الأطفال بتقديرجيدعام2006,الأمر الذي يترتب عليه تأهلها للتثبيت في وظيفةمدرس مساعدبالقسم…لكن الأستاذة الدكتورة المشرفة علي رسالة الماجستير والتي تشغل منصبأستاذ مساعد طب الأطفالبالكلية كان لها رأي آخر في مسألة تعيين الدكتورة ميرا وبذلت من أجل ذلك كل ما في وسعها لعرقلة تأهلها لوظيفةمدرس مساعد.
ومن الأساليب المعروفة التي اشتهرت بها كليات الطب في قطع الطريق علي المتميزين والمتفوقين,درجات وتقديرات الامتحانات الشفهية التي تكون سلاحا في أيدي أعضاء لجان هذه الامتحانات يبرعون في استخدامه للبطش بمن يريدون عرقلة تقدمه,فهم في ذلك بمنأي عن المراجعة والحساب حتي وإن تناقضت تقديراتهم وأحكامهم مع التاريخ الدراسي للطالب أو تقديراته السابقة أو التقديرات التي حصل عليها في الامتحانات التحريرية التي يصعب العبث بها في وجود أوراق الإجابة.
هذا عينه ما حدث مع الدكتورة ميرا حيث لجأت الأستاذة الدكتورة المشرفة علي رسالتها إلي إعطائها درجات متدنية في بعض الامتحانات الشفهية,الأمر الذي يهدد حقها في التعيين والذي يتناقض مع حصولها علي الدرجات النهائية في باقي الامتحانات الشفهية لذات مواد طب الأطفال التي خاضتها في نفس اليوم…ويبدو أن الدكتورة المشرفة لم يكفها ذلك أو أنها شعرت أن باقي درجات الدكتورة ميرا قد يسمح لها بالتأهل للوظيفة المنتظرة,فما كان منها إلا أن تقدمت بشكوي في حقها لمجلس قسم طب الأطفال وللأستاذ الدكتور عميد كلية الطب تتهمها بالتهجم عليها والتحدث معها بأسلوب غير لائق ينقصه الاحترام وينال من كرامتها.
تم التحقيق مع الدكتورة ميرا بواسطة إدارة الشئون القانونية بالجامعة,وتقول الدكتورة ميرا إن أوراق التحقيق تكشف بجلاء مدي التضارب في أقوال الشهود,الأمر الذي يهدر شهادتهم,لكن الأهم من ذلك الشهادة التي أرسلها الأستاذ الدكتور سالم أحمد سلام رئيس قسم طب الأطفال بالكلية إلي الأستاذ الدكتور عميد الكلية ويقول فيها:تقدمت الزميلة الدكتورة(….)أستاذ مساعد طب الأطفال بالشكوي المرفقة إلي مجلس القسم الذي وافق علي إحالتها للتحقيق ومضمون الشكوي يتعلق بالطبيبة المقيمة ميرا ماهر رؤوف(الأولي علي تخصص طب الأطفال في دفعتها)علما بأن هذه الشكوي هي الأولي في حق الطبيبة المذكورة طوال سنوات النيابة وقد أشاد بعملها معظم الزملاء من أعضاء هيئة التدريس بالقسم,كما لم تتقدم الزميلة الدكتورة(….)والتي تعتبر المشرفة الرئيسية علي رسالة الماجستير الخاصة بالطبيبة ميرا بأي ملاحظات أو شكاوي سابقة في حقها.
كان من الممكن احتواء هذه الأزمة بعد إهدار التحقيق لتضارب أقوال الشهود,وبعد شهادة رئيس القسم في صالح الدكتورة ميرا,لكن إصرار الأستاذة الدكتورة(….)علي حرمان الدكتورة ميرا من الوظيفة التي تستحقها أدي إلي مسلسل كريه تشتهربه كثير من مؤسساتنا,وهو تجميد الأمر إلي ما لا نهاية وعدم البت في الأوراق لأن الثقافة المريضة السائد تمنع إنصاف مرؤوس علي رئيسه…وهكذا دخلت أوراق الدكتورة ميرا ثلاجة التجميد ولم يفلح جميع من اعترفوا بالغبن الواقع عليها في إقرار حقها,الأمر الذي أدي إلي واحدة من التصرفات نادرة الحدوث والتي كان لها دوي صارخ في هذه القضية,فقد تقدم الدكتور سالم أحمد سلام رئيس قسم طب الأطفال باستقالة مسببة من منصبه هذا نصها:
السيد الأستاذ الدكتور رئيس جامعة المنيا
السيد الأستاذ الدكتور عميد كلية الطب جامعة المنيا
أرجو قبول استقالتي من رئاسة قسم طب الأطفال احتجاجا علي الممارسات المعادية لحقوق المواطنة وعلي الظلم الذي مورس أثناء امتحان الجزء الثاني من ماجستير طب الأطفال دور نوفمبر2005ضد الباحثة/ميرا ماهر رؤوف الطبيبة المقيمة الأقدم بالقسم من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب ديانتها,والذي كان يهدف إلي إعاقة تعيينها المستحق في وظيفة مدرس مساعد بالقسم.وأيضا أتقدم باستقالتي احتجاجا علي تقاعس إدارة الكلية والجامعة في معالجة هذا الأمر الخطير رغم الظلم الواضح الذي يمكن إثباته الذي مورس ضد الباحثة والذي حاولت من جانبي تنبيه المسئولين عنه لكني قوبلت بإجابات تدعوني للابتعاد عن هذا الموضوعالشائكوبالهجوم علي شخصي واتهامي بخلق مشكلة رغم تدخلي لمحاولة التماس الحل في هدوء.
أطالب بالتحفظ علي أوراق إجابة الامتحان التحريري للجزء الثاني من ماجستير طب الأطفال دور نوفمبر2005وعلي كافة كشوف الامتحان الشفهي والإكلينيكي (العملي)مع اعتبار استقالتي هذه مسببة تستوجب التحقيق.
إن التأكيد علي حقوق المواطنة هي قيمة كبيرة ومدخل ضروري للعمل من أجل تحقيق نهضة شاملة للمجتمع المصري في كل المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والعلمية والثقافية,فلا مواطنة بدون إتاحة الفرص المتكافئة أمام الجميع في الحصول علي كافة حقوقهم دون أدني تمييز علي أساس معايير تحكمية مثل اختلاف الدين.والله والوطن من وراء القصد.
دكتور سالم أحمد سلام
أستاذ طب الأطفال بطب المنيا
2006/2/5
***هذه هي الاستقالة المدوية التي قد يعتقد البعض أنها قلبت الدنيا رأسا علي عقب وأعادت الأمور إلي نصابها الصحيح…لكن الواقع يشهد بأن القائمين علي الكلية والجامعة كانت لهم قدرات عجيبة علي تسويف وتعليق الأمور وعلي تعطيل الفصل في القضية…وقد يتذكر البعض أن القضية برمتها سبق إثارتها في حينها وتناولتها بعض الصحف,لكن إزاء الإصرار علي إدخالها ثلاجة التجميد من جانب المسئولين ورهانهم علي أن الرأي العام والإعلام سوف ينسيانها مع مضي الأيام والشهور التي قاربت علي العامين منذ استقالة الدكتور سالم,أقوم بإعادة طرحها اليوم ولن أتردد في تكرار ذلك حتي يتم الفصل فيها بعدالة وشفافية