في حدث مهم تم الإعلان عن تقرير حالة سكان العالم لعام 2011, وتم الإعلان عن هذا التقرير في لندن,وفي نفس اليوم تم إعلانه في مصر وبلدان أخري.بمناسبة بلوغ عدد سكان العالم 7 بلايين نسمة, ويري خبراء ديموجرافيا السكان إنه يعد علامة فارقة, فالتقرير يوضح أن هناك إنجازات ونكسات مربها العالم,ففي الوقت الذي أصبحت فيه النساء ينجبن عددا أقل من الأطفال عما كن عليه في ستينيات القرن الماضي, إلا أن هناك تزايدا سريعا في الأعداد علي الصعيد العالمي,فهناك 80 مليون نسمة يضافون إلي تعداد سكان العالم كل عام.
كما زادت معدلات الشباب والشيخوخة علي السواء بين السكان عما كانت عليه في أي وقت مضي, ورغم كل الجهود المبذولة في مجال التخفيف من حدة الفقر إلا أن الفجوة اتسعت بين الأغنياء والفقراء في كل مكان, كما يوضح التقرير من خلال دراسات ميدانية قام بها خبراء محليون في تسع دول أن هناك قرارات معينة وإجراءات يجب علي متخذي القرارات وضعها في الاعتبار في رسم سياسة هذه الدول وهي: الصين,مصر,إثيوبيا,فنلندا,الهند, المكسيك,موزمبيق,نيجيريا,مقدونيا,
السطور القادمة قراءة للخبراء عالمية وعربية ومصرية للتقرير.
نظرة عالمية
صدر التقرير العالمي لحالة السكان تحت عنوانشعوب وإمكانيات في عالم 7 بلايين نسمة
ومن أهم ما جاء في هذا التقرير أن العالم يحتوي اليوم علي 893 مليون نسمة ممن تزيد أعمارهم علي 60 سنة,وبحلول منتصف هذا القرن سيزداد هذا الرقم إلي2.4 بليون نسمة,أما السكان دون سن الخامسة والعشرين فهم يمثلون 43% من سكان العالم وتصل نسبتهم إلي نحو60^ في بعض البلدان, ويلقي التقرير الضوء علي وضع بعض البلدان والتحديات الديموجرافية المتنوعة التي تتراوح بين شيخوخة السكان وارتفاع معدلات الخصوبة وبين التوسع الحضري وظهور أجيال جديدة من الشباب, وكان التركيز كما ذكرنا في المقدمة علي تسع دول هي الصين,مصر,إثيوبيا,فنلندا,الهند المكسيك,موزمبيق,نيجيريا, جمهورية مقدونيا.
كما رصد التقرير أنه لايمكن النظر إلي أي مسألة سكانية بمعزل عن القضايا الأخري,فحياة السكان المسنين علي سبيل المثال ترتبط ارتباطا عالميا بالاتجاهات القائمة بين الشباب.. ففي كثير من البلدان المتقدمة والنامية يهاجر الشباب من المناطق الريفية إلي المدن أو إلي بلدان أخري لفرص عمل أفضل,وفي كثير من الأحيان يتركون وراءهم أفراد الأسرة الأكبر سنا وقد يكونون مسنين ويحرمونهم من الدعم المعنوي لحياتهم اليومية,وفي بعض الدول لايوجد من يتولي تكاليف الرعاية لكبار السن,
كما أن التزايد السريع للسكان يعد ظاهرة حديثة نوعا ما,فقبل عام 1950 استغرق الأمر أكثر من مائة عام ليزيد عدد السكان بليون نسمة إضافية, ولكن بعد عام1950 بدأ التزايد السريع كالآتي:
* من عام 1804 إلي عام 1927 ارتفع عدد السكان من بلايين إلي 2 بليون نسمة استغرق الأمر 123 عاما.
* ومن عام 1927 إلي عام 1959 ارتفع العدد إلي 3 بلايين نسمة استغرق الأمر حوالي 32 عاما.
* ومن عام 1959 إلي عام 1974 ارتفع العدد إلي 7 بلايين نسمة استغرق الأمر حوالي 25 عاما.
* ومن عام 1974 إلي عام 1987 ارتفع العدد إلي 5 بلايين نسمة استغرق الأمر حوالي 13 عاما.
* ومن عام 1987 إلي عام 1999 ارتفع العدد إلي 6 بلايين نسمة استغرق الأمر حوالي 12 عاما.
* ومن عام 1999 إلي عام 2011 ارتفع العدد إلي 7 بلايين نسمة واستغرق الأمر 12 عاما.
كما أن معدل متوسط العمر للسكان قفز من 48 سنة في أول خمسينيات القرن الماضي إلي نحو 68 سنة في العقد الأول من القرن الجديد.
وحدث انخفاض حاد في معدل وفيات المواليد الرضع من نحو 133 حالة وفاة بين كل 1000 مولود في خمسينيات العقد الماضي إلي 46 حالة وفاة فقط في الفترة ما بين 2005 إلي2010 وأيضا حدث انخفاض في معدلات انتشار أمراض الأطفال حول العالم نتيجة حملات التوعية ضد الأمراض.
ورغم أن المؤشرات العامة تؤكد انخفاض معدل الخصوبة علي المستوي العالمي لأكثر من النصف أي أصبح متوسط عدد الأطفال من 6 أطفال في الأسرة انخفض إلي2.5 طفل لكل أسرة, ولكن لايزال معدل الخصوبة مرتفعا في بعض أجزاء في أفريقيا ليصل إلي خمسة أطفال لكل امرأة.
وفي المجمل يوجد قرابة 80 مليون نسمة يضافون إلي تعداد سكان العالم كل عام وذلك لأن ارتفاع أعداد المواليد خلال الخمسينيات والستينيات نشأ عنه قاعدة سكانية تضم ملايين الشباب لديهم قدرة إنجابية علي مر الأجيال المقبلة.وهذا يوضح تركيز خبراء الديموجرافيا علي هذه المنطقة لأن النمو السكاني السريع يضاعف من تعرضها أكثر للفقر والجوع.
وستظل آسيا المنطقة الرئيسية الأكثر كثافة في العالم خلال القرن الحادي والعشرين .
ولكن ستضاعف سكان أفريقيا ليبلغ تعداد سكانها من 1 بليون نسمة عام 2011 إلي 3.6 بليون نسمة عام .2100
أصحاب البلايين
أصدرت الصين والهند مؤخرا نتائج أحدث تعدادين للسكان,ووفق شعبة السكان بالأمم المتحدة فإن الهند في عام 2025 سيبلغ عدد سكانها 1.46 بليون نسمة متجاوزة بذلك عدد سكان الصين البالغ 1.39 بليون نسمة.
وسينخفض معدل تعداد الصين إلي نحو 1.3 بليون نسمة عام 2050 وستواصل الهند نموها السكاني حتي يصل إلي قرابة 1.72 بليون نسمة عام .2060
حالة مصر
وشهدت جامعة الدول العربية الإعلان عن التقرير ومناقشة الجزء الخاص بالمنطقة العربية.
وكان هناك عرض تحليلي قدمه د. مجدي خالد نائب ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر.. وفي حديث معه حول وضع مصر بالنسبة لتقرير حالة السكان قال:
بلغ حجم السكان في مصر عام 1950- 21.5 مليون نسمة ليتضاعف أكثر من ثلاثة أمثاله ليصل إلي 68 مليون نسمة عام2000 وبلغ سكان مصر في31 أكتوبر الماضي 83 مليون نسمة يمثلون 23% من سكان الوطن العربي ومن المنتظر أن يصل عدد السكان في مصر إلي88 مليون نسمة عام .2015
كما يشكل الشباب في مصر حوالي 19.6% من مجموع السكان حيث يبلغ عددهم 16 مليون نسمة في الفئة العمرية من 15 إلي 24 سنة,وسيضاف إليهم 900 ألف نسمة في نفس الفئة العمرية بحلول عام.2015
4.3% من السكان فوق 65 سنة وبين 2010و2015 سيرتفع عدد المسنين في مصر من 14 مليونا إلي5 ملايين نسمة.
أكد د. مجدي خالد أن مصر تعد من البلدان التي تتجاوز فيها معدلات النمو السكاني معدلات النمو الاقتصادي ويحتاج إلي مزيد من خدمات الصحة الانجابية وتنظيم الأسرة.. ورغم المجهودات الكبيرة التي قام بها المسئولون في مصر علي مدي سنوات للتوعية بخطورة الزيادة السكانية إلا أن هناك تيارات أصولية تري أنه لايوجد مشكلة سكانية في مصر وأن البشر طاقة يمكن توجيهها واستثمارها, وهناك من يستشهد بالصين ولكن الصين حاليا طاردة للسكان وتضع استراتيجية للحد من الزيادة السكانية ولديها مشكلة الإتجار في البشر نتيجة للزيادة الكبيرة في السكان.
وفي مصر كان التركيز في عهد ما قبل ثورة 25 يناير علي بعد واحد في مواجهة المشكلة السكانية وهي بعد الحد من الإنجاب الكثير, ولكن لابد أن يراعي البعد التنموي,فيحدث تحسن في التعليم وإدخال مواد في الجامعات حول التربية السكانية والإنجابية تقدم حقائق علمية وصحية توعي الشباب وهي من أكثر الفئات المستهدفة للحد من الإنجاب.
نوه الدكتور مجدي خالد إلي أن تفعيل قانون عدم تزويج الفتيات تحت السن القانوني, ولاتزال ظاهرة الزواج المبكر للفتايات وفق دراسات تم إجراؤها موجودة في عدد من قري مصر وأبرزها في إحدي قري الجيزة فما بالنا بقري الصعيد والوجه البحري. ثلث السكان في مصر يعدون من الشباب ولو دخلوا بمفاهيم لاتؤمن بالأسرة الصغيرة خلال العقود القادمة ستصبح مصر في خطر.
أشار الدكتور مجدي خالد إلي أن الإعلام قبل الثورة لم يعط الاهتمام الكافي للمشكلة السكانية وحتي الآن ونحن مقبلون علي الانتخابات البرلمانية لايوجد أي ذكر للمشكلة السكانية في برامج الأحزاب, هم نتاج لأسر فقيرةومهمشة وعشوائية ولديهم أطفال بلا حدود.
أكد الدكتور مجدي خالد أنه إذا وضعت استراتيجية في مصر لمواجهة هذه المشكلة لابد أن تضم كل الأطراف المعنية وتكون مقتنعة بأن هناك مشكلة فهناك ردة في البرامج الخاصة بالقضية السكانية بعد قطع مشوار طويل فيها من قبل.
حجر عثرة
وفي حديث مع د. عبد الحميد أباظة وكيل أول وزارة الصحة قال:
الوضع الحالي للسكان في مصر يحتاج إلي وقفة, فمباديء الثورة ارتكزت علي العدالة والتنمية ولن يحدث هذا إلا من خلال أسرة صعيرة لايوجد بها عدد كبير,وأي جهود في المجالات الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية تصطدم بصخرة الزيادة السكانية التي تبتلع كل جهود التنمية, ولابد من تفعيل برامج تنظيم الأسرة والتي قطعنا فيها شوطا كبيرا بل وتحسين الخصائص السكانية, أي يكون لدينا بشر يحظي بالحق في خدمات صحية جيدة ومسكن مناسب وطعام مأمون ولن يحدث هذا مع زيادة عشوائية لايوجد ترتيب لها ويجب أن يكون لكل مصري مشاركة فعالة وعن اقتناع في برنامج قوي يخاطب جميع شرائح المجتمع.
أضاف بقوله:لابد من تحديث الرسائل الإعلامية ولابد من دعم منظمات المجتمع المدني والدول المانحة لمشروعات تنموية صغيرة تساعد علي تحسين وضع السكان والأسر,وكذلك لابد من الارتقاء بوسائل تنظيم الأسرة والتحدث بشفافية عن مدي مأمونية كل وسيلة, كذلك التغلب علي الموروثات الخاطئة مثل تمييز الولد علي الفتاة والاعتقاد أن العدد عزوة
اقتراح
وفي المناقشات حول التقرير كان هناك اقتراح بإنشاء صندوق الدول العربية للسكان علي غرار صندوق الأمم المتحدة للسكان.