مصر عرفت الانتخابات البرلمانية منذ عهد بعيد… في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في عهد الخديوي إسماعيل… ولكن الانتخابات البرلمانية التي تجري الآن لها خصوصية إنهاء أول انتخابات تجري بعد ثورة 25 يناير… فهل ستنعكس أهداف وطموحات ثوار 25 يناير علي هذه الانتخابات… وهل فعلا سيكون برلمان الثورة؟… وهل سيكون للأحزاب المصرية القديمة والتي تشكلت بعد الثورة دور جديد وحاسم في هذه الانتخابات؟ وكيف تري وتقيم هذه الأحزاب تلك الانتخابات؟ للإجابة عن هذه التساؤلات كان لنا بعض اللقاءات مع رموز حزبية:
قال الدكتوررفعت السعيد رئيس حزب التجمع: لقد طالبنا بتأجيل العملية الانتخابية بعض الوقت لتحقيق قدر من الأمن ولكن الانتخابات جاءت متعجلة بعض الشئ.
كما أشار د. السعيد إلي أن الانتخابات كانت بها بعض الأخطاء والتحيزات وشهدنا الدعاية الإخوانية والسلفية التي وصلت إلي داخل لجان التصويت ومن الأخطاء التي شهدتها الانتخابات تأخر الأوراق ووجود أوراق غير مختومة وتآخر القضاة عن الحضور إلي اللجان وأيضا تأخر فتح الكثير من اللجان في موعدها المحدد.
وأضاف د. رفعت أننا نأمل أن تنتهي الانتخابات علي خير حيث أن الشعب المصري حقق نصف ما كان يتمناه.
قال د. محمد أبو العلا رئيس الحزب الناصري إن الشعب هو البطل الحقيقي في هذه الانتخابات من ناحية إقباله علي التصويت وأيضا سلوكه الجيد والتزامه.
وأضاف د. أبو العلا أن الشعب المصري لم يذهب لانتخاب فصيل بعينه ولكنه ذهب للإدلاء بصوته لأنه أداء الديموقراطية التي كان يتشوق لها منذ عقود مضت فجاءت الانتخابات البرلمانية فرصة لإثبات الذات المصرية.
وأشار د. أبو العلا إلي أن الإدارة المسئولة عن الانتخابات يجب أن تحاسب نفسها وتحاسب من أحدث تجاوزات وهذه الإدارة لا تختلف عن إدارة انتخابات 2010 و 2005 ولكن الفارق هذا العام هو الأمل والثورة.
وقال فريد زهران المتحدث الإعلامي باسم الكتلة المصرية: تقديرا منا لأهمية الانتخابات البرلمانية الحالية فإننا نقبل بجزء قليل من التجاوزات ولكننا رفضنا جزءا آخر وقدمنا بلاغات لتجاوزات حدثت موثقة بالصوت والصورة.
عن تهديد الكتلة المصرية بالانسحاب أشار زهران إلي أنه لكل مقام مقال فإذا وجدت الكتلة أن التجاوزات قد زادت فسيكون هناك رأي آخر للكتلة.
قال عبد الغفار شكر القيادي بحزب التحالف الاشتراكي الشعبي إن ما رأيناه من المصريين منتهي الإيجابية وهذا يدل علي أن ما كان يحدث في أيام مبارك لم يكن سلبية من المصريين ولكن نتيجة لعدم الجدوي من كثرة التزوير في الانتخابات.
وأشار شكر إلي أن الانتخابات الحالية شابها بعض الأخطاء وبعض المخالفات من ضغوط مورست علي الناخبين للإدلاء بأصواتهم لمرشحين معنيين وأيضا استمرار الدعاية الانتخابية فيجب أن يحاسب من قام بهذه التجاوزات من قبل اللجنة العليا للانتخابات وأن لا تمر هذه التجاوزات مرور الكرام, وأن تأخذ البلاغات بجدية ويفعل قانون العقوبات.
وكان للقيادي السابق بالجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم رأي آخر فيري أن عملية الانتخابات تمت بسلام وأمان حيث أن الانتخابات السابقة كانت تخلف الكثير من الحوادث الضحايا ولكن هذا العام لم يحدث شئ علي الرغم من عدم تدخل الجيش.
وأشار إبراهيم إلي أن الانتخابات شهدت نسبة تصويت عالية وأيضا إقبالا من السيدات وكبار السن والشباب فالكل ذهب ليقول نعم لاستقرار البلاد لذلك يجب علينا أن نقف بجانب من يختاره المصريون سواء إسلاميين أو أقباط أو ليبراليين وأن لا شك في نزاهتهم ونعطيهم الفرصة كاملة طوال الأربع سنوات فالبرلمان ليس نزهة.
وأضاف إبراهيم أن من يفوز في هذه الانتخابات فعلية أن يتخلي عن صفته الحزبية أن يعمل من أجل الكل وليس من أجل فصل واحد.
وفي بيان أصدره حزب الحرية والعدالة قال فيه محمد مرسي رئيس الحزب أن ما يحدث أمام بعض مقار اللجان الانتخابية من توزيع دعايه للحزب, إما أن تكون مفتعلة من قبل أشخاص يريدون تشويه الصورة الرائعة والجميلة للعملية الانتخابية, أو صدرت عن غير قصد من بعض الأشخاص الذين تم التأكيد عليهم بعدم القيام بهذه المخالفة وجاء هذا البيان ردا علي اتهام بعض المراقبين والأحزاب والمواطنين لقيام الحزب ببعض التجاوزات.
قال محمود عبدالكريم رئيس حزب المستقلين الجدد إن الحزب يشيد بالنجاح الذي تحقق في الجولة الأولي وأن الشعب المصري العظيم ضرب أروع مثل لإدراكه الواعي أن مشاركته سوف تساهم في حاضر مصر وتشكل معالم مستقبلها, وإن حدثت بعض التجاوزات من بعض الأحزاب ومنها الإخلال ببعض قواعد الدعاية الانتخابية لكن لا يؤثر ذلك علي النجاح الذي تحقق في الجولة الأولي.
المشاركة ساهمت في تجميل الصورة السيئة التي تعمدت بعض القنوات الفضائية الخاصة تشويهها, ونطالب في المرحلتين المقبلتين بتلافي أخطاء المرحلة الأولي.
وعن تشابه هذه التجربة بما حدث في تونس أكد عبدالكريم أن مصر بلد لها خصوصية لا تتشابه مع أحد وتميزها عن كثير من بلدان أخري.
ونحن بلد بطبيعتها تحترم التعددية فلا خوف من سيطرة فصيل وإن كان التيار الديني له الأغلبية وهي أغلبية نسبية ولكن مصالحه سوف تصدم بالحس الوطني.