يا سكندرية بحرك عجايب
ياريت ينوبني م الحب جانب
تحدفني موجه على ضهر موجه
والبحر هوجه والشوق مطايب
تتقاطع أصوات الشيخ أمام القادمة من سيارة للدعاية الانتخابية ، مع صوت سيارات الحرية والعدالة : “الله واكبر ولله الحمد” على المقهى فتح لي الناشط أشرف إبراهيم موقع حزب النور السلفي ، صورة كبيرة للعذراء مريم كتب تحتها : أم النور بتقولك انتخبوا النور” !!
حشود الاسكندرية تتدفق فى موجات إلى لجان الاقتراع، ونوة البشر لا تنقطع ، فرحة لا توصف ، مليونية اسكندرية ديموقراطية خرجت لقهر الخوف و الظلام، منذ صبيحة الاثنين 28 نوفمبر زحف أهالي الثغر على (1754) مقرا انتخابيا تضم (3349) لجنة فرعية في (4) دوائر للفردي لاختيار 8 مرشحين من بين (418) مرشحا، و 2 للقائمة يختارون (16) مرشحا من إجمالي (262)، للإدلاء بأصواتهم في أولى مراحل الانتخابات البرلمانية لاختيار (24) نائبا اسكندريا
شارك في تأمين الانتخابات المئات من ضباط البحرية ، وغاب تواجد الشرطة، باستثناء عدد من لجان شرق الأسكندرية خاصة منطقة الرمل .
الشهاب يكشف التجاوزات
رصد مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالإسكندرية عدم وجود أوراق تصويت “استمارات” في 19 مدرسة بمنطقتي العوايد وسيدي بشر حتى الساعة التاسعة والربع ، وعدم فتح باب 6 لجان بمدرسة طه الابتدائية غرب مينا البصل لعدم حضور القضاة ، واتهم مرشحان بالدائرة الثانية بتقديم رشاوي انتخابية ومنع إحدى القنوات الفضائية الحكومية من دخول اللجان في منطقة الجمرك، وأشار المركز في تقريره إلى عدم فتح لجنة مدرسة عزيز اباظة بالعصافرة لعدم حضور المندوبين ولا القضاة ولا حتى الاستمارات الانتخابية في مدرسة ابو هيف بسيدي بشر/ كما رصد المركز عدد من السلبيات في بعض اللجان مثل عدم وجود حبر فسفوري في لجنتي (456، 563) في دائرة الرمل.
وفي الدائرة الثالثة ومقرها محرم بك، لوحظ وجود مكثف بشكل كبير لأنصار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفي ، وكادت تحدث مصادمات لولا تدخل قوات الأمن التي نجحت في إحكام السيطرة إلا أنها لم تنجح في إيقاف الدعاية الانتخابية للحرية والعدالة والنور باستخدامها مكبرات الصوت أمام اللجان والتدخل في اختيارات الناخبين وتوجيههما.
وشهدت الدائرة الفردية الرابعة التي تضم منطقة اللبان ومينا البصل والدخيلة والعامرية وبرج العرب اقبالا منقطع النظير في ظل تسابق السلفيين والإخوان على احتلال الطوابير من بعد صلاة الفجر.
(وقام أنصار حزب الحرية والعدالة بإنشاء سرادق بجوار اللجان الانتخابية و إرشاد الناخبين على أرقامهم مع دفعهم لانتخاب مرشح الحزب
كما شهدت مدرسة سموحة الفنية المتقدمة ، عمليات نقل جماعي للناخبين من جانب حزب النور ، كما قام الناخبون بمدرسة عصمت عبد المجيد خاصة لجنتي ( 198-199) بالتصويت دون توقيع في الكشوف أو غمس الأصابع في الحبر الفسفوري ، كما تبين أن عدد بطاقات التصويت ( الفردي ) تنقص عن عدد بطاقات القوائم في جميع مدارس سيدي بشر
الحرية و النور و الفلول
في الدائرة التانية شهدت مدرسة عباس العقاد في سيدي جابر( سيدات ) قيام مندوبات حزب النور بحشد سيدات منتقبات للتصويت للحزب بشكل جماعي ، و شهدت سيارة ميكروباص بدون لوحات أو أرقام تحمل صور طارق طلعت مصطفى و بها بعض العاملين بالشركة لتكثيف الدعاية أمام لجنة عبد العزيز جويش و الرمل بنين و محمود تيمور، و شوهد تجمع من مناصرات طارق طلعت مصطفى يحملن صورة خلف مسجد الاعتصام ، ويوزعن مبالغ مالية و ورق دعاية لطارق حينما تم الاقتراب منهن أسرعن بالفرار .
و قام أنصار الحرية و العدالة في الدائرة الثالثة وسط الإسكندرية ، خاصة من السيدات في لجان مدرسة الانفوشي الابتدائية بالدعاية داخل اللجان للحرية و العدالة ، و في مدرسة ابراهيم نجيب في كرموز( سيدات) و المكونة من 7 لجان فرعية ، كان هناك نقل جماعي لسيدات منتقبات للتصويت لحزب النور و في منطقة ام زغبوا لم تشهد اللجان أي نوع من السرية حيث تواجد الإخوان داخل لجان السيدات أرقام( 476-477-478) لتوجيه الناخبين
المدهش كما أكد لي عدد من المراقبين و المرشحين ( الثالثة فئات و الثانية عمال ) بأن الموظفين و المشرفين على المدارس و المنتدبين في تلك الدوائر من منطقة وسط التعليمية علماً بأن ذلك تم بالترتيب مع الإخوان و الإدارة التعليمية لخدمة أحد أبرز المرشحين للإخوان بالدائرة ( محمود عطية ) رئيس لجنة نقابة المعلمين ، علماً بأن القانون يقتضي عدم انتدابهم في تلك الدائرة.
الأقباط في قلب المشهد
شهدت دوائر الأسكندرية إقبال غير مسبوق من الأقباط و كانوا يتحركون جماعات وشكل منظم ، يقول الناشط السياسي مينا منسي أن الكنيسة لم تنقلهم بأي وسيلة مواصلات مثلما حدث في استفتاء 19 مارس الماضي ، و أضاف بأن اتجاهات التصويت للمواطنين الأقباط كانت نحو الكتلة المصرية، و الثورة مستمرة ، في الدائرتين الأولى و الثانية ، و كانت حرة تعطي لباقي الاتجاهات في الثالثة والرابعة . وقال جوزيف ملاك مدير مركز الدراسات الإنمائية و حقوق الإنسان بالأسكندرية : أن الكنيسة قامت بتوفير لجان لإرشاد الناخبين الأقباط إلى لجانهم الانتخابية مؤكد أن الكنيسة لم توجه التصويت إلى اياّ من المرشحين أو الكتل و تركت الحرية كاملة أمام الناخب القبطي لاختيار من يمثله ، كما صرح د/ كمال صديق مدير المركز الملي السكندري ، أن الكنيسة لا تدعم أي مرشح بعينه و أن دور الكنيسة كما عبر عنه قداسة البابا شنودة الثالث دعوة ابنائها المشاركة و اختيار الاصلح من وجهة نظرهم
و على صعيد متردد عن وجود قوائم كنسية عن وجود قوائم لترشيح مرشحين بعينهم نفى مينا منسي ذلك و استشهد ببيان رسمي صادر عن الأنبا موسي أسقف الشباب جاء فيه ..( أن الكنيسة لا تعمل بالسياسية ولا تتدخل فيها فقط تحث المواطنين على المشاركة لإداء واجبتهم الوطنية ) و أضاف مينا منسي لكن هناك بعض الأساقفة يريدون أن يعطون أنفسهم أدوار وهمية و غير حقيقية ، و ذلك لإفساد تحرر الشباب الثورى القبطي من قيود هؤلاء الأساقفة
صراع الحرية و العدالة ضد النور
الغريب أن المعركة الأساسية بالاسكندرية تركزت بين حزب الحرية و العدالة و حزب النور ، اتهم الحرية و العدالة النور بتوزيع دعاية انتخابية له أثناء العملية الانتخابية رغم حظر اللجنة العليا للانتخابات ذلك ، و كما جاء في تقرير الحزب رقم 3 من غرفة المتابعة بالاسكندرية و الذي وضع على الموقع الالكتروني أن حزب النور يقوم بتوزيع دعاية انتخابية ،أمام اللجان بمنطقة المندرة ، و داخل اللجنتين 60-96 بمدرسة المرصد الاعدادية بالمنشية ، الأمر الذي اعتبره الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور عمل عدائي و صرح : ( حزب الإخوان يتعمد طوال فترة الدعاية الانتخابية الإساءة لحزب النور و سبق أن مزقوا لافتات الحزب، و شنوا حملة على الانترنت ، ووزعوا منشورات لتخويف الناس من حزب النور و انتهى دكتور يسري حماد بأنه اذا استمر حزب الحرية و العدالة على حزب النور سوف يتم فسخ ميثاق الشرف الانتخابي بين الحزبين رغم ذلك الصراع عقدت صفقة خفية بين الحزبين أثناء المعركة الانتخابية حيث قام كوادر من حزب الحرية و العدالة بالتخلي عن حسني دويدار مرشح الحزب لصالح مرشح حزب النور السلفي المهندس عبد المنعم الشحات
و في سياق آخر بدائرة سيدي جابر عقد أعضاء و كوادر الحرية و العدالة صفقة مع انصار المرشح طارق طلعت مصطفى تم بها التضحية بالمستشار لصالح طارق طلعت مصطفى ، و فسر لي أحد السلفيين ذلك بأن الإخوان ليس لهم عزيز و الخضيري لا يهمهم في شئ و إلا لماذا لم يضعه على رأس قائمة الحرية و العدالة.
صرح المستشار عزت عجوة رئيس نادي قضاة الاسكندرية بأن نسبة المشاركة بلغت 51 %
بلغ عدد الشكاوى التي تلقتها الجهات المعنية ضد انصار طارق طلعت مصطفى و حزبي النور و الحرية و العدالة (1117 ) شكوى تركزت حول الدعاية الانتخابية داخل اللجان ، و استخدام البطاقات الدوارة و الرشاوة الانتخابية المتعددة ، الطريف ان اكثر من 50% من هذه الشكاوى جاءت من أحزاب اسلامية ضد بعضها البعض
ابشع شتائم رصدت في الحملة وجهها حزب النور في الدائرة الثالثة في كل من اشتبه بأنهم ( علمانيين يصوتون ضد الحزب ) هو وصفهم بالكفار وفق ما كان يذيعه و يصرخ به أحد أنصارهم في ميكروفون قائلاً : ( كل من يصوت للكتلة المصرية يريدون أن تصبحوا بناتهم عرايا مثل ” علياء المهدي” ، و أن الليبرالين كفار و أن العلمانيين فاجرون
تبادل أنصار حزبي الحرية و العدالة و النور خداع الناخبين الأميين و ارشادهم لانتخاب حزبهم على انهم الحزب الاخر ، علماً بأن سيارات كانت تمر قبلي السكة بالاسكندرية تحذر الفقراء بانه و وفق قانون الطوارئ سوف يدفعون 500 جنيه او يحبسون و الأفضل أن يركبوا سيارات الحزب و يصوتون له و لهم أجر عظيم في السماء
توكد المؤشرات حتى مساء الاربعاء ان قائمة الحرية و العدالة تتقدم و يليها النور ثم تتساوى في المركز الثالث قائمتي الكتلة و الوفد ، و في الدائرة الثانية يتصدر المشهد حزب النور ويليه الحرية و العدالة ثم الكتلة و الثورة مستمرة ، و نفس التقديرات في الدائرة الرابعة اما في المقاعد الفردية فالاعادة واردة بنسبة 50% لكن في المنتزة يتقدم المرشح السلفي عبد المنعم الشحات على الاخواني ، و يعتبر مصطفى محمد ( عمال اخوان) الاقوى للفوز ، بينما يصعد نجم منصور المحمدي المستقل عمال كمنافس قوي لمرشحي الاخوان و السلفي، و يحتدم الصراع بين المستشار الخضري و طارق طلعت مصطفى رغم ان فرص طارق هي الاقوى
قال لي احد الظرفاء : هذه أول انتخابات في تاريخ مصر نعرف رغبة الناخب في التصويت من ملابسه فصاحب الجلباب القصير و اللحية، والمنتقبات ( من انصار حزب النور ) ، ومرتدي الملابس الافرنجية او الجلاليب الذين يهذبون لحاهم اخوان من انصار الحرية و العدالة ، اما المحجبات فيتم التعرف عليه من “موديلات “باقي ملابسهن و وفق كل “مويدل” نستطيع تصنيفهن ما بين الاخوان او الكتلة او الثورة مستمرة ،اما ما تبقى فاستغفر الله العظيم فهم من الكفار
—
إ س
30 نوفمبر 2011