في جريدة وطني كانت لنا أيام وأسابيع وشهور وسنوات ومضت إلي أن وصلت إلي خمسين عاما.نعم خمسين.حياة وعمر مر كالنسيم.عشنا هذه السنوات نجاهد, نعمل, نشقي, نسعد, نعاني, نتعذب, ذلك العذاب اللذيذ.نسعي إلي التغيير.نهدف إلي البناء.ليكون لنا صوت ورأي وفكر وعقل.لنقدم صحافة نسائية جديدة.تصنعها رائدات عقولهن مستنيرة سعوا قبلنا من أجل أهداف نبيلة.تعلمنا منهن وسرنا علي دربهن.كانت الجرائد والصحف تقدم أركانا للمرأة ينصب اهتمامها علي المظهر الخارجي.القشور الخارجية.جمال الوجه واستخدام الماكياج وتصفيف الشعر وتقديم الموضة والملابس الأنيقة وآخر ما وصلت إليه خطوط الموضة.وتنسيق الزهور.وأصول الإتيكيت والطهي وأنواع الحلوي وغيرها من تحسين صورة المرأة وتجميلها,ورغم أن كل هذه الأشياء جميلة ومطلوبة لتحسين الصورة الخارجية إلا أننا في وطني أردنا الاتجاه إلي الفكر والعقل والاستنارة.رأينا أن نخاطب العقل وأن نغير الصورة الداخلية للمرأة.أردنا أن نخاطب عقل المرأة نغير من الثوابت,والأفكار والمعتقدات والتقاليد,أردنا أن نقدم امرأة جديدة تستخدم عقلها وتستنير بالفكر الجديد.أن يكون لها دور وأدوار.وأن تكون شريكة فعلية للرجل.وأن تكون بحق مشاركة في الحياة العملية منتجة وعاملة وأداة لتقدم المجتمع.وقدنا مسيرة التنوير. أدركت المرأة أن لها أدوار متعددة داخل بيتها وخارجه. فهي أم وزوجة وأخت وحماة وربة بيت ورمانة ميزانه وبفكرها الناضج تستطيع أن تغير فتبني البيت أو تهدمه.تسعد زوجها وأولادها وأفراد أسرتها أو تشقيهم.دورها داخل البيت لا يمنعها أو يعطلها عن دورها خارج البيت.تستطيع بالحكمة والعقل المتفتح أن توازن حياتها وتكون إنسانه عاملة ومنتجة في نفس الوقت.
لقد كانت المرأة من مئات السنين تحتل منزلة عظيمة.لقد كانت ملكة وحاكمة وقاضية وناجحة في الحياة العامة.ومع الأيام والمجتمع الذكوري تراجعت وخسرت الكثير من مكانتها.واستطاع المجتمع إقناعها أن دورها في الحياة إرضاء زوجها لتسعده ولترعي أولادها وتجمل بيتها وتحفظه نظفيا والتغيير في بيتها ولا دخل لها بشئ آخر فبيتها هو مملكتها الحقيقية.وكل ذلك مطلوب بالفعل ولكنه لا يلغي دورها ولها قدرتها علي أن تعمل وتبني وتشارك في الحياة العملية وتنتج وتكون مشاركة للرجل في بناء المجتمع.واستطيع أن أدعي أن دورنا الرائد في جريدة وطني استطاع أن يغير الكثير من القيم والمفاهيم والتقاليد الموروثة التي كبلت المرأة وحدث من مشاركتها في أدوارها في الحياة صور كثيرة تغيرت داخل البيت وخارجه.حرصت كثير من الأسر علي تعليم بناتها وتأهيلهم للعمل بعد أن كانت كثير من الأسر تعني فقط بتعليم الابن أما الابنة فمصيرها إلي الزواج.وتغيرت معاملة الوالدين لأولادهم وقلت التفرقة بين الابن والابنة وتمييز الابن عن أخته.
وقادت وطني علي مدي مسيرتها طوال خمسين عاما عدة حملات لإنصاف المرأة وتحرير الفتاة من عادات سيئة تجرح مشاعرها وكرامتها وتدمر حياتها الزوجية مثل عادة الختان وجرمتها.وأكدت علميا أن لا علاقة لها بالدين أو العفة.وقادت وطني حملة فتحت فيها قضية التربية الجنسية,وقدمت دراسات تنويرية للفوائد المرجوة من تعليم كل الحقائق عن الجنس من مصادره الصحيحة, وعدم ترك الشباب والمراهقين للمعلومات الخاطئة والمغلوطة التي يستقونها من مصادر شائهة.وقادت وطني حملة لفحص المقبلين علي الزواج للتأكد من خلوهم من الأمراض الخطيرة وضرورة هذا الفحص حماية للحياة الزوجية وتجنبا لإنجاب أطفال معاقين بأي نوع من أنواع الإعاقة.واستطاعت وطني أن تغير من صورة الحماة التقليدية والتي انتشرت في وسائل الإعلام والسخرية منها وإطلاق تسميات فجة عليها باعتبارها سيدة سيئة دورها هو خراب البيوت وتدمير سعادة وهناء الحياة الزوجية…وقدمتها أما ثانية يمكن أن نكسب محبتها ومساندتها الزوجة الصغيرة.
لقد كان هدف جريدة وطني أن تغير العقول والمفاهيم وأن تهيئ حياة أفضل للجميع.وتساند المرأة للحصول علي حقوقها المهضومة ومساواتها بالرجل.وحصولها علي حقها في العمل وتولي المناصب في جميع المجالات.قد كانت الثمار طيبة في مجالات كثيرة.وكان القارئ والقارئة متجاوبا ومحاورا ناضجا يوالينا بخطاباته مطالبا بالمزد من رسالات التنوير.ومازالت هناك الكثير من القضايا تحتاج إلي دفع وموالاة حتي تتحقق. مثل مشاركة المرأة مشاركة حقيقية في الحياة السياسية وتمثيلها تمثيل حقيقي ومشرف في عضوية مجلس الشعب…وهنيئا لـوطني بيوبيلها الذهبي.والرسالة ممتدة ومتواصلة.