وجهت انتقادات عديدة للمهرجان الدولي لسينما الأطفال الثامن عشر الذي اختتم الخميس الماضي نظرا لسوء اختيار توقيته الذي يتزامن مع موعد الدراسة مما أدي إلي ضعف الإقبال عليه وحرمان الكثير من الأطفال من متابعة هذا المهرجان السنوي الذي أقيم بدار الأوبرا المصرية تحت إشراف وزارة الثقافة رغم تقديم عشرات العروض الإبداعية المتنوعة الرائعة لأول مرة التي نالت إعجاب الأعداد القليلة من الأطفال الذين حضروا من خلال تنظيم بعض المدارس القليلة لرحلات صباحية -في فترات العروض- لدار الأوبرا.
قدم المهرجان الذي أقيم علي مدار أسبوع كامل بانوراما فنية تضمنت الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والرسوم المتحركة والبرامج التليفزيونية وكان من أبرز الأفلام الروائية الفيلم الياباني طفل يقابل شبحوالذي يتحدث عن طفل شقي يدعي إيشيرو هانادا يعيش في مدينة ريفية مسالمة بجوار البحر أصبح يري أشخاصا علي هيئة أشباح تظهر له وتتحدث عن مشاكلها مثل شبح جارته السيدة العجوز وصديقة بالمدرسة وكان شبح رجل يأتيه كل يوم ويخبره أنه والده الحقيقي وتتوالي الأحداث لتوضح في النهاية السر الخفي في حياة عائلة هانادا…ومن الأفلام التي تناولت قضية أطفال الشوارع الفيلم الفرنسي أنتم أيها البيض ويعرض قصة الصبي إريا ابن الثامنة الذي يعيش في قرية نائية في أوغندة,نشأ مع عدد من أطفال الشوارع وكان جميعهم يقيمون في مدرسة داخلية بعيدا عن أهلهم وتعلموا دروس الحياة بأنفسهم ويروي الفيلم مايفعله هؤلاء الأطفال في حياتهم اليومية ويوضح أن الشخص الأبيض ليس إلها وأنه مثل الشخص الأسود ويسعي الفيلم إلي توضيح ذلك من خلال رواية الحياة اليومية.ومن الأفلام المصرية طيور صغيرة تروي عن طفلين في إحدي القري أحدهما يذهب إلي المدرسة والآخر يذهب إلي الحقل ليعاون أباه يتعرفان علي بعضهما حيث يقوم طفل المدرسة بتعليم طفل الحقل القراءة والكتابة وطفل الحقل يعلمه صناعة التماثيل,كما قدمت العديد من الأفلام الأخري لدول فنلندة واليونان وألمانيا والهند والسويد وأمريكا.
ضمت لجنة التحكيم لهذه المسابقة كلا من زي الصينود. عبلة حنفي عثمانمصروكرستين شنايد ألمانيا وماريا هاتزي اليونان وديانا عدنان سورية ومونيك رونيين هولندة وبازاك إمري تركيا وجراهام رالف إنجلترا وبيل جيه جوتليب الولايات المتحدة.
كان النصيب الأكبر في المهرجان لأفلام الرسوم المتحركة والبرامج التليفزيونية وهي المسابقة الثانية بالمهرجان وكانت مصر من أكثر الدول المشاركة في هذه المسابقة بأكثر من عشرين فيلما ثم لاتفيا التي شاركت بثلاثة عشر فيلما ومن الأفلام المصرية زيكا في كوكب العجائب حيث يذهب زيكا إلي كوكب غريب ويتعرض للضرب قبل أن يكتشف أن سكان هذا الكوكب يتآمرون علي كوكب الأرض,فيلم يوميات من حياة طفل نوبي يروي قصة النوبة في عين طفل وفيلم عصفورة وجرادة ويتحدث عن الرجل الطيب عصفور المتزوج من المرأة الطماعة جرادة التي تدفع عصفور للعمل في منجم ويعثر علي الخاتم المفقود الذي يتنبأ به مايحدث في المستقبل,وأيضا أفلام عالم النحل,وسالم والسمكة الذهبية,وبطل من سيناء,ومن الأفلام الخارجية أقزام الأحلام,ابتسم ياصديقي لاتفيا والمنزل الذي يعزف الموسيقي إيطاليا وجزيرة الخرفان كوريا الجنوبية عودة أحمد اليمن والعرض السري إنجلترا.
وضمت لجنة التحكيم في هذه المسابقة كلا من فردوس جي خاراس رئيساكنداوبافلينا يليفابلغاريا وأميرة كمال مصرومينا كش راي الهند وماريا تريزاإيطالياووفاء توفيقالأردنوفيتولد جيرسزبولندةوكاتي شبيرين بورج هولندة وإدوارد فوستر إنجلترا
* تكريم نجوم الفن.
علي هامش المهرجان قام الفنان فاروق حسني وزير الثقافة بتكريم عدد من رموز الفن والذي سبق لهم الظهور في عالم الفن كأطفال أو قدموا إبداعات لعالم الأطفال وهم الفنانة ليلي علوي والمخرج نادر جلال والفنان ممدوح عبد العليم والفنانة نادية الشناوي والفنانة عزة فؤاد التي لعبت دور شادية وهي طفلة في فيلم شئ من الخوف والفنانة علا رامي والفنان أحمد سلامة والفنانة دينا والفنان محمد نجاتي والشاب أمير شاهين شقيق الفنانة إلهام شاهين الذي شارك في أعمال شيطان من عسل وثلاثة علي الطريق.
*الأطفال يغيبون عن المهرجان.
رغم الإعداد الضخم لهذا المهرجان والذي يظهر من خلال الديكورات الضخمة بدار الأوبرا التي ارتدت ثوب الطفولة بالألوان المتعددة وأغاني الأطفال الشهيرة إلا أن المهرجان لم يشهد إقبالا كبيرا,وقامت وطني برصد أسبابه من خلال لقاءات مع أسر الأطفال حيث قالت والدة أحد الأطفال: إن توقيت المهرجان غير مناسب نظرا لانشغال الأطفال بالدراسة ولذا اضطرت إلي منع ذهاب أطفالها للمدرسة حتي تأخذهم لجولة داخل الأوبرا لمتابعة بعض العروض التي تقام في الفترة الصباحية فقط,كما أشارت إلي أن الدعاية الإعلامية للمهرجان قليلة وطالبت بنقل فعاليات المهرجان إلي فصل الصيف أو إجازة منتصف العام حتي يستطيع الأطفال التمتع به.
أما محمود سعيد أحد أعضاء فرق الفن التشكيلي فقال إنه يشارك في ورش العمل الفنية التي تقام علي هامش المهرجان والتي تعمل علي تدريب الأطفال علي صناعة العرائس وكيفية عرضها وانتقد سعيد الغياب الإعلامي في المهرجان ولاسيما قبل بدايته وهو ما أدي لغياب الأطفال عن الحضور إضافة لتزامن موعد المهرجان مع الفصل الدراسي وتقديم العروض في الفترة الصباحية.
بجوار المسرح المكشوف كان يقف بعض الأطفال الصغار يقومون ببعض الأعمال الفنية باستخدام الأقمشة والألوان حيث قالت نجاة فاروق مشرفة بمركز الإبداع التابع لصندوق التنمية الثقافية إنهم يقوموا بإعداد هذه الورش المجانية لتعليم الأطفال بعض الفنون مثل القص واللزق والنحت وقد تم دعوة 100 مدرسة للمشاركة في هذا المهرجان مشيرة إلي أن توقيت المهرجان لايمكن تغييره لأنه مهرجان دولي.
حامد حماد مدير المركز الإعلامي للمهرجان أكد أن توقيت المهرجان مناسب نظرا لدعوة المدارس التي تقوم بتنظيم الرحلات اليومية لمشاهدة العروض مشيرا إلي أنه سبق إقامة المهرجان في منتصف العام ولم يجد إقبالا كبيرا كما أنه لايمكن إقامته في إجازة الصيف لسفر الأسر إلي المصايف وحول حجم الدعايا أشار حماد إلي أن إدارة المهرجان قامت بنشر وتعليق صور ألبومات المهرجان في جميع الأماكن فضلا عن الإعلانات التليفزيونية التي يتم بثها باستمرار.