أكد أحد المقربين من قداسة البابا شنودة الثالث أنه تألم ألما شديدا عندما سمع بنبأ حادث كنيسة القديسين.. وظل يتابعه في صمت حزين.. ولم أتعجب لهذا فكم هو صعب علي أب أن يري أبناءه يتساقطون في بحر من الدماء ويجمعون أجسادهم اشلاء لمجرد أنهم جاءوا إلي الكنيسة ليستقبلوا العام الجديد في تسابيح وصلوات.. وظهر الأحد كان قداسته بالمقر البابوي بالعباسية يواصل متابعته لتداعيات الحادث, ويواصل كتمان آلامه حزنا, فالكارثة لمصر كلها الوطن الذي يحبه من كل جوارحه.. وذهب لقداسته فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ووزير الأوقاف الدكتور حمدي زقزوق ومفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة ومجموعة من علماء وأئمة الدين الإسلامي.. كانوا أول المعزين.. لم يكن هناك سرادق للعزاء ولا قاعة للمناسبات.. استقبلهم البابا شنودة في صالونه, وتحدثوا في أبعاد ما أصاب الوطن للوصول إلي حلول لإنقاذه.. وفي المساء توافد إلي المقر البابوي عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والسفراء ورؤساء الطوائف المسيحية لتعزية قداسة البابا, ومازال -حتي كتابة هذه السطور- يتوافد المعزون.
وعقد البابا وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية مؤتمرا صحفيا.. ببهو المقر البابوي أوضح فيه شيخ الأزهر خطورة تصوير الحادث علي أنه فتنة طائفية مؤكدا أن الإرهاب لا يفرق بين مسجد أو كنيسة وأن ما حدث في الكنيسة ليس مواجهة بين الإسلام والمسيحية وانما مواجهة بين الإرهاب والشعب المصري, وأن الجريمة كارثة استهدفت المصريين جميعا وأمن مصر, ونحن كمصريين مدعوون جميعا لنضع أيدينا في أيدي بعض للتصدي لمثل هذه المؤامرات التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي.
وردا علي أحد أسئلة الصحفيين قال شيخ الأزهر إن كنت أعترف بوجود احتقان طائفي فأننا نعمل في الأزهر والكنيسة علي دراسته لتقديم المقترحات لعلاجه.
وخلال المؤتمر أشار الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف إلي أن حماية الكنائس من وجهة النظر الإسلامية واجب وفرض ديني علي المسلمين لأنها يذكر فيها اسم الله, وفرض علي المسلمين حمايتها بنص القرآن والسنة, وقال إن الأوقاف أصدرت بيانا أكدت فيه أن أي اعتداء علي كنيسة هو اعتداء علي المساجد, وأوضح أن الإرهاب أعمي لا عقل ولا ضمير ولا دين له, وبالتالي فهو لا يميز بين مسلم أو قبطي, وأن الحادث موجه لمصر كلها ويجب أن نكون يدا واحدة فالقضية أخطر من كونها خلافا دينيا بين مسلم ومسيحي وتصوير الأمر علي أنه خلاف بين المسلمين والمسيحيين هو تصوير خاطئ وخطير.
وفي المؤتمر الصحفي قدم قداسة البابا شنودة الثالث -أمام أكثر من خمسين قناة فضائية عالمية ومصرية- التعازي لأسر الشهداء ووجه لهم كلمة قال فيها: لا تحزنوا لأن أولادكم وصلوا للسماء, وجميع المصريين متعاطفون معكم وكل البلد حزاني لحزنكم.
ومن جهة أخري دعا البابا شنودة أقباط مصر لعدم الحديث في الماضي والتفكير في المستقبل لمحاولة الوصول إلي حل لمشاكلنا.