شارك ما يقرب من ألفي شاب في مؤتمر إعادة صياغة العالم الذي عقد في مدينة ليكساند السويدية في يونية الماضي الذي استضافته مؤسسة تالبرج بالتعاون مع الخارجية السويدية, من أجل إيجاد حلول عملية للمشاكل التي يعاني منها العالم في الفترة الأخيرة, وجاءت مشاركة الخبراء.. مع الشباب لتضع بعض الحلول من خلال الخبرة مع تطلعات الشباب.
وفي كلمته نوه كارل موسفلد, نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة تالبرج, إلي أن الدورة الخامسة من قمة عمالة الشباب يشارك فيها 1700 شخص من 120 دولة, كما أن نصفهم من النساء, ونصفهم أقل من 35 عاما. وشدد علي أن العالم يحتاج إلي الاجتماع معا ضد الزينوفوبيا؟ الخوف من الغرباء, لافتا إلي أن عالم الغد يتطلب إعادة صياغة, كما أن أعمال الغد يتعين أن تكون مختلفة عن الماضي, وأن يتم تمويلها بشكل مختلف في ظل الأزمة المالية الدولية لعمالة الشباب والاستدامة, أنه ستتم مناقشة YES 150 وأوضحت بونام ألواليا, رئيس حملة مشروع خلال المؤتمر تندرج تحت خمسة عناوين رئيسية, وهي: البشر, والمدن, والطاقة, والمياه, والأرض, مضيفة أن المشاريع تتنوع في موضوعاتها وأحجامها ونطاقها الجغرافي, ولكنها تشترك في الإبداع والاستدامة البيئية والمجتمعية.
ونوهت إلي أن العديد من المؤتمرات أحبطت الشباب بسبب عدم وجود تأثير لها علي أرض الواقع, لذا فإنها دعت المشاركين إلي التركيز علي النتائج وتطبيق الأفكار, لافتة إلي أنه يوجد حاليا مجتمع افتراضي علي الإنترنت للمشاركين منأجل تفاعل أكبر, كما أنه سيتم من خلاله معرفة مدي التقدم الحادث بعد انتهاء المؤتمر, وتقييمه.
وفي سياق متصل, عقدت جلسة في محور البشر بمؤتمر الشباب والمشروعات المستدامة.. إعادة صياغة العالم تحدث فيها نيروز رزق, من مكتبة الإسكندرية, وعزيزة الجافري, من وزارة التعليم العالي بعمان.
ركزت المتحدثتان في الجلسة علي طرق البحث والتدريب لتنمية مهارات التجديد وزيادة روح المبادرة لدي الشباب, إضافة إلي دور الإعلام في التوعية بأهمية خلق فرص عمل مستدامة. كما أشارتا إلي أهمية بناء قوة بشرية أساسها الشباب, بحيث تخلق لديهم الثقة وروح الشراكة والتعاون والتفاعل مع الآخرين, منوهتين إلي أن مناهج التعليم في الشرق الأوسط مازال بها العديد من أوجه القصور, إذ تحتاج إلي تطوير لمواكبة تحديات العولمة في القرن الحادي والعشرين.
وأكدت المتحدثتان علي أهمية تكاتف الحكومات والمجتمع المدني مع القطاع الخاص لتوفير فرص العمل الملائمة للشباب.
من جانبها, قالت عزيزة الجافري إن هناك الكثير من منظمات المجتمع المدني في عمان التي تساعد الشباب علي دخول سوق العمل ودعمهم من أجل تحويل أفكارهم إلي مشاريع مستدامة. وأضافت أن وزارة التعليم العالي العمانية تساعد الطلاب الذين لديهم أفكار جادة علي تطبيقها من خلال لعب دور الوسيط بين الطلاب والممولين.
وفي سياق متصل, أعلنت أنجيلا كروبر, مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة, أنه من المقرر تأسيس صندوق تمويل دولي لدعم رواد الأعمال الشباب وتدريبهم ومساعدتهم علي تحويل أفكارهم إلي تطبيقات, والتطبيقات إلي إنتاج واسع النطاق.
ووجهت كروبر إلي أهمية إعادة التفكير في التعليم, فالمستقبل يحتاج إلي رواد أعمال شباب, مما يتطلب تزويد المدارس والجامعات الطلبة بالثقة والأدوات اللازمة للإبداع والنجاح.
في حين أدار الدكتور إسماعيل سراج الدين جلسة بعنوان إمكانية خلق فرص عمل جديدة تحدثت فيها ريتا روي, المدير التنفيذي لمنظمة ماستر كارد في كندا, وكارين تسي, المدير التنفيذي لمنظمة الجسور الدولية للعدالة.
وأكدت ريتا أن الشباب في أفريقيا يعدون موردا مهما غير مستغل في تحقيق التقدم الاقتصادي, وأضافت أن معظم أعمال المستقبل سيتم تأسيسها ذاتيا, وبالتالي هناك حاجة إلي وضع أنظمة شاملة للتعليم والاقتصاد, إضافة إلي تطبيق السياسات وليس مجرد وضعها دون العمل علي إنجازها.
وألمحت كارين من جانبها إلي أن العالم ليس بمعزل عن بعضه, وإنما هو كل متكامل, منوهة إلي أن نجاح منظمتها جاء بفضل إصرار الشباب علي تخطي الصعاب وتحقيق الأهداف التي وضعوها.
وكان المعهد السويدي التابع للخارجية السويدية قد قام برعاية 100 شاب من المشاركين في المؤتمر من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهم خريجو برنامج القادة الشباب الزائرين الذي ينظمه المعهد سنويا ويقوم فيه بتدريب الشباب علي استخدام وسائل الإعلام الحديثة في التأثير الإيجابي علي الرأي العام في البلاد التي ينتمون إليها, وقد عقد المعهد السويدي حلقة نقاشية حول استخدام وسائل الإعلام الحديثة وكيف يقوم الشباب باستخدامها من أجل إعادة صياغة الواقع الذي ينتمون إليه لتجاوز الأزمات التي تواجه مجتمعاتهم.
وفي ختام المؤتمر, قامت سهر يلمظ, رئيسة المجلس القومي لمنظمات الشباب بالسويد, بتسليم محمد أبوشقرة, رئيس شبكة YES في مصر, درع المؤتمر, وهو عبارة عن نموذج مصغر لمكتبة الإسكندرية, حيث ستشهد المكتبة تنظيم المؤتمر المقبل عام 2012.