نظم الاتحاد العام للجمعيات الأهلية مؤتمرا حول الإعلام ورسالة المجتمع المدني…
دار النقاش حول دور الإعلام كشريك أساسي في التنمية, وفي مواجهة الأزمات.
شارك في المؤتمر عدة جهات منها وزارة التضامن الاجتماعي, وعدد كبير من العاملين في الجمعيات الأهلية بكافة توجهاتها بالإضافة إلي عدد كبير من رجال الصحافة والإعلام.
في البداية وقف الجميع دقيقة حدادا علي أرواح شهداء حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية.
عندما يغيب المجتمع المدني
ثم افتتح د. عبد العزيز حجازي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بكلمة أشار فيها إلي أن الأحداث التي شهدتها الإسكندرية خلال الأيام الماضية شفت عن وجود مجموعة من التيارات بعضها يحض علي الفتنة الطائفية والأخري تتحدث عن وجود العديد من المشاكل الداخلية التي تحتاج إلي حلول سريعة وفعالة, وتيار آخر يؤكد علي ظهور ظاهرة العنف في المجتمع المصري.
ومن جانب آخر المشاكل المتعلقة بالإعلام وإلي أي مدي ساهم في الرد علي هذه التيارات والهجوم سواء كان من الداخل أو الخارج.
فالإعلام في الفترة الماضية اتسم بالانفلات في التعبير عن الحادث الأخير, فكان لابد من التأكيد علي إبراز كلمة المصري بعيدا عن الفئوية سواء كان مسلما أو مسيحيا.
من هذا المنطلق طالب د. حجازي المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بدراسة وتحليل كل ما نشر في الصحف المحلية والدولية عن الأحداث الأخيرة بشكل موضوعي يضم كافة التوجهات مؤكدا علي غياب دور المجتمع المدني خلال هذه الأحداث والذي كان يجب من جانبه أن يحول هذه الأزمة إلي نوع من المشاركة بين المسلمين والأقباط دون التطرق أوالمساس بالعقيدة, فهناك قواعد مشتركة حول موضوعات وقضايا وبالإمكان الاستدلال بالآيات القرآنية وأيضا من الإنجيل, وتطرح في شكل كتيبات مصغرة, فالمجتمع المدني والأحزاب عليهم دور كبير في الفترة القادمة لفض أي اشتباكات أو احتقانات قد تظهر علي الساحة.
استمرارية الطرح الوطني
أشار د. حجازي إلي أهمية الاستمرارية فالأمر يحتاج إلي العديد من الدراسات وفتح الملفات المغلقة التي تساعد علي تخطي هذه الأزمة فكنت في جلسة مع مجموعة من رجال الإعلام وفوجئت بتساؤل أحد الحاضرين عن: أين القبطي في مجلس إدارة اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ ولماذا لا توجد مذيعات قبطيات في القنوات المصرية المحلية؟ وكل هذه التساؤلات تحتاج منا في المرحلة القادمة التطرق لقضايا كثيرة, وفتح الملفات الخاصة بالأقباط.
تعديلات للقوانين
من جانبه أكد د. علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي إجراء تعديلات علي كافة القوانين انطلاقا من مبدأ المواطنة والدولة المدنية حيث إن لكالفة المصريين حقوقا لابد من احترامها سواء داخل البلاد أو خارجها, وأهمية أن تتسم المرحلة القادمة بالشفافية والمكاشفة.
أشار الوزير إلي أهمية وسائل الإعلام في تشكيل الوجدان لدي المواطن المصري, وقد اتسمت التغطية الإعلامية وقت الأزمة بالجانب الخيري فقط دون الموضوعية وتجاهل الجانب البحثي.
الدولة قبل المسجد والكنيسة
قال د. علي السمان رئيس لجنة الإعلام والعلاقات الخارجية بالاتحاد العام للجمعيات الأهلية إن المطلوب مراعاته تجاه أحداث التفجيرات الأخيرة هو في عبارة الدولة قبل المسجد أو الكنيسة فإذا غابت الدولة لن يبقي شيء.
أكد د. علي السمان علي أهمية إعادة صياغة الكتاب المدرسي, وقمنا بالاتصال بالجهات المختصةسواء المسيحية أو الإسلامية لوضع الرؤي من الطرفين ومن جانبه تبرع رجل الأعمال نجيب ساويرس بالمساهمة في تكاليف منظومة إعادة الصياغة.
لتنمية الانتماء
ومن جانبها اقترحت السيدة فريدة الوكيل رئيس مجلس إدارة إحدي الجمعيات الأهلية بمصر الجديدة ضرورة قيام الدولة باستغلال القنوات التعليمية التي يشاهدها كم كبير من أطفالنا وشبابنا في توصيل مفاهيم تنمو مع الأطفال لتأصيل مفهوم المواطنة لديهم, وهذه لا تحتاج إلي موارد مادية إضافية لتنمية الشعور بالانتماء وحثهم علي قبول الآخر.
التربية الوطنية
وفي لقاء مع د. إيمان بيبرس رئيسة جمعية النهوض بالمرأة علي هامش أعمال الندوة أشارت إلي قيام الجمعية بعقد عدة حلقات ثقافية مع الشباب حول هذا الحادث في ساقية الصاوي فضلا عن مشاركة المسيحيين في احتفالاتهم بعيد الميلاد في كنائسهم في مناطق متعددة, ولقاءات مع بعض القساوسة الذين طرحوا وجهات نظرهم تجاه هذا الحادث وكيفية معالجة الأزمة الراهنة.
أضافت د. بيبرس أنهم بصدد الإعلان عن المواقع الإلكترونية لكافة المصريين الراغبين والموافقين علي مبدأ المواطنة علي أن يقوموا بالإدلاء بأسمائهم وتوقيعاتهم بالموافقة علي مبدأ المواطنة ورفض الإرهاب إلي أن يصل عددهم إلي 10 ملايين مواطن.
كما سوف نعرض خطتنا الخاصة بإدخال منهج جديد في المدارس وهو التربية الوطنية, فمن حقق كل مواطن أن يعرف مبادئ الدين المسيحي وأخلاقياته بالمساواة بالأحاديث الرسولية والآيات القرآنية التي يتم نشرها في مناهج اللغة العربية فالدين لله والوطن للجميع.
وقالت د. إيمان بيبرس: سوف نطالب الحكومة بالإسراع بإصدار قانون دور العبادةالموحد, فمن حق المسيحي أن يقوم ببناء كنيسته كما يقوم المسلم ببناء مسجده, فكلنا مصريون وشركاء في وطن واحد, حتي يدوم لنا هذا الوطن ونصبح قوة واحدة.