الثورة حالة وقد تطول لزمن كبير وهي زراعة التغيير وفلسفة التغيير في الأمة,هكذا بدأ كلامه الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار مضيفا أبشركم بأزهر جديد قادم ينتهج نسبية المعرفة كما حث القرآن في قوله تعالي:وفوق كل ذي علم عليمخصوصا بعد أن أصاب الخطاب الديني العطب الكبير.
أضاف عزب خلال لقاءشركاء في صناعة الديموقراطية الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالعين السخنة أن الخطاب الديني الذي تدهورت حالته منذ 25عاما,جاء الوقت لتجديده ليوضح أن الإسلام لايقف عند الصورة البسيطة من العبادة الشكلية بل يرتقي إلي الإيمان,ومن الإحسان إلي الاتقان وأن قمة الإحسان هي الحب والمعروف أن المسيحية دين المحبة والإسلام هو دين الرحمة وهما جناحان مهمان يجب أن يقوم عليهما الخطاب الديني الجديد في مصر سواء مسيحي أو إسلامي وهذا هو سلاح الأزهر خلال الفترة المقبلة لضرب أجنحة التطرف.
وطالب الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر الإعلام المصري بتغيير أسلوبه الذي لايريد أن يغيره وعليه أن يري مصر الجديدة من أجل النهوض بها بشخصية واحدة من مسلمين وأقباط ورجال ونساء والابتعاد عن تصريحات المتطرفين التي تهدم من كيان المجتمع ولاتتفق مع مبادئ الثورة المصرية والعمل علي ترسيخ مبادئ الرحمة والمحبة وليس التطرف والكراهية.
من جانبه أكد الدكتور أندريه زكي مدير عام الهيئة الإنجيلية القبطية أن إخفاء التعداد الحقيقي للأقباط هو أمر سياسي,فالبعض يري أن الأقباط عددهم في مصر6ملايين والكنيسة تشير أنهم 12مليونا وفي هذه اللحظة لايوجد تعداد محدد ولا يوجد قراءة حقيقية للمعضلة….وأشار إلي أن الأقباط تأثروا كثيرا بعد ثورة1952 وحدث نوع من الانحسار القبطي وحلت الدولة بديلا في اختيار الأقباط للبرلمان علي أساس الانتماء السياسي وليس الكفاءة, وخلال هذه الفترة حدث تطور لمؤسسة الكنيسة ونشاط كبير في مجال التعليم لاسيما بعد تولي البابا شنودة أسقف التعليم, ومع هذا التطور أيضا تصاعدت تيارات الإسلام التي حولت المجتمع لبؤرة طائفية.
وأضاف زكي أن الحرية والمشاركة والمساواة والتعددية والتداول السلمي للسلطة,هي أحد أهم الثوابت والقيم الإنسانية التي ترتكز عليها الديموقراطية,والتي لا تتأثر بدين أو قومية أو لون أو جنس أو تاريخ أو جغرافيا أو أي شئ آخر ولفت النظر إلي أن التعددية السياسية في الفكر السياسي بصورة عامة,تؤمن بالاختلاف الجنسي والديني والطائفي والحضاري والثقافي في أي مجتمع سياسي ديموقراطي.
وتساءل الشيخ شاهر العشري إمام مسجد الجيزة حول دور الأزهر خلال السنوات الماضية من خطاب التيارات المتشددة وسيطرتها علي المساجد وتقهقر موقع الأزهر وموقفه الآن من تصريحات أئمة الفضائيات في خداع البسطاء.
قال الدكتور كمال مغيث الأستاذ بمعهد البحوث التربوية إن منظومة التعليم في مصر تعاني من أزمة اقتصادية بسبب ضعف ميزانية التعليم وتدهور أوضاع المعلمين والاعتماد علي نظام سلطوي مركزي, مشيرا إلي أن عدد الطلاب في مصر 20مليون طالب منهم 17مليونا بالمدارس الحكومية ومليوان بالتعليم الأزهري ومليون معلم.
وأضاف أن مصر لن تتطور إلا بتطوير وتحسين المنظومة التعليمة لتطوير العقل والاعتماد علي المناهج الحديثة في إدارة الأعمال بعيدا عن الأفكار الرجعية التي سيطرت علي المجتمع وغابت فيه ثقافة العلم وأسس المنهجية وبات الدين هو المكون الأساسي في تفسير كافة الأشياء وربطها بأمور عقائدية لاسيما مع عودة المعلمين من منطقة الخليج وحملهم لثقافة جديدة وغريبة عن المجتمع المصري.