قبل فض اعتصام الشباب المصري من أمام مبني ماسبيرو بيوم واحد, طلب الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لقاء مجموعة من الشباب, وبالفعل تم اختيار 4 شبان بشكل عشوائي, كان من بينهم المهندس روماني عزيز راغب البالغ من العمر 25 عاما, الذي التقينا به ليكشف لنا بعضا من كواليس هذا اللقاء.
قال روماني: شاركت في ثورة 25 يناير بميدان التحرير منذ اليوم الأول, وكذلك شاركت في اعتصام ماسبيرو احتجاجا علي هدم كنيسة قرية صول, ونظرا لاستمرار المظاهرات عدة أيام أمام ماسبيرو ذهبت مع آخرين إلي مكتب الدكتور عصام شرف وحضر اللقاء الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء, وكان اللقاء في غاية الحفاوة.
أضاف: رحب بنا الدكتور عصام كثيرا, وقمنا بتقديم الشكر له وللقوات المسلحة علي البدء في بناء كنيسة صول, وأيضا علي القرار بفتح 7 كنائس من بين الكنائس المغلقة, وأكدنا أننا لا نقف أمام ماسبيرو كفئة أو طائفة بل كمواطنين مصريين شاركنا في ثورة 25 يناير وكنا نحمي إخوتنا المسلمين وهم كانوا يحمونا ونحن نصلي, وأشاد الدكتور عصام بهذه الروح الجميلة.
سألنا عن سبب اعتصامنا -الذي كان مازال مستمرا- فأخبرناه أننا ننتظر التنفيذ الفعلي في بناء الكنيسة, كما أنه يوجد بين المعتصمين 150 قبطيا من أبناء قرية صول -لم يتم تهجيرهم- ولكنهم يشعرون بالخوف من العودة لقريتهم.
وقال لنا رئيس الوزراء: علي الأقباط أن يعودوا ولا يخافوا من شئ علي الإطلاق, وأن الشباب متفتح ونعمل لصالح البلد.
وحول تساؤلنا عن أحداث المقطم, قال الدكتور عصام: الشباب الذي تظاهر هناك عبر عن غضبه بأساليب خطأ مثل قطع الطرق وتكسير السيارات, مما أدي إلي تدخل البلطجية, ثم تدخل الجيش لفض الموقف.
أضاف د. شرف بقوله: إن الديانة كمسلم أو كمسيحي مكانها داخل المسجد أو داخل الكنيسة, لكن الوطن فهو للجميع ومصر لن تسير إلا باتحاد أبنائها.
أشار روماني بقوله: عبر أحدنا عن قلقه من أن يتم تهجيرنا كما حدث في العراق, وردا علي ذلك قال الدكتور عصام: مصر ليست أي دولة عربية أخري, ومصر الدولة العربية الوحيدة التي لا يعرف فيها العابر في الشارع من هو المسيحي ومن هو المسلم, وهذا الكلام مجرد هواجس لن تحدث أبدا.
طالب رئيس الوزراء أن نستخدم هذه الحماسة للاندماج داخل المجتمع ككل حتي تستفيد مصر من هذا الحماس, وأكد أنه لا توجد أي توابع من معاملة النظام القديم للأقباط, بل إن المواطنة سوف يتم تفعيلها عمليا في الشارع المصري.
وفي الختام, قال روماني: قلت للدكتور عصام شرف -علي أثر هذا الترحاب والتفاؤل- إذا كانت المسيرة في دولة مدنية يلتقي فيها رئيس الوزراء مع شباب عاديين, فهذا شرف لنا أن تقود مسيرتنا.