بغض النظر عن خلفيتك, وديانتك, ومشاكلك, وظروفك, فإن الكريسماس هو أعظم خبر بالنسبة لك. فوراء كل المناظر التي نراها, والأصوات التي نسمعها في الكريسماس, توجد حقائق بسيطة ولكنها راسخة يمكنها أن تحول حياتك للأفضل هنا علي الأرض, وإلي مالانهاية في الأبدية, والآن ليس هناك ما هو أهم لحياتك من أن تعرف بركات الكريسماس لحياتك…
** في كتابه الكريسماس الذي صدر هذا العام عن معهد تدريب القادة بالشرق الأوسط وترجمه الدكتور وحيد فريد – يشرح ريك وارين بنبرته الحانية التي لا تخلو من القوة والثقة كيف أن الله صمم الكريسماس ليسدد أعمق ثلاث احتياجات لديك, ويوضح كيف أن فهم وقبول هدايا الله الثلاثة في الكريسماس سيغير حياتك إلي الأبد.
وقت للاحتفال
إن الهدف الأول من الكريسماس هو الاحتفال, ونحن نتعلم ذلك من العبارة الافتتاحية للملاك الذي ظهر للرعاة في بيت لحم, فقد كانت لدي الله أخبار رائعة لنا تجعلنا نبتهج, بل نتهلل ونحتفل.
فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب (لو 2: 10)
إن الأخبار السارة للكريسماس تستحق أن نحتفل بها لأسباب ثلاثة, إنها شخصية: أبشركم, وهي إيجابية أخبار سارة تفرح وكذلك هي عامة: تكون لجميع الشعب.
الكريسماس هو وقت للاحتفال بأن الله يحبنا لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16), السبب الأوحد للكريسماس هو محبة الله, لقد أحبك الله لدرجة أنه جاء إلي العالم في صورة إنسان حتي تستطيع أن تتعرف عليه, وتتعلم أن تثق به, وتبادله الحب, وأصبح الله واحدا منا, إنسانا, حتي نستطيع أن نفهم حقيقة طبيعته.
وقت للخلاص
الهدف الثاني للكريسماس هو الخلاص.. ويعرف الخلاص بأنه إطلاق السراح من الخطية والذات وجهنم, إنه يحتوي بالفعل علي كل هذا وأكثر, فنحن لم نخلص فقط من شيء سيئ, ولكننا خلصنا أيضا لشيء صالح, يقول الكتاب المقدس: …. مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أفسس 2: 10).
يضيف المؤلف: الله لديه هدف عظيم, وخطة رائعة لحياتك, الخلاص يعني أيضا أنك تحصل علي التحرير, وتمنح القوة لتتمم هدف الله لحياتك, إن هذا الإعلان لأي إنسان في العالم يقبل هذا الخلاص كان التصريح الثاني للملاك من الأخبار السارة لرعاة بيت لحم في ليلة الميلاد إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب (لو 2: 11).
وقت للمصالحة
ينتقل الكاتب إلي كيفية أن الكريسماس هو وقت للمصالحة وليس ذلك فقط, بل نفتخر أيضا بالله, بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة (رومية 5: 11).
إن التاريخ البشري هو قصة صراع, ففي خلال خمسة آلاف وخمسمائة وستين عاما, نشبت خمس عشرة ألف حرب تقريبا, وهذه الحروب هي التي نعرف عنها فقط, وبينما تقرأ هذه الكلمات, هناك اثنتان وثلاثون حربا كبيرة وصغيرة يستعر وطيسها الآن في العالم, فنحن البشر لا يبدو أننا نعرف أن نحيا في سلام مع بعضنا البعض, فنحن نفضل الشجار والعداوة وعدم الاتفاق, منذ مائة عام كان الاعتقاد السائد لدي المتفائلين أنه إذا حصل العالم علي التعليم, فستنتهي كل الحروب, ولكنني أجزم بأنه دون تغير القلب, فإن التعليم يسمح لنا أن نفكر بطرق أكثر حكمة بها نقتل بعضنا البعض, يوجد في السجون الكثير من العباقرة, إن العقل المستنير بالعلم لا ينتج بالضرورة قلبا يتمتع بالسلام, ما يحتاجه العالم بشدة هو المصالحة.
المصالحة هي استعادة السلام, السلام مع الله والسلام مع الآخرين والسلام مع نفسك, إنها علاج معجزي قوي للحياة المكسورة والعلاقات المشروخة, المصالحة تذيب الصراع وتحول الفوضي إلي هدوء, إنها تخمد الشجار, إنها تستبدل ضغوطك بالصفاء الإلهي وتبدل الشدة بالسكينة, وتعطي سلاما للعقل بدلا من الهلع والضغوط, ولكن يبدو أن روح المصالحة أصبحت نادرة في أيامنا هذه.
من حسن الحظ أن الهدف الثالث للكريسماس هو المصالحة كان الإعلان الثالث الذي أعلنته الملائكة لرعاة بيت لحم يختص بوصول رئيس السلام (إشعياء 9: 6) لم يعلمنا المسيح فقط الطريق للسلام, ولكن يمنحنا أيضا القدرة علي أن نحيا حياة السلام إذا كنا نثق به.
المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة (لوقا 2: 14).