في مصادفة لا تتكرر كثيرا جمع الأسبوع الماضي بين رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية,وها هو هذا الأسبوع يحل علينا لنحتفل بعد أيام بعيد الميلاد المجيد,ولكن بالرغم من هذه المناسبات السعيدة التي نتبادل فيها التهاني والأماني,تخيم علي منطقتنا أجواء القتال البغيضة,ويسقط الضحايا الأبرياء ويتطاير شرر التصريحات التي تحمل التهديد والوعيد مع شظايا الرصاص والقنايل.
إن النفس جد حزينة ومهمومة,فماذا فعل الإنسان بنفسه وبأخيه الإنسان؟ وأين ذهبت الأديان التي جاءت لصلاح الإنسان وسعادته؟… إن المشهد الذي يجري في ساحة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي كئيب وكريه… مشهد نجح في أن يغتال فرحة العام الجديد وعيد الميلاد المجيد… كيف يمكننا أن نردد أننا نحتفل بعيد المحبة والسلام اللذين جاء السيد المسيح ينشرهما في عالمنا؟…وأين الخلاص من الموت والهلاك الذي قدمه السيد المسيح عطية مجانية لبني البشر؟.
تاهت هذه التعاليم الجميلة واختلطت تلك المعاني السامية في ساحة المعركة المحتدمة حولنا…فأتساءل في حيرة: ماذا أقول ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد؟… ماذا تقول الكنائس هنا في مصر, وهناك في القدس وهي تصلي صلوات العيد؟… لست أملك سوي أن أتضرع إلي الآب السماوي أن يشملنا جميعا بمحبته ورحمته,وأن يتجاوز عن سيئاتنا وسقطاتنا,وأن يعيد إلينا رشدنا ليتبين الطريق الحق للسعادة والخلاص.