نظرت إلي الأمام بأجندة مكتبي.. ووقعت عيني تحديدا علي يوم 25 يناير وجلت بخاطري محاولة تذكر الأفلام التي جسدت دور رجل الشرطة بهيبته وكبريائه ونزاهته وخفة ظله أيضا, وفي الحالتين تصوير رائع لما يثقل كاهله من مسئولية واستعداد لنجدة أي شخص في أي وقت.
صور لي ذلك رجل الشرطة التلقائي الذي يساعد مسنة في إيجاد حيوانها الأليف أو للإمساك بلص سرق حقيبتها أو حتي ملاحقة متخطي السرعات المقررة, وكل ذلك بتفان وإقدام لا يوقفهما إلا أن يرديه الموت شهيدا لأداء واجبه.
تذكرت كذلك كم من شباب حملوا أرواحهم بين كفيهم قبل نزولهم للعمل كل يوم وكل ساعة قد ننعم فيها نحن بدفء المهجع بل وفي أماكن لا نعلم نحن مدي خطورتها وقسوتها بينما نستمع بسمر العائلة, اكتفوا هم فقط بمراقبة أمننا وسلامتنا واعتبروا تلك المهمة ذروة استمتاعهم بالحياة بدلا من الخروج للتنزه وممارسة مباهج الحياة مثل غيرهم ممن أقبلوا علي اختيار مجالات عمل أخري أقل شقاء وخطورة.
وجال بخاطري ما قرأته عن زهور أفنوا حياتهم أثناء نداء الواجب ودفاعا عن حرية الوطن أو عن شرف امرأة بريئة أو إحقاقا لحق سلب من أصحابه راضين بما جعلهم الله عليه.
لهذا كتبت سطوري لأحيي فيها رجال الشرطة بمصرنا العظيم علي اختلاف درجاتهم ومهامهم, متمنية لهم دوام النزاهة وأن تظل ملابسهم بيضاء وقلوبهم وضمائرهم أكثر منها بياضا وألا تعم سيئات الشرذمة منهم فتخفي جمال وقداسة عملهم.