نادية عزيزامرأة تعشق العمل الاجتماعي منذ حداثتها…كانت قائدة لفريق كشفي ولم تبلغ بعد 16عاما,تخرجت في كلية الخدمة الاجتماعية ولم تكتف بالعمل الوظيفي مع مسئولياتها كزوجة وأم,فقادت مجموعة من المشروعات التنموية في بعض الجمعيات الأهلية,ثم أسست جمعية أهلية باسممبادرة الخيريةوكان كل همها النهوض بالمرأة وحثها علي المشاركة في العمل العام,في الوقت الذي يلاحظ فيه الجميع انخفاض نسبة مشاركة المرأة في جميع المؤسسات السياسية.
ولذلك أعدت الباحثة نادية عزيز دراسة مستفيضة عن دور الجمعيات الأهلية في دعم المشاركة السياسية للمرأة من منظور طريقة تنظيم المجتمع,نالت عنها درجة الماجيستير بامتياز مع مرتبة الشرف.
ضمت لجنة المناقشة والحكم السادة الأساتذة:د.علي أبو ليلة الأستاذ المتفرغ بكلية الآداب بجامعة عين شمس(عضوا),ود.تومادر مصطفي أحمد أستاذة تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان(عضوة),ود.سناء محمد حجازي الأستاذة المساعدة بقسم تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان,ود.عائشة عبد الرسول إمام الأستاذة المساعدة بقسم تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان.
تبدأ الباحثة في الفصل الأول من الرسالة بالتأكيد علي أهمية المشاركة السياسية للمرأة في تنمية المجتمع,ثم تتساءل كيف يمكن أن تشارك المرأة المصرية صاحبة التاريخ السياسي والوطني في حين أن – نسبة تمثيلها في مجلس الشعب عام2005,(0.9%),وفي مجلس الشوري – (في العام ذاته)(5.7%) أما في المجالس المحلية فالنسبة بلغت(1.8%).
كما بلغت مشاركة المرأة في الجمعيات العمومية للجمعيات الأهلية 35% عام 2003, 18% في العام ذاته في مجالس إداراتها,وهي نسبة ضئيلة تعكس بطء تقدمها في مجال المشاركة السياسية.
إذن هناك فجوة نوعية في مشاركة المرأة في الحياة السياسية,ولا يمكن لأي مجتمع التقدم والرقي بنصف طاقاته البشرية فقط,ومن هنا كانت الدعوة لتنمية مشاركة المرأة في مسيرة التقدم والتنمية إلي جوار الرجل.والمعروف أن قانون الجمعيات الأهلية رقم84لسنة2002 أتاح الفرصة لإنشاء العديد من الجمعيات الأهلية التي بلغ عددها في مصر عام2005 حوالي 39ألف و597 جمعية أهلية تتعامل مع قطاعات العمل المختلفة,خاصة قطاع المرأة…فبعضها تبني مدخل اقتصادي وبعضها تبني مدخل سياسي.حيث تبنت بعض الجمعيات الأهلية قضايا حقوق الإنسان وقامت بتدريب كوادر للعمل السياسي.
ولكن الجمعيات الأهلية تواجه العديد من المعوقات والتحديات التي تحول دون القيام بدورها في دعم وزيادة مشاركة المرأة مثل عدم الوعي بالحقوق والواجبات, والأمية والفقر والفهم الخاطئ للدين.
استفادت الباحثة بمجموعة من الدراسات السابقة في مصر والعديد من دول العالم عن مفهوم المشاركة السياسية للمرأة في الفكر السياسي الإنجليزي والفرنسي والأمريكي.وأكدت معظم الدراسات السابقة علي أهمية دور الجمعيات الأهلية في إعداد وتدريب المرأة لرفع مستوي وعيها السياسي.وبالنظر إلي مجموعة أخري من الدراسات السابقة اتضح وجود معوقات تحد من مشاركة المرأة السياسية, يرجع البعض منها إلي المرأة نفسها كعدم اقتناعها الكافي بجدوي ممارسة النشاط السياسي,ونقص خبراتها,والأمية الأبجدية والقانونية والسياسية,أو ضعف قدرات بعض النساء,ومهاراتهن الاتصالية والتنظيمية.
ناقشت الرسالة المشاركة السياسية للمرأة من منظور الأديان السماوية(اليهودية والمسيحية والإسلامية),وخلصت إلي أن الأديان السماوية الثلاث تنادي بالمساواة,فأكدت الديانة اليهودية علي أهمية دور المرأة والرجل معا في مواجهة ظروف الحياة.
وكانت بعض النساء نبيات مثل مريم النبية التي قادت شعبها مع أخويها حتي بلغت مشارف أرض الموعد,ودبورة التي كانت نبية وقاضية لنبي إسرائيل علي مدي 40عاما.
وفي المسيحية توجد نصوص كتابية كثيرة تدل علي مساواة الرجل بالمرأة كما برزت خصيات نسائية كثيرة لها دور مهم في الحياة الاجتماعية والسياسية,مثل كلوديا زوجة بيلاطس (الحاكم الروماني الذي حكم علي السيد المسيح بالصلب),والتي أرسلت إلي زوجها تقول له: إياك وهذا البار!,وبريسكيك التي عاونت القديس بولس الرسول في خدمته التبشيرية,وطابيثا التي كانت تقوم بأعمال الرعاية الاجتماعية مثل رعاية الفقراء والآرامل والأيتام.
وكرم الإسلام المرأة وأعطاها كافة حقوقها في الميراث والنفقة والمهر وحقها في العمل ومباشرة العقود وحقها في البيع والشراء.
عرضت الباحثة دور المرأة المصرية في المجتمع منذ الحضارة الفرعونية القديمة وحتي العصر الحديث.واتضح أن البطالمة والأتراك حطوا من شأن المرأة بينما حدثت نهضة سياسية للمرأة مع قدوم المسيحية إلي مصر ومن بعدها الإسلام.
ثم عرضت نادية عزيز النظريات المفسرة لعدم مشاركة المرأة في السياسية من بينها نظرية ثقافة الفقر ونظرية الاغتراب.ومن بين أسباب عزوف المرأة الموروث الثقافي والمعوقات الإجرائية والإرهاب الفكري لها.
قامت الباحثة بدراسة ميدانية علي ثلاث جمعيات هم: جمعية الصداقة والإيمان في منطقة الزهراء بمصر القديمة,وجمعية تنظيم الأسرة بالجيزة وجمعية الإسكان الصناعي بالقليوبية.
من أهم توصيات الدراسة وضرورة تكاتف جهود الجمعيات الأهلية ورجال الدين والإعلاميين والجامعات والنقابات,والاستعانة الخبراء والمتخصصين لتعديل الاتجاهات السلبية لدي أفراد المجتمع والاستعانة بالإعلام لشرح وجهة نظر المرأة إزاء احتياجاتها ومشكلاتها.