العميد مجدي بشارة قليني قائد كتيبة صواريخ الدفاع الجوي بفايد يدلي بشهادته عن مشاركته في حرب أكتوبر 193 عقب نكسة 1967 لم تكن قوات الدفاع الجوي تمتلك صاروخا واحدا , وكان العبء الأكبر يقع علي عاتق المدفعية المضادة للطائرات المكلفة بحماية سماء البلاد, وكانت منطقة السويس من أهم المناطق الحيوية بالدولة, وقد كلف لحمايتها الفوج 63 مدفعية مضادة للطائرات , وكان موقع الجزيرة الخضراء إحدي القلاع الشامخة ضمن تشكيل هذا الفوج الذي شرفت بقيادته , وكان لموقع الجزيرة الخضراء أهمية خاصة من الناحية العسكرية ويسبب إزعاجا وخسائر يومسة للقوات الإسرائيلية التي تقع في مرماه المؤثر.
لكن لماذا قررت القوات الإسرائيلية مهاجمة هذا الموقع؟
* لأن الاستيلاء علي هذا الموقع المتميز يعد ضررا كبيرا للقوات الإسرائيلية وإحباطا للروح المعنوية للقوات المصرية بأسرها, وكذلك الرغبة في الانتقام من الموقع الذي سقط لهم طائرة سوبر بير وبها أحد كبار القادة الإسرائيلية صباح يوم 12/6/1969 أيضا أسقط الموقع للعدو طائرة سكاي هدك مقاتلة قاذفة خلف مصنع السماء بالسويس يوم 13/7/1969 وتم أسر الطيار الإسرائيلي نسيم عازر إشكنازي, كذلك رغبة في وضع القيادة المصرية في حرج باحتلال جزء جديد من الأراضي المصرية ولإحراج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي سيلقي خطاب الثورة في 23/7/1969 أي بعد يومين من الهجوم وقتئذ.
وماذا عن قواتنا بموقع الجزيرة؟
* كانت قواتنا عبارة عن سرية مدفعية مضادة للطائرات قوامها 5 ضباط, 87 درجات أخري , وتسليمها مدافع 85 مم/ط ورشاشات 14.5 مم/ط ثنائي الماسورة والأسلحة الشخصية, وكانت مهمة الموقع الدفاع عن منطقة السويس ووحدات الجيش الثالث مع باقي سرايا الفوج 63 تحت قيادتي .
* صف لنا هذه المعركة المريرة؟
يقول العميد مجدي بشارة في البداية كان الموقف خطيرا وغير واضح نظرا لإصابة كل الضباط واستشهاد م.أول محمد سعيد والملازم إميل جرجس وعدد ليس بالقليل من جنود موقع الجزيرة الخضراء ونظرا للفرق الملحوظ بين إمكانيات قواتنا التي هي دفاعية وبين إمكانيات قوة العدو المهاجمة والمدعمة بالبحرية الإسرائيلية والطيران كما لم تتمكن قواتنا من بداية المعركة من نجدة الموقع وتكبدنا خسائر فادحة لكن دارت المعركة طبقا لخطة محكمة هزمت العدو كبدته خسائر ضخمة في الأرواح والمعدات والأسلحة حيث سقط جنود إسرائيليون كثيرون وقتها قررت القيادة الإسرائيلية لإنهاء الهجوم الذي فشل والتخلص بسرعة من المعركة والإسراع بإخلاء ساحة القتال وإخلاء قتلاهم وجرحاهم , الذي تضاعف في آخر عشر دقائق من ليلة قتال حافلة.
* بعد أن ملت القوات الإسرائيلية من الحصار الذي لم يؤت ثماره وكلفهم كثيرا , تم فك الحصار عن الموقع يوم 7/1969/.29
وعدت إلي مركز قيادتي بالسويس لتستمر الحياة علي ما كانت عليه من اشتباكات يومية مع العدو, استقبلني أهل السويس استقبالا حافلا بعد تسعة أيام عصيبة من القتال المرير, إذ كانوا يتابعوننا ليلا ونهارا من الشاطيء بالسويس مع كل العسكريين بالمنطقة.
وكلفتني هيئة البحوث العسكرية بناء علي توجيهات من وزارة الدفاع بوضع كتاب للتاريخ العسكري باسم معركة الجزيرة الخضراء , وقد تم هذا العمل عام 1980 وهو يدرس بجميع المعاهد والكليات العسكرية والتسجيلات والصور التي تؤكد صحة ما جاء فيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العميد/ مجدي بشارة قليني
هو خريج الكلية الحربية, بكالورويوس العلوم العسكرية 1962 وحاصل علي ماجستير في علوم القضاء والصواريخ الموجهة من الاتحاد السوفيتي في يوليو 1971 حصل علي عدد من الأوسمة والنياشين نذكر منها:
1- الميدالية الذهبية لبطولة الجمهورية في الرماية عام 1965م.
2 نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولي عام 1969 من الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر عن معركة الجزيرة الخضراء.
3- ميدالية حرب أكتوبر 1973م.
4- نوط التدريب من الطبقة الأولي عام 1976م.
5- نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولي من الرئيس الراحل / محمد أنور السادات عن دوره في حرب أكتوبر 73 عام 1978م.
6- نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي عام 1982م.
7- ميدالية القدوة الحسنة والخدمة الطويلة عام 1984م.