ألقي الرئيس محمد حسني مبارك خطابا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة عقب اندلاع أعمال عنف شديدة بأنحاء مختلفة من محافظات الجمهورية وانتشار القوات المسلحة بالقاهرة وعدد من المحافظات بعد فشل قوات الشرطة في السيطرة علي غضب المتظاهرين..
أكد مبارك أنه يتحدث في ظرف عاجل يستدعي وقفة جادة وصادقة مع النفس للحفاظ علي مصالح الوطن, مشيرا إلي أنه تابع التظاهرات خلال الأيام الماضية وقد أصدر تعليماته للحكومة لإتاحة حق التعبير عن آراء المواطنين وأنه يؤسفه تطور هذه الأحداث التي أسفرت عن ضحايا أبرياء من المدنيين ورجال الشرطة, حيث تعامل أفرادها خلال الأيام الماضية بما يؤمن حق التظاهر السلمي طالما يتم في إطار القانون قبل أن تتحول هذه التظاهرات إلي أعمال شغب وإعاقة الحياة اليومية للمواطنين وأن هذه التظاهرات ما كانت تتم لولا وجود المساحات العريضة لحريات الرأي والتعبير.
وأضاف الرئيس أن الدستور بما يخول من سلطات لرئيس الجمهورية وتأكيده علي سيادة الشعب سوف يتمسك بحق ممارسة حرية الرأي والتعبير طالما تتم في إطار الشرعية واحترام القانون, وأنه ينحاز لحرية المواطن في التعبير عن حقوقه وفي الوقت ذاته يتمسك بالحفاظ علي أمن مصر ومنع أي تهديد للنظام العام, فمصر هي أكبر دولة بالمنطقة من حيث سكانها وثقلها وتأثيرها ودولة مؤسسات يحكمها الدستور ويجب توخي الحذر من تهديد أمنها والأمثلة عديدة بدول كثيرة أصابتها زلازل الفوضي ولم تحقق أي نوع من التنمية أو الاستقرار حتي الآن.
وأشار مبارك إلي أنه يتطلع لمزيد من الإسراع لمحاصرة ما يعوق المواطنين من البطالة والفقر والتصدي بكل حسم للفساد وأنه يعي لمطالب وطموحات الشعب المشروعة ويدرك قدر همومهم وأحمالهم لأنه جزء لا يتجزأ منهم ولم ينفصل عنهم ولكن ما يتم مواجهته من مشكلات لن تحل بالعنف أو الفوضي بل من خلال الحوار الوطني بين أبناء الوطن لأن شباب مصر أغلي ما لديها, محذرا من أن يندس بينهم من يستغلون الأحداث لنشر الفوضي ونهب الممتلكات العامة والخاصة وأنه علي قناعة تامة بضرورة إجراء إصلاحات من أجل مجتمع حر وديموقراطي, وأنه لتحقيق ذلك يمضي بأسرع وقت لتحقيق برنامجه لمحاصرة البطالة والفقر وتحقيق مزيد من التطوير في مجالات التعليم والصحة وأنه سوف يظل رهن الحفاظ علي مصر مستقرة آمنة.
وقال مبارك إن ما حدث خلال التظاهرات يتجاوز مخططا أبعد من ذلك للانقضاض علي الشرعية.. وحث مبارك الشباب علي التصدي للفوضي لأن التطلعات لتحقيق مستقبل أفضل لن يأتي بإشعال الحرائق وإثارة الفوضي بل بالوعي والحوار الإيجابي الذي يحقق هذه الأهداف مشيرا إلي أنه لا يتحدث كرئيس للجمهورية بل كمصري شاءت الأقدار أن يتحمل هموم الوطن وأمضي وقتا طويلا ما بين الحرب حتي تحقق السلام, وخلال هذه الفترة كانت هناك صعوبات تم مواجهتها عندما كان الشعب واحدا, مؤكدا أن طريق الإصلاح لا رجوع عنه لتحقيق المزيد من الديموقراطية والحرية ومحاصرة البطالة والوقوف إلي جانب الفقراء لأن أهدافنا هي التي تحدد مستقبلنا والتي لن تتحقق سوي بالوعي والكفاح.
وأعلن مبارك أنه طالب الحكومة الحالية بتقديم استقالتها وأنه سوف يعلن عن تشكيل الحكومة الجديدة اليوم بما يتوافق مع المرحلة الراهنة مشيرا إلي أنه لن يتهاون في اتخاذ كل القرارات للحفاظ علي حقوق الوطن والشعب ورفع أي خوف يتسرب لقلوب المواطنين بعد ما شهدته الأيام الماضية من أعمال دفعت المواطنين للخوف علي الوطن ومستقبلهم.