غدا القمة الأفريقية في طرابلس لحل النزاعات الأفريقية
شركة مصرية أفريقية لتدعيم التعاون الاقتصادي
لا توجد خلافات بين دول حوض النيل.. بل اختلافات
تحرص مصر علي توطيد وتدعيم علاقاتها الاستراتيجية بأفريقيا عامة وبدول حوض النيل علي وجه الخصوص, المرتبطة بمصر بنهر واحد, ورؤية ومصالح واحدة.
فالعلاقة العضوية التي تربط ما بين مصر والدول الأفريقية نشأت منذ أكثر من نصف قرن, لذلك لا أحد يستطيع أن ينكر الدور المصري في القارة الذي بدأ بالدعم السياسي منذ تحرير أفريقيا من الاستعمار حتي مرحلة التنوير بالمشاركة في الدعم الاقتصادي.
ومن جانبها أنشأت وزارة الخارجية منذ الثمانينيات الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا والذي من أهم أسباب إنشائه الاهتمام بجيراننا الأفارقة ومساعدتهم في مسيرة التنمية.
فنحن قدمنا الكثير لأفريقيا ومازال علينا أن يكون توجهنا نحو القارة السمراء أكثر قوة لتحقيق الفائدة المرجوة لها ولمصر أيضا.
وعن علاقة مصر بأفريقيا والاستثمارات المشتركة بينهما ودور الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا والاختلافات مع دول حوض النيل كان لنا هذا اللقاء مع السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية.
* في البداية هناك أقاويل عن غياب الدور المصري في أفريقيا؟
* * مصر تربطها بأفريقيا مصالح وتوجهات متشابهة, فنحن نتنفس نفس الهواء ونشرب من نيل يربطنا ببعض, والتواجد المصري في أفريقيامنذ القدم, وظهر في مشاركة مصر في تحرير هذه الدول ثم انتقل إلي مرحلة التنوير بالمشاركة في تنمية بلادهم وأراضيهم عن طريق المشروعات التي تتم علي أراضيهم علي أيدي خبراء مصريين متخصصين في كافة المجالات.
ولكن قد يتجاهل الإعلام هذا الدور الحيوي فيصبح أمام الرأي العام أن هناك تقصيرا من قبل مصر بالاهتمام بالتعاون مع القارة السمراء.
والدليل علي التواجد المصري, تواجد العديد من الشركات المصرية والذي يصل عددها في دولة إثيوبيا حوالي 50 شركة تعمل في مشروعات استثمارية مختلفة, بالإضافة إلي شركات عديدة في حوالي 18 دولة أفريقية, ومن جانبها تقوم بتقديم خبراتها للشركات الأخري.
ومن ناحية أخري تعقد المؤتمرات المشتركة والقمم الأفريقية والتي تناقش القضايا الأفريقية المهمة, فعقدت القمة الأخيرة في ليبيا وكان محورها الأساسي الاهتمام بالبنية الأساسية في أفريقيا ومصر لها مساهمات عديدة في مجال البناء والتعمير, وسوف تعقد غدا القمة الأفريقية في الجماهيرية الليبية في مدينة طرابلس وذلك لمناقشة النزاعات الأفريقية التي تتعرض لها القارة وخاصة مشكلة الصومال والنزاع القائم بين دولة السودان وتشاد, وكافة القضايا الأفريقية الأخري المطروحة علي الساحة.
ومن ناحية أخري يقوم رئيس الوزراء د. أحمد نظيف بزيارة إلي دولة إثيوبيا عقب عيد الفطر ويصحبه مجموعة من الوزراء ووفد ممثل من الجهات المعنية والمسئولة وذلك لبحث التعاون في مجالات المياه والزراعة والإنتاج الحيواني والثروة السمكية, وتقديم الخبرات المصرية لإثيوبيا في مجال إقامة شبكات الكهرباء.
* ماذا عن الدور الذي يقدمه الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بوزارة الخارجية؟
* * إن الصندوق يحقق أهدافه حتي الآن منذ إنشائه في بداية الثمانينيات وهو مساعدة الطرف الأفريقي وإمداده بكافة الاحتياجات في صور إعانات دوائية أو غذائية للدول التي تتعرض للكوارث, أو في مجال التكنولوجيا ممثلة في أجهزة كمبيوتر وما إلي ذلك.
وعلي الجانب الآخر يقوم الصندوق بدور مهم وهو إيفاد العقول والخبرات البشرية المتخصصة في مجالات محتلفة كالطب والهندسة والري وغيرها من التخصصات في كافة المجالات إلي الدول الأفريقية إيمانا منا بأهمية المشاركة في تفعيل التعاون بين مصر وأفريقيا, علما بأن الصندوق يتحمل رواتب ونفقات هؤلاء العاملين وهي مجزية إلي حد كبير لتشجيعهم علي الرغبة في العطاء لهذه الدول الشقيقة.
ويقوم ممولون آخرون مثل هيئة التعاون الدولي اليابانية والبنك الدولي وبعض الدول المانحة مثل إيطاليا لاهتمامهم بالهدف الذي يقدمه الصندوق.
* إذا كانت هناك رغبة بزيادة التواجد المصري في أفريقيا ما هي التيسيرات التي تقدم للشركات المصرية الراغبة للعمل هناك؟
* * من ضمن البرنامج الذي نتبعه حاليا هو زيادة المشروعات التنموية في أفريقيا وهو ما نطلق عليه الدبلوماسية الاقتصادية وهي من الأسس الجديدة للعلاقات بين الدول والتي ترتكز عليها وزارة الخارجية حاليا. لذلك دخلنا في إطار الكوميسا والاتحاد الجمركي والذي من خلاله تنخفض وتتلاشي الجمارك في معظم الدول الأفريقية هذا بالإضافة إلي الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين مصر ودول القارة لتشجيع الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي وتوفير الأطر القانونية للشركات ورجال الأعمال الراغبة للعمل داخل القارة.
ومن ناحية أخري تقوم السفارات بدور حيوي مهم فهي تقوم بإبلاغنا عن أهم الفرص الاستثمارية والتصديرية المطروحة في الدول المتواجدين فيها ونحن نقوم من جانبنا بإبلاغ الجهات والشركات المعنية بهذه الفرص خاصة وأن عدد المكاتب التجارية يتقلص في 6 دول أفريقية فقط, لذلك تقوم السفارات بأعمال هذه المكاتب في حالة عدم تواجدها.
والجدير بالذكر بأننا حريصون علي دفه عجلة الاقتصاد بين مصر وأفريقيا وتبني الأفكار الاقتصادية المطروحة والبناءة وأهمها إنشاء شركة قابضة مساهمة مصرية أفريقية تتكون من مختلف التخصصات الاقتصادية ليتم التعامل الاقتصادي مع مختلف دول القارة الأفريقية بشكل أوسع, ويتم تشكيل لجنة لتتولي تنفيذ هذه الشركة وأعلنت معظم الشركات المصرية اهتمامها بالانضمام إليها.
* هل توجد خلافات مع دول حوض النيل بعد الاجتماع الأخير في الإسكندرية؟
* * نجح الاجتماع الذي عقد مؤخرا في الإسكندرية في التوصل إلي تشكيل لجنة برئاسة مصر لاستمرار المفاوضات خلال 6 شهور مقبلة لحسم نقاط الخلاف.
فلا يوجد بيننا خلافات بل اختلافات في بعض البنود في الاتفاق الإطاري لمبادرة حوض النيل, وأن أصل المبادرة هو عمل مشروعات صناعية وخدمية وزراعية وتجارية بين دول الحوض, وتقوم الوزارة بتشكيل لجنة تضم عددا كبيرا من الخبراء لدراسة المشروعات التي يحتاجها حوض النيل وإمكانية تنفيذها.
وأكد الخبراء والمتخصصون في وزارة الري بأن إقامة السدود التي ترغب في إقامتها إثيوبيا لا تقام علي الروافد القادمة لمصر لذلك لا تؤثر علي كمية منسوب المياه الخاص لمصر, علما بأن هذه السدود تقام لتوليد الطاقة الكهرومائية وفي نفس الوقت سوف نحافظ علي كمية المياه, علما بأنه لا يتم استغلال إلا 4% من حجم المياه النابعة من هضبة الحبشة لذلك يتم بحث سبل استغلال مصادر المياه لدول الحوض بما يحقق المصلحة لكافة تلك الدول ولا يمس بأي حق من حقوقها أو يسبب ضررا.
* هل التواجد الإسرائيلي يهدد بمكانة مصر داخل القارة السمراء؟
* * مصر هي الأكثر قبولا لدي الدول الأفريقية ودورها التاريخي مازال ماثلا في الأذهان, ومصر تحرص علي تلبية الاحتياجات الأساسية للعديد من الدول الأفريقية خاصة في مجال الصحة والتعليم, مؤكدة أن لدي مصر تميزا خبرة كبيرة في هذه المجالات, ومصر تقوم برصد أي محاولة أو جهد لأي مشروع يلحق الضرر بها وليس يوجد ما يستدعي الشعور بالخوف من تواجد أي قوة أخري.
حيث العديد من الطلبة الأفارق نقدم لهم فرص المنح الدراسية والأكاديمية وبرامج التدريب في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بمصر وهناك العديد من العاملين من الجانب الأفريقي في مجالات التدريس وغيرها من المجالات التي تتناسب وقدراتهم.
تصوير: عريان شكرالله