أكد الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن الشعب المصري لن يقبل بأية قوي خارجية تحاول التدخل في الشأن الداخلي مشيرا إلي ما تروجه إيران بأن هناك شرق أوسط إسلامييتشكل بأنه وهم يعيشه قادة إيران ,وأضاف أن تطبيق نظام ديموقراطي سيشجع المصريين علي الانخراط في العملية السياسية وقلل من حجم المخاوف من تزايد دور جماعة الإخوان المسلمين وسيطرتها علي نتائج ثورة الشباب
ماذا تطلق علي ما حدث يوم 25 يناير؟
ثورة مصرية شبابية نتيجة لتراكمات كثيرة وبدأت مؤشراتها الأولية مع حركات الاحتجاج السياسي والحملة الشعبية ضد التوريث ثم شباب 6 أبريل والاحتجاجات العمالية للمطالبة برفع الأجور والحد من الفساد ونتيجة أن النظام السياسي في مصر لم ينصت أو يدرك خطورة هذه المؤشرات تفجرت ثورة الغضب التي قام بها أنبل وأطهر جيل في تاريخ مصر قمنا بظلمهم واتهامهم بأنهم ليس لديهم انتماء أو ثقافة فقدم الشباب نموذجا للوطنية وتحققت الإصلاحات التي عجز الشعب المصري عن تحقيقها طوال السنوات الماضية,وتحدت الثورة كل المعوقات والضغوط والمواجهات الأمنية وتجاوزات محاولات خطفها من قبل المعارضة والإخوان المسلمين لتعيد لمصر روح الانتماء والثقة والتلاحم بين أبنائها من جديد.
هذه أول ثورة في تاريخ مصر الحديث لأنه إذا ما تحدثنا عن ثورة أحمد عرابي وثورة 1919 كانتا ضد الاحتلال وحتي لفظ وشعار عاش الهلال مع الصليب في 2011أفضل من نفس الشعار عام19 لأنه آنذاك كان شعار مصطنعا ضد الاحتلال ولكن في هذه الثورة خرج الجميع في تلاحم تلقائي ورغم هروب الأمن من حراسة الكنائس دفلم نشهد تعرض أي كنيسة لأي اعتداء وشارك مسلمون وأقباط في حماية الكنائس بروح الوطنية ورفع الجميع هتافات مدنية للتعايش المشترك وأقيمت الصلوات بميدان التحرير إسلامية -مسيحية تحت شعاريد واحدة.
انقسم الرأي العام ما بين مؤيد ومعارض للنظام عقب خطاب الرئيس مبارك فما تعليقك؟
هذا أمر غير صحيح لأن الأغلبية الساحقة من المجتمع المصري مع الثورة وضد النظام ولكن شهد أفراد المجتمع المصري تحولا مؤقتا عقب خطاب الرئيس مبارك لأنهم وقعوا تحت مخدر دغدغة المشاعر عندما قال الرئيسأنه سوف يعيش ويموت في مصروكان ذلك نوعا من المناورة لامتصاص الغضب الشعبي ولكن بعدها عاد الشعب ليدرك أن النظام الذي يحمي نفسه بالدبابات ويترك الشعب للبلطجية والترويع والقمع لايستحق الاستمرار لأنه لايشعر بالمواطنين وأيام الآلم والخوف التي عاشها المواطنون في ظل الانفلات الأمني.
ما تعليقك علي الخطاب الإيراني وتحريض الشعب المصري وحثه علي الثورة والادعاء بوجود شرق أوسط إسلامي
هناك حالة غباء سياسي لدي القادة الإيرانيين لأنهم لايفهمون طبيعة وحضارة مصر فالشعب لايسلم وطنه للقوي الخارجية حتي لو كان بداخله بعض العملاء لإيران وغيرها و\أن ما صرح به خامئني يصب في مصلحة النظام المصري وما يروجه الإيرانيون بشرق أوسط إسلامي وهم يعيشه قادة إيران لأن مصر تمر بأزمة سوف تتخطاها وتظل بقوتها.
كيف تري الموقف الإسرائيلي من هذه الأحداث؟
إسرائيل لا ترغب في رؤية نظام ديموقراطي في مصر لأنه سوف يحقق الاستقرار والرخاء ويساهم في حل المشكلات المصرية والطائفية وهي تريد عكس ذلك بأن تكون هناك حالة من الفوضي والانهيار المجتمعي حتي ينشغل المجتمع المصري عن السياسة الإسرائيلية ولذا نجد رئيس الوزراء الإسرائيلي يتحدث عن مساندة الرئيس مبارك وبدأ النظام يتحدث ويلعب بورقة الإخوان أمام المجتمع الدولي وإذا جاء الإخوان سوف يتم نقض معاهدة السلام مع إسرائيل وهذا يهدد أمن مصر وإسرائيل ولذا ترغب إسرائيل في بقاء الوضع كما هو عليه.
ربما يكون أمرا منطقيا التخوف من الإخوان؟
الإخوان ليسوا بالقوة الكبيرة بل بالقوة المنظمة وإذا ما جرت انتخابات بينهم وبين الحزب الوطني فقط سوف ينتخبهم الشعب نكاية في الوطني ولكن عندما تكون هناك ديموقراطية وحرية للأحزاب وحرية الرأي لن يربح الإخوان في أي انتخابات أكثر من15% لأن الشعب المصري يعرف أن الإخوان أسوأ من الحزب الوطني وأيضا فكرة الإخوان سوف يطالبون بإلغاء معاهدة السلام مجرد وهم لأنه ليس بالأمر الهين الدخول في حرب مع إسرائيل.
وماذا عن موقف الفصائل الفلسطينية من الأحداث؟
بالنسبة لحركة فتح الإسلامية فهي سعيدة أو راضية برحيل نظام مبارك لأنه برحيله سوف يتحول المجتمع إلي نظام ديموقراطي وسوف تركز مصر علي بناء مصر الاقتصادية والاجتماعية وهذا يأتي علي حساب القضية الفلسطينية لأن الرئيس مبارك يعطي اهتماما ضخما بالقضية وهو ما كان يعرض النظام لانتقادات حادة للاهتمام بقضايا خارجية علي حساب أوضاع المصريين بالداخل.
أما حركة حماس فهي سعيدة بذلك لأنها لديها ثأر مع النظام المصري وتري أن وجود نظام ديموقراطي في مصر سوف يصعد الإخوان إلي منصة السلطة والإخوان هم حليف وامتدادا أساسي لحركة حماس وحزب الله وبالتالي سوف تكون لحماس قوة بالمنطقة بوجودها داخل مصر.
كيف تفسر التغير في موقف أمريكا ودورل أوربا؟
موقف أوربا لم يتغير في التعبير عن موقفها ولكن أمريكا حدث تغير في موقفها أكثر من مرة في البدذاية قاموا بتأييد النظام وبعدها طالبوا بتسليم السلطة سلميا ثم عادوا ليؤكدوا أن نقل السلطة الآن لايصب في مصلحة مصر وضرورة فتح حوار مع المعارضة وهذا يرجع لعدة نقاط أولها أن أمريكا قامت بشراء الوهمالذي تم ترويجه بشأن خطورة وصول الإخوان وسيادة حالة من الفوضي تهدد مصالح أمريكا وأمن إ سرائيل والنقطة الثانية أن هناك ضغطا واضحا من السعودية ودول الخليج علي الإدارة الأمريكية بعدم الضغط علي نظام مبارك خوفا علي أنفسهم من انتقال الثورة الشعبية إلي بلادهم وبالتالي فهم يريدون الحفاظ علي نظام مبارك:
هل تعتقد أن قرار منع وزراء ومسئولين من السفر والتحفظ علي أموالهم هو نوع من التغير الفعلي أم للتهدئة؟
لا هذا تحقيق فعلي وليس تهدئة فمن تم تحويلهم إلي التحقيق شخصيات يريد النظام التخلص منها لأنها تمثل ثقل عليهم لاسيما حبيب العادلي الذي قام بسحب قوات الشرطة وتسبب في حالة من الفوضي والذعر بالشارع وفتح السجون وأيضا أحمد عز الذي ارتبطت به المشكلات والكوارث في السنوات الأخيرة وبالتالي فهم قرآبين تم تقديمها لانقاذ النظام وهناك المزيد في الطريق كلما زاد الضغط الشعبي واستمرت الثورة سيظل النظام يدفع ببؤر الفساد للمحاكمة.
يتخوف كثير من الأقباط من نتائج الثورة لاسيما وصول الإخوان المسلمين للحكم؟
الوضع يختلف في حالة وجود نظام ديموقراطي لأنه يسمح بحرية عمل الأحزاب وإنشاء أحزاب جديدة مما يدفع الشباب للانضمام لهذه الأحزاب وبالتالي جماعة الإخوان لن يكون لها القوة الكبيرة أو المسيطرة ولن يحصل أي حزب أو تيار آخر أكثر من20% فضلا أن القوة الليبرالية والمدنية في مصر تتجاوز عدد الإخوان وإذا كان الأقباط يتخوفون من الإخوان فعليهم المشاركة في الحياة العامة والسياسية.
كيف تري محاولة المعارضة والإخوان القفز علي ثورة الشباب الحالية؟
الإخوان المسلمون أو المعارضة لم يكونوا موجودين في بداية المظاهرات الشعبية ولم يشاركوا إلا بعد أن أخذت الدعوة زخما كبيرا واهتماما من قبل الدولة والعالم فحاولوا بعد ذلك أن يتواجدوا بشكل واضح في المظاهرات وأثار تواجدهم استنفارا مدنيا من الناس والآن يقوم الشباب بتأليف مجلس للتحدث باسمهم ومعهم بعض الشخصيات الجديرة بالاحترام لمدهم بالخبرة وبالتالي يخرج الإخوان والمعارضة من هذه الحسبة.