ما أهمية المشاركة السياسية للشباب..؟ وما صور هذه المشاركة التي يمكن للشباب ممارستها في الحياة السياسية؟ وماذا تعني كلمة التطوع..؟ وكيف يمكن للفرد أن يتطوع.. ولماذا يتطوع..؟
أسئلة كثيرة ارتكزت عليها الحلقة النقاشية التي دارت بين شباب برلمان وطني شارك بها المحامي والناشط الحقوقي مصطفي ياسين, والباحثة الفلسطينية والصحفية بجريدة الشروق بيسان عدوان.
في البداية تحدث مصطفي ياسين عن نشأة فكرة المشاركة السياسية أساسا, موضحا أنه قبل عصر الثورة الصناعية كانت فكرة المشاركة في الحياة السياسية تكاد تكون معدومة ومع حدوث التغيرات والتحولات الكبري في الحياة الاجتماعية في أوربا ظهر لأول مرة أفرادا يودون ممارسة حقوقهم في صياغة القرار السياسي ومن ثم نشأت فكرة الحق في المشاركة السياسية.
وأضاف أن المشاركة لا تقتصر علي الجوانب السياسية فحسب, بل تتسع لتشمل نواحي أخري مثل المشاركة الاجتماعية والاقتصادية.. موضحا أن المشاركة في العملية السياسية تتم عن طريق نشاطين وهما عملية التصويت واستخراج البطاقة الانتخابية.
وأردف ياسين أن المشاركة في الحياة السياسية لها مستويات مختلفة تبدأ من المشاركة في الحملات الانتخابية والتي تعتبر أعلي مستوي من المشاركة مرورا بالمستويات الأدني مثل متابعة الأخبار في وسائل الإعلام, مؤكدا أن الذين لا يشاركون بالعملية السياسية إما مهمشين باختيارهم – وهم لا يمارسون أي شكل من أشكال المشاركة, بالإضافة إلي عدم استخراجهم بطاقات انتخابية. أو المتطرفين وأولئك الذين يلجأون إلي العنف أو العمل في خلايا سرية (تحت الأرض). وشدد ياسين علي وجود عدد من الدوافع وراء انخراط الأفراد في الحياة السياسية, مضيفا أن تلك الدوافع تنقسم إلي عدة أنواع كالتالي:
* دوافع عامة: كالإحساس بقيمة المشاركة باعتبار ذلك نوعا من أنواع المسئولية تجاه الوطن.
* دوافع ذاتية: كالاهتمام والشعور بالذات وتركيز الأضواء عليه, كما يمكن أن يشمل هذا النوع أغراض الدعاية والشهرة والمصالح الشخصية.
وطرح أحمد جاويش, عضو البرلمان, تساؤلا عن الفرق بين المشاركة السياسية والعصيان المدني وموقف الحكومة من مثل هذا النوع من المشاركات؟
أجاب المحامي مصطفي ياسين قائلا: إن الحكومة المصرية رغم توقيعها علي المواثيق الرسمية, إلا أن بعض القوانين التي تحفل بها المنظومة التشريعية جرمت بعض أنواع المشاركات مثل الإضراب, وأضاف ياسين أن أي عمل يدخل في إطار المشاركة السياسية طالما يدخل ضمن دائرة ممارسة العمل السياسي والتي تبدأ بالتصويت إلي المشاركة الفعالة.. والعصيان من هذا المنطلق يدخل ضمن هذا الإطار.
أما سارة, عضوة بالبرلمان, فسألت عن كيفية زيادة نسبة المشاركة في العملية الانتخابية. وأجاب ياسين مؤكدا أن المشاركة تزداد كلما زاد الوعي لدي الأفراد, وكلما زاد عمق الوعي لدي المجتمع ارتفعت نسبة المشاركة.
مفهوم التطوع
تناول الجزء الثاني من الحلقة النقاشية صور التطوع كركن أساسي لترسيخ مفاهيم المشاركة في العمل العام والحياة السياسية.
وبدأت بيسان عدوان حديثها عن التطوع وكيفية إعداد النشء علي ثقافة التطوع, وذكرت أن التطوع يبدأ مع النشء من مراحل التعليم الأولي, حيث تعتبر ممارسة الأنشطة الكشفية والرياضية والثقافية والاجتماعية بالمدارس الابتدائية نوعا من أنواع التطوع.
وأشارت بيسان إلي أن الأديان المختلفة حثت علي التطوع وعظمت من قيمته كما شملت بعض الحفريات الفرعونية أدلة علي وجود ما يسمي بالتطوع لدي المصريين القدماء. وأوضحت أن الأنشطة التطوعية تطورت مع مرور الزمن, حيث بدأت تلك الأنشطة بميلاد بعض الجمعيات التي تحاول حل بعض المشاكل في المجتمع بصورة تطوعية. ثم تطور الأمر قليلا فأصبحت الكنيسة والمسجد يناط بهما بعض الأعمال التطوعية في المجتمع ثم أخذ الأمر في التطور إلي أن وصل للوضع الحالي من وجود بعض المؤسسات والجمعيات التطوعية التي تتسع ميادين عملها لتشمل عدة أنواع مثل مؤسسات العمل السياسي والتربوي والثقافي. أضافت بيسان أن العمل التطوعي يشمل نوعين.. عمل تطوعي منظم يكون تابع لجهة ما أو منظمة محددة. وعمل تطوعي غير منظم عادة ما يكون مؤقتا ولا يتسم بالاستمرارية وعرضة للتوقف إذا ما واجهته بعض العوائق والمشاكل.