كشف تقرير التنمية البشرية لمحافظة المنيا عن حالة القري والأحياء بالمحافظة, والفروق بين ما تحقق في هذه الوحدات المجتمعية المتشابهة ليبلور في النهاية رؤية مستقبلية لإعادة توجيه سياسات وبرامج التنمية المحلية بما يحقق عدالة واستدامة هذه التنمية.
ومن منظور المؤشرات الرئيسية لأوضاع التنمية البشرية بالمحافظة تبدو الصورة العامة مشوبة ببعض ظلال وتراكمات حقب سابقة لم تحظ خلالها محافظة المنيا بالاهتمام التنموي المناسب حيث تعتبر المنيا من بين مجموعة محافظات مصر الوسطي ذات المؤشرات التنموية المتدنية, لاسيما فيما يتعلق بمؤشرات الأوضاع التعليمية ومنها الأمية بصفة خاصة, وفيما يتعلق بالأوضاع الصحية كما يعكسها ويلخصها متوسط العمر المتوقع.
حيث تعتبر المحافظة هي الأدني بين باقي المحافظات, ويتواضع متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي إلي ما يقرب من ثلثي المتوسط العام لمختلف المحافظات, وتندرج محافظة المنيا بذلك ضمن أدني خمس محافظات وفق هذا المؤشر.
كما تبين وجود فروق واضحة بين قري ومدن المحافظة في قيمة دليل التنمية البشرية فنسبة 66.85% من سكان الريف يعيشون في قري ينخفض فيها معدل التنمية لأدني مستوياته, ويعيش باقي سكان الريف 33.15% في قري يرتفع فيها المؤشر درجات قليلة عن سابقه, بينما يعيش 80.25% من سكان الحضر في مدن تقع في الفئة المرتفعة لدليل التنمية البشرية, وكشف التقرير عن أن الفروق التنموية تلقي بظلالها فيما بين القري وبعضها .
وأيضا فيما بين المدن وبعضها بما يفصح عن غياب العدالة التنموية, وبلغ متوسط العمر المتوقع عند الميلاد بالمحافظة نحو 67.4 سنة وبتفاوت محدود بين القري, وكانت نسبة السكان 15 سنة, فأكثر الملمين بالقراءة والكتابة أو أعلي نحو 55.5% ولكنها تفاوتت بقوة بين القري 80.8% بقرية ماقوسة مركز المنيا مقابل 87.3% في قرية السلام مركز بني مزار, وبلغت نسبة القيد بمراحل التعليم بالمحافظة 67.5 وتفاوتت أيضا بين القري 80.9% بقرية السلام مركز بني مزار مقابل 51% بقرية التحرير مركز مغاغة, وبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي 4358 جنيها/ سنة وتفاوت بقوة فيما بين القري 5340 جنيها بكوم اللوف مركز سمالوط مقابل 2037 بنزلة عمرو مركز بني مزار.
وتضمن التقرير كذلك عددا من المؤشرات المكملة لتوصيف حالة التنمية البشرية. ومن الناحية السكانية يلاحظ أن تزاحم السكان يبلغ ذروته قرب مجري النيل ويتدرج انخفاضا بالابتعاد عنه, ويكاد ينعدم خارج حدود الوادي مركز العدوة .
ويزيد عدد سكان المنيا بمعدل 2.59% سنويا ويرتفع هذا المعدل في الريف إلي 2.64% بما يظهر اتجاه المحافظة نحو مزيد من الريفية, ويبلغ معدل المواليد نحو 29.3 في الألف مقابل معدل وفيات 6.4 في الألف, ويقدر معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة في المحافظة بنحو 53.2% وبتفاوت كبير فيما بين قري المحافظة 84.6% بقرية زعفرانة مركز أبو قرقاص مقابل 32.9% بقرية البرشا مركز ملوي.
وكانت قوة العمل نحو 26.5%من السكان في سن 15 سنة فأكثر, وبلغ معدل الإعالة 84.8% كان إجمالي المتعطلين علي مستوي المحافظة 92.7 ألف منهم 65.7 ألف متعطل بالريف.
وقدر عدد السكان تحت خط الفقر بنحو 600 ألف نسمة بما يعادل 15.1% مجملة سكان المحافظة الذين يحتاجون إلي برامج ومشروعات وأنشطة تخفف من حدة فقرهم وتحسن من أحوالهم الاقتصادية.
وتقدر نسبة الأمية 15 سنة فأكثر بنحو 44.5% ويتركز معظمهم في الريف. أما السكان الحاصلون علي مؤهل تعليمي متوسط أو أعلي فلا تزيد نسبتهم عن 19.2% من السكان فوق سن 15 سنة, وبلغت نسبة القيد بالتعليم الابتدائي 87%.